لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

حديث: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله ﷺ أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها.

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥١٠٨) عن عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عاصم، عن الشعبي، سمع جابرا يقول: فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله ﷺ أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ خَالَتِهَا".
متفق عليه: أخرجه البخاري (5109) ومسلم (1408).

1. شرح المفردات:

* تُنكَحَ: أي يُعقد عليها نكاح الزواج، والمقصود هنا أن يتزوجها رجل.
* عَلَى: بمعنى (مع)، أي أن يجمع الرجل بينهما في عصمته كزوجتين في وقت واحد.
* عَمَّتِهَا: أخت الأب.
* خَالَتِهَا: أخت الأم.

2. شرح الحديث:

نهى النبي ﷺ نهياً جازماً أن يجمع الرجل في عصمته (أي يتزوج) بين امرأة وعمتها، أو بين امرأة وخالتها في وقت واحد.
الحكمة من النهي:
جاء هذا النهي لحكم عظيمة، منها:
* قطع ذرائع الشقاق والعداوة: الجمع بين الأختين أو بين المرأة وعمتها أو خالتها يؤدي غالباً إلى الغيرة الشديدة والخصام، لأن صلة القرابة بينهما وثيقة، مما يجعلهما يتنافسان على قلب الزوج وحظوته، وقد تنتقل هذه العداوة إلى الأسرتين (أسرة الأب وأسرة الأم)، فيحصل قطع للرحم الذي أمر الله بإيصاله.
* صون الأخلاق والحياء: من الحياء أن لا تجتمع الأختان أو الخالة وبنت أختها تحت سقف واحد في علاقة حميمة مع رجل واحد، فهذا قد يجرئهن على كشف الأسرار والمحاسن فيما بينهن، ويذهب بالحياء الذي هو من شيم المؤمنات.
* التيسير على الناس وعدم تضييق أمور النكاح: النهي عن الجمع يفتح باب الزواج لأكثر من رجل، فلا تحتكر أسرة واحدة رجلاً واحداً لبناتها أو أخواتها.
* حفظ النظام الأسري: هذا النهي يحفظ نظام الأسرة ويمنع التداخل المعقد في العلاقات الذي قد ينتج عن مثل هذا الجمع.
ملاحظة مهمة: النهي هنا هو عن الجمع بينهما في عصمته في وقت واحد. أما أن يتزوج إحداهما ثم يطلقها أو تتوفى ثم يتزوج الأخرى، فهذا جائز ولا حرج فيه بإجماع العلماء.

3. الدروس المستفادة:
1- حكمة التشريع الإسلامي: يظهر في هذا الحديث جانب من جوانب الحكمة الإلهية في تشريع الأحكام، التي تهدف إلى حفظ المصالح ودرء المفاسد، وبناء مجتمع تسوده المحبة والوئام، لا الشقاق والعداوة.
2- مراعاة المشاعر الإنسانية: الإسلام دين الفطرة، وهو يراعي المشاعر الإنسانية والعلاقات الاجتماعية، ويشرع ما يحافظ عليها ويصونها من التصدع.
3- تحريم الوسائل المؤدية إلى الحرام: النهي عن الجمع بين المحارم من النساء هو سد لذريعة الوقوع في الخصام وقطع الأرحام، وهو من قواعد الشريعة الأساسية.
4- تقديم المصلحة العامة: الشريعة الإسلامية تقدم المصلحة العامة للأسرة والمجتمع على الهوى والرغبة الفردية.

4. معلومات إضافية:
* حكم من فعل ذلك: إذا جمع رجل بين امرأة وعمتها أو خالتها في عصمته، فإن هذا الزواج باطل وغير صحيح عند جمهور العلماء (الشافعية، الحنابلة، والمالكية في المشهور)، ويجب فصلهما. بينما ذهب الحنفية إلى كراهة التنزيه لا التحريم، ولكن الراجح هو قول الجمهور لقوة النهي في الحديث.
* هل يشمل الجمع بين بنت العم وبنت العمة؟: النهي خاص بالعمّة والخالة فقط. فلا بأس بالجمع بين بنت العم وبنت العمة، أو بين امرأة وأخت زوجها المتوفاة (بنت عمتها أو خالتها) مثلاً، ما دامت ليست محرماً مباشراً بالنص.
* العلة الجامعة: العلة في النهي هي القرابة الوثيقة التي توجب الصلة والبر، والجمع بينهما في الزواج ينافي هذه الصلة ويقضي عليها، فكلما قويت القرابة كان النهي عن الجمع آكد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥١٠٨) عن عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عاصم، عن الشعبي، سمع جابرا يقول: فذكره.
قال البخاري عقبه: «وقال داود وابن عون عن الشعبي، عن أبي هريرة».
وفي قول البخاري: «وقال داود وابن عون ... الخ» إشارة منه إلى الاختلاف على الشعبي، وإخراجه حديث جابر دليل على ثبوته عنده، وأن الاختلاف المشار إليه لا يضر ولا يقدح، ولذلك قال الحافظ ابن حجر: «وهذا الاختلاف لم يقدح عند البخاري، لأن الشعبي أشهر بجابر منه بأبي هريرة».
وقال في موضع آخر: «والذي يظهر أن الطريقين محفوظان»، الفتح (٩/ ١٦١).
وهو كما قال كما في الحديث الآتي:

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 254 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

📜 حديث: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية