حديث: إعطاء زكاة رمضان بمد النبي ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كفارة اليمين

عن نافع قال: كان ابن عمر يُعطي زكاة رمضان بمدّ النبي ﷺ المدّ الأول، وفي كفارة اليمين بمدّ النبي ﷺ قال أبو قتيبة: قال لنا مالك: مدّنا أعظم من مدّكم، ولا نرى الفضل إلا في مدّ النبي ﷺ. وقال لي مالك: لو جاءكم أمير فضرب مدّا من مدّ النبي ﷺ أي شيء كنتم تعطون؟ قلت: كنا نعطي بمد النبي ﷺ قال: أفلا ترى أن الأمر إنما يعود إلى مدّ النبي ﷺ؟

صحيح: رواه البخاري في كفارات الأيمان (٦٧١٣) عن منذر بن الوليد الجاروديّ، حدثنا أبو قتيبة (وهو مسلم) حدثنا مالك، عن نافع، به، فذكره.

عن نافع قال: كان ابن عمر يُعطي زكاة رمضان بمدّ النبي ﷺ المدّ الأول، وفي كفارة اليمين بمدّ النبي ﷺ قال أبو قتيبة: قال لنا مالك: مدّنا أعظم من مدّكم، ولا نرى الفضل إلا في مدّ النبي ﷺ. وقال لي مالك: لو جاءكم أمير فضرب مدّا من مدّ النبي ﷺ أي شيء كنتم تعطون؟ قلت: كنا نعطي بمد النبي ﷺ قال: أفلا ترى أن الأمر إنما يعود إلى مدّ النبي ﷺ؟

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مالك في "الموطأ" عن نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو حديث عظيم في بابه، يتعلق ببيان مقدار صدقة الفطر وكفارة اليمين، وإليك شرحه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● يُعطي زكاة رمضان: أي يدفع صدقة الفطر.
● بمدّ النبي ﷺ: المدّ هو مكيال كان يستعمل في زمن النبي ﷺ لقياس الطعام، ومقداره حوالي 510 جرامات من القمح تقريباً، وهو يعادل ملء كفي الرجل المعتدل.
● المدّ الأول: أي المدّ الذي كان معروفاً ومستعملاً في عهد النبي ﷺ قبل أن تختلف المقاييس.
● كفارة اليمين: وهي الإطعام الواجب على من حنث في يمينه، ومقداره إطعام عشرة مساكين.
● مدّنا أعظم من مدّكم: أي أن المكيال المستعمل في زمن الإمام مالك كان أكبر من المكيال المستعمل في زمن من يخاطبهم.
● الأمر إنما يعود إلى مدّ النبي ﷺ: أي أن المرجع في تحديد المقادير الشرعية هو ما كان في عهد النبي ﷺ، وليس ما استحدث الناس من مقاييس.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما أن عبد الله بن عمر كان يدفع صدقة الفطر وكذلك إطعام كفارة اليمين بالمقدار نفسه الذي كان النبي ﷺ يدفعه، وهو المدّ المعروف في عهده ﷺ. ثم ينقل أبو قتيبة (أحد رواة الحديث) أن الإمام مالكاً قال له: إن المكيال المستعمل في زمانهم (زمن الإمام مالك) أكبر من المكيال المستعمل في زمان أبي قتيبة وأصحابه، ومع ذلك فإنهم لا يرون الفضل والبركة إلا في اتباع مدّ النبي ﷺ. ثم ضرب الإمام مالك مثلاً فقال: لو أن أميراً جاءكم وفرض عليكم مكيالاً معيناً، فبأي مكيال كنتم ستعطون؟ فأجابه أبو قتيبة: كنا نعطي بمدّ النبي ﷺ. فقال الإمام مالك: ألا ترى أن الأمر يعود في النهاية إلى مدّ النبي ﷺ؟ أي أن المرجع هو ما ثبت عن النبي ﷺ، وليس ما يضعه الناس من مقاييس.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب اتباع السنة في المقادير الشرعية: فالمقادير الواردة في الزكاة والكفارات وغيرها توقيفية، لا يجوز الزيادة فيها ولا النقصان، بل يجب الالتزام بما جاء عن النبي ﷺ.
2- الحذر من الابتداع في الدين: فلو أن الناس بدلوا المقاييس وأخذوا بمقاييس جديدة، لكان ذلك مخالفاً للسنة.
3- العلماء هم ورثة الأنبياء: فقد بين الإمام مالك رحمه الله أهمية الرجوع إلى ما جاء عن النبي ﷺ، وعدم الانسياق وراء ما يستحدثه الناس.
4- الأمر يعود إلى الأصل: فإذا اختلفت المقاييس أو وُجدت أنظمة جديدة، فالواجب الرجوع إلى ما ثبت في الشريعة.
5- القدوة في العلماء: فابن عمر رضي الله عنهما كان حريصاً على اتباع السنة حتى في أدق التفاصيل، والإمام مالك كان يؤكد على ذلك.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● مقدار المدّ النبوي: اختلف الفقهاء في تقديره بالجرامات، وأشهر الأقوال أنه يعادل حوالي 510 جرامات من القمح، أو ما يعادل ملء كفي الرجل المعتدل.
● صدقة الفطر: مقدارها صاع من طعام، والصاع يساوي أربعة أمداد، فيكون مقدار الصاع حوالي 2040 جراماً (2.04 كيلوغرام).
● كفارة اليمين: منها إطعام عشرة مساكين، ومقدار طعام كل مسكين نصف صاع، أي حوالي 1020 جراماً (1.02 كيلوغرام).
● الحديث يدل على أن الاجتهاد لا يجوز في المقادير الشرعية: لأنها توقيفية، بخلاف المسائل الاجتهادية التي للعلماء فيها رأي.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كفارات الأيمان (٦٧١٣) عن منذر بن الوليد الجاروديّ، حدثنا أبو قتيبة (وهو مسلم) حدثنا مالك، عن نافع، به، فذكره.
قوله: «المدّ الأول» هو نعت مدّ النبي ﷺ وهي صفة لازمة له، وأراد نافع بذلك أنه كان لا يعطي بالمدّ الذي أحدثه هشام.
وقول مالك: «مدّنا أعظم من مدّكم» يعني في البركة أي مد المدينة وإن كان دون مدّ هشام في القدر لكن مدّ المدينة مخصوص بالبركة الحاصلة بدعاء النبي ﷺ لها فهو أعظم من مدّ هشام. قاله الحافظ في الفتح (١١/ ٥٩٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إعطاء زكاة رمضان بمد النبي ﷺ

  • 📜 حديث: إعطاء زكاة رمضان بمد النبي ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إعطاء زكاة رمضان بمد النبي ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إعطاء زكاة رمضان بمد النبي ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إعطاء زكاة رمضان بمد النبي ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب