حديث: أرب إبل أنت أو رب غنم؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليكفر عن يمينه ويأت الذي هو خير
بني عمي، فأحلف أن لا أعطيه ثم أعطيه؟ قال: «فكفّر عن يمينك، وأت الذي هو خير، أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطيعك ولا يخونك ولا يكذبك، والآخر يخونك ويكذبك؟» قال: قلت: لا، بل الذي لا يخونني، ولا يكذبني، ويصدقني الحديث أحب إليّ. قال: «كذاكم أنتم عند ربكم عز وجل».
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٧٢٢٨) واللفظ له، واختصره النسائي (٣٧٨٨) وابن ماجه (٢١٠٩) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، قال: حدثنا أبو الزعراء عمرو بن عمرو، عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشمي، عن أبيه مالك فذكره وإسناده صحيح.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه مالك بن نضلة الجشمي رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة كشرح النووي، وابن حجر، وغيرهم:
نص الحديث:
عن مالك بن نضلة الجشمي قال: أتيت النبي ﷺ فصعّد فيّ النظر، وصوَّب، وقال: «أربُّ إبل أنت أو رب غنم؟» قال: من كل قد آتاني الله، فأكثر وأطيب، قال: «فتُنتجها وافية أعينُها وآذانُها، فتجدع هذه، فتقول صُرما» ثم تكلم سفيان بكلمة لم أفهمها وتقول: بحيرة الله؟ فساعدُ الله أشدّ، وموساه أحدُّ، ولو شاء أن يأتيك بها صُرما أتاك«قلت: إلى ما تدعو؟ قال: «إلى الله وإلى الرحم» قلت: يأتيني الرجل من بني عمي، فأحلف أن لا أعطيه ثم أعطيه؟ قال: «فكفّر عن يمينك، وأت الذي هو خير، أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطيعك ولا يخونك ولا يكذبك، والآخر يخونك ويكذبك؟» قال: قلت: لا، بل الذي لا يخونني، ولا يكذبني، ويصدقني الحديث أحب إليّ. قال: «كذاكم أنتم عند ربكم عز وجل».
1. شرح المفردات:
● صعّد فيّ النظر وصوَّب: أي رفع النبي ﷺ بصره ثم خفضه، إمعانًا في النظر وتأملًا.
● أربُّ إبل أنت أو رب غنم؟: أي هل أنت صاحب إبل أم صاحب غنم؟ (الرَّبّ: المالك والمربي).
● وافية أعينها وآذانها: كاملة الأعين والآذان غير مجدوعة ولا مقطوعة.
● فتجدع هذه: أي تقطع آذانها أو أنوفها (الجدع: القطع).
● صُرما: جمع صرمة، وهي القطيع من الإبل أو الغنم.
● بحيرة الله؟: كلمة غير واضحة في الرواية، ويظهر أن الراوي لم يفهمها جيدًا، وقد تكون تحريفًا لكلمة أخرى.
● فساعدُ الله أشدّ، وموساه أحدُّ: أي ساعد الله (عضده وقوته) أشد، وسيفه أحد (أي أقوى وأمضى).
● كفّر عن يمينك: أي اخرج كفارة اليمين إذا حنثت فيها.
● أرأيت لو كان لك عبدان...: ضرب مثلاً للتقريب.
2. شرح الحديث:
جاء مالك بن نضلة إلى النبي ﷺ، فبدأ النبي بسؤاله عن حاله ومعيشته، وسأله إن كان من أصحاب الإبل أو الغنم، فأجاب أنه يملك من كل نوع وقد أعطاه الله الكثير الطيب. ثم ضرب النبي ﷺ مثلاً بتجارة الإبل أو الغنم، وأنها قد تنتج مواليد كاملة الأعين والآذان، ثم يُجدع بعضها (يقطع آذانها أو أنوفها) فيقال لها "صُرما"، ثم أشار إلى أن قوة الله وعونه أشد من كل شيء، وأن سيفه (قدرته وعقابه) أحدّ وأمضى، ولو شاء الله لأتى له بقطعان كثيرة من الإبل والغنم دون عناء.
ثم سأله مالك: إلى ماذا تدعو؟ فأجابه النبي ﷺ: "إلى الله وإلى الرحم"، أي إلى عبادة الله وحده وإلى صلة الرحم. فقال مالك: إنه يأتيه أحد أقاربه فيحلف ألا يعطيه ثم يعطيه (أي يحنث في يمينه)، فأمره النبي ﷺ بأن يكفر عن يمينه ويفعل الخير (أي يعطي قريبه مع الكفارة). ثم ضرب له مثلاً بعبدين: واحد مطيع صادق، وآخر خائن كذاب، وأيهما أحب إليه؟ فأجاب مالك بأنه يختار الصادق المطيع. فقال النبي ﷺ: "كذاكم أنتم عند ربكم"، أي أن الله تعالى يحب الصادقين المطيعين ويبغض الكاذبين الخائنين.
3. الدروس المستفادة من الحديث:
● التلطف في بدء الحديث: حيث بدأ النبي ﷺ بسؤال عن حال الرجل ليقربه منه ويسهل عليه قبول النصيحة.
● التذكير بقدرة الله تعالى: وأنه هو المعطي والمانع، وأن قوته فوق كل قوة.
● الدعوة إلى التوحيد وصلة الرحم: وهما من أعظم أسس الإسلام.
● الحث على الصدق والوفاء: وبيان أن الله يحب الصادقين المطيعين.
● جواز كفارة اليمين عند الحنث إذا كان في فعل الخير: كصلة الرحم والإحسان إلى الآخرين.
● ضرب الأمثال لتقريب المعاني: كما ضرب النبي ﷺ مثال العبدين ليوضح محبة الله للطائع الصادق.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على رحمة النبي ﷺ وحكمته في التعليم والإرشاد.
- فيه إبطال لعادة الجدع في بهيمة الأنعام التي كانت في الجاهلية، حيث كانوا يجدعون آذانها أو أنوفها ويسمونها بأسماء معينة (كالبحيرة والسائبة等)، وقد حرّم الإسلام ذلك.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن في صحيح الجامع.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي رواية النسائي: «فأمرني أن آتي الذي هو خير، وأكفر عن يميني».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 103 حديثاً له شرح
- 32 يُسْهَمُ بَيْنَهُمْ فِي الْيَمِينِ
- 33 من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت
- 34 من حلف بغير الله فقد أشرك
- 35 لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم
- 36 معنى إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم
- 37 إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم
- 38 لا تحلفوا بآبائكم
- 39 من حلف بالله فليصدق
- 40 لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد
- 41 من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله
- 42 قل: لا إله إلا الله وحده، ثلاثا، ثم انفث عن...
- 43 من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذّب به يوم القيامة
- 44 من حلف بريء من الإسلام فهو كما قال
- 45 من حلف بالأمانة فليس منا
- 46 ما شاء الله ثم شئت
- 47 لا تحلفوا بالله إلا صادقين
- 48 من حلف على منبري تبوأ مقعده من النار
- 49 من يحلف عند المنبر على يمين آثمة وجبت له النار
- 50 من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثمًا
- 51 لأطوفن الليلة على سبعين امرأة
- 52 من حلف على يمين فقال إن شاء الله لم يحنث
- 53 من حلف فقال إن شاء فقد استثنى فلا حنث عليه
- 54 إعطاء زكاة رمضان بمد النبي ﷺ
- 55 لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت...
- 56 من حلف بيمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه
- 57 أرب إبل أنت أو رب غنم؟
- 58 أفضل من اليمين إذا حلفت فرأيت غير ذلك
- 59 من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأتها
- 60 لا أحلف على يمين فرأيت غيرها خيرا منها إلا أتيت...
- 61 من حلف على يمين ثم رأى أتقي الله منها فليأت...
- 62 من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي...
- 63 من حملتكم بل الله حملكم
- 64 رسول الله ﷺ يأكل من لحم الدجاج
- 65 «والله لا أحملك فأنا أحلف لأحملنك»
- 66 إن بعدكم قوما ينذرون ولا يوفون
- 67 إن الشيطان ليخاف منك يا عمر
- 68 أوفي بنذرك
- 69 «أوفِ بنذرك»
- 70 نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي
- 71 عنوان الحديث: "هل بها وثن قال لا قال أوف بنذرك"
- 72 ذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟
- 73 اذهب فاعتكف يومًا
- 74 ما بال القِران؟
- 75 نهى النبي عن النذر وقال إنه لا يرد شيئًا
- 76 النذر لا يقدم شيئًا ولا يؤخره
- 77 النَّذْرُ لا يُقَرِّبُ مِن ابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ...
- 78 يُلقيه النذر بما قد قدَّرته له
- 79 لا تنذروا، فإن النذر لا يغني من القدر شيئًا
- 80 اقضوا النذر عن الميت
- 81 اقض دين الله فهو أحق بالقضاء
معلومات عن حديث: أرب إبل أنت أو رب غنم؟
📜 حديث: أرب إبل أنت أو رب غنم؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أرب إبل أنت أو رب غنم؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أرب إبل أنت أو رب غنم؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أرب إبل أنت أو رب غنم؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








