حديث: نكاح الجاهلية كان على أربعة أنحاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنكحة أهل الجاهلية التي أقرّها الإسلام

عن عروة بن الزبير: أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرته أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم: يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته، فيُصْدِقُها ثم ينكحها. ونكاح آخر: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرتْ من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا، حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملُها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبةً في نجابة الولد، فكان هذا النكاح نكاحَ الاستبضاع، ونكاح آخر: يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يُصيبها، فإذا حملت ووضعت، ومرَّ عليها ليالي بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدتُ، فهو ابنك يا فلان، تُسمي من أحبتْ باسمه فيلحق به ولدها، لا يستطيع أن يمتنع به الرجل، ونكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير، فيدخلون على المرأة، لا تمتنع ممن جاءها، وهن البغايا، كن يَنْصِبْنَ على أبوابهن رايات تكون علمًا، فمن أرادهن، دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاطته به، ودعي ابنه، لا يمتنع من ذلك، فلما بعث محمد ﷺ بالحق، هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم.

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥١٢٧) من طريق ابن وهب، وعنبسة - كلاهما عن يونس (هو ابن يزيد الأيلي)، عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير، فذكره.

عن عروة بن الزبير: أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرته أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم: يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته، فيُصْدِقُها ثم ينكحها. ونكاح آخر: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرتْ من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا، حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملُها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبةً في نجابة الولد، فكان هذا النكاح نكاحَ الاستبضاع، ونكاح آخر: يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يُصيبها، فإذا حملت ووضعت، ومرَّ عليها ليالي بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدتُ، فهو ابنك يا فلان، تُسمي من أحبتْ باسمه فيلحق به ولدها، لا يستطيع أن يمتنع به الرجل، ونكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير، فيدخلون على المرأة، لا تمتنع ممن جاءها، وهن البغايا، كن يَنْصِبْنَ على أبوابهن رايات تكون علمًا، فمن أرادهن، دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاطته به، ودعي ابنه، لا يمتنع من ذلك، فلما بعث محمد ﷺ بالحق، هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يروي لنا قصة تحول مجتمعي هائل، ويبين كيف جاء الإسلام ليصحح المسار البشري ويضع للنكاح حدوداً شرعية تحفظ الأنساب والأعراض والكرامة الإنسانية.

أولاً. شرح المفردات:


● يُصْدِقُها: يدفع لها المهر (الصداق).
● تطهر من طمثها: تنتهي من فترة الحيض وتغتسل منه.
● تستبضعي منه: تطلبين منه أن يقع عليكِ ليُعطيكِ ولداً (البُضْع هو الفرج، والاستبضاع طلب الحمل).
● نجابة الولد: جودة الأصل و nobility النسب (أي طلب الولد النجيب صاحب الأصل الكريم).
● الرهط: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة رجال.
● يُصيبها: يجامعها.
● القافة: الذين يتتبعون الآثار ويعرفون resemblances الأشباه (أي الخبراء في معرفة الشبه لتحديد الأب).
● التاطته به: ألزموه به وربطوه به.

ثانياً. شرح الحديث:


يذكر الحديث أربعة أنواع من "النكاح" كانت سائدة في الجاهلية قبل الإسلام، ويبين أن النبي ﷺ أبطلها جميعاً إلا النوع الأول الذي هو أساس النكاح الشرعي اليوم.
1. النكاح الشرعي (نكاح الناس اليوم):
هو النكاح المعروف والمشروع: يتقدم الرجل لخطبة المرأة من وليها، ويوافق الوالد، ثم يدفع المهر (الصداق)، ثم يعقد عليها ويدخل بها. هذا هو النكاح الذي أقره الإسلام.
2. نكاح الاستبضاع:
كان الرجل يطلب من زوجته - بعد طهرها من الحيض - أن تذهب لرجل معين (غالباً من ذوي الشرف أو الشجاعة أو الفصاحة) ليجامعها حتى تحمل منه، وذلك طمعاً في أن يكون الولد على صفاته (نجابة الولد). وكان الزوج يمتنع عن جماعها حتى يتأكد من حملها من ذلك الرجل. ثم بعد ذلك تعود لزوجها إن أراد.
3. نكاح المشاركة الجماعية (الرهط):
كانت مجموعة من الرجال (أقل من عشرة) يدخلون على امرأة واحدة ويجامعونها جميعاً. فإذا حملت ووضعت مولودها، كانت تدعوهم جميعاً وتُسمي الطفل باسم من تشاء منهم (من كان أعزّ عليها أو أكرم)، وكان ذلك الرجل مُلزَماً بقبول النسب دون اعتراض!
4. نكاح البغاء العلني:
كانت هناك نساء (بغايا) لا يمنعن أنفسهن من أي رجل يأتيهن. كن يضعن رايات أو إشارات على أبوابهن كعلامة على مهنتهن. فإذا حملت إحداهن ووضعت، كانوا يجمعون خبراء "القافة" لينظروا إلى الطفل ويحددوا من هو الأب (بناء على الشبه)، فيلحقون الولد به رغماً عنه!
ثم يختم الحديث بأن النبي محمداً ﷺ لما بُعث بالحق، هدم كل هذه الأنواع من "النكاح" الباطل، وأبقى فقط النكاح الشرعي السليم الذي يحفظ الأنساب ويصون الأعراض.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الإسلام وإصلاحه للمجتمع: جاء الإسلام ليهدم كل أشكال الفوضى الجنسية والاختلاط الذي يضيع الأنساب ويهدر الكرامة الإنسانية.
2- مقصد حفظ النسب: من أعظم مقاصد النكاح في الإسلام حفظ الأنساب وصيانتها من الاختلاط، ليقوم المجتمع على أسرة واضحة الأصول والفروع.
3- تحريم كل أشكال الزنا: كل هذه الأنواع السابقة -عدا الأول- هي صور من الزنا المحرم، وقد حرمها الإسلام تحريماً قاطعاً.
4- الفرق بين الجاهلية والإسلام: يبين الحديث الفجوة الأخلاقية بين المجتمع الجاهلي (حيث كانت الغرائز تحكم بدون ضوابط) والمجتمع الإسلامي (الذي ينظم العلاقات بضوابط شرعية تحفظ الحقوق والكرامة).
5- مكانة المرأة وصيانتها: الإسلام كرم المرأة وحفظها من أن تكون سلعة أو متاعاً مشاعاً، بل جعلها شريكة في الحياة في إطار الزواج الشرعي المحترم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبيّن نعمة الإسلام العظيمة على البشرية، حيث نقلها من حياة الجاهلية والضلال إلى الهدى والنور.
- الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب النكاح، باب نكاح الاستبضاع)، وهو من أصح الكتب بعد القرآن.
- يستفاد من الحديث أهمية اختيار الزوج الصالح، ولكن بالطرق الشرعية، لا بالطرق الجاهلية الباطلة.
- يُستفاد أيضاً تحريم التبني بمعنى إلحاق الولد بغير أبيه (كما في النوع الثالث والرابع)، لأن الإسلام حسم مسألة النسب وجعلها واضحة لا لبس فيها.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يحفظ مجتمعاتنا من الانحراف الخلقي، وأن يقينا من طرق الغواية والضلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥١٢٧) من طريق ابن وهب، وعنبسة - كلاهما عن يونس (هو ابن يزيد الأيلي)، عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير، فذكره.
وقولها: «فالتاطته» أي استلحقته به. وأصل اللّوط: اللصوق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 252 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نكاح الجاهلية كان على أربعة أنحاء

  • 📜 حديث: نكاح الجاهلية كان على أربعة أنحاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نكاح الجاهلية كان على أربعة أنحاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نكاح الجاهلية كان على أربعة أنحاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نكاح الجاهلية كان على أربعة أنحاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب