حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليكفر عن يمينه ويأت الذي هو خير

عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسْألة أُعنْتَ عليها، وإن أعْطيتها عن مسألة وُكلت إليها. وإذا حلفْت على يمين، فرأيت غيرها خيرًا منها، فأْتِ الذي هو خير، وكفّر عن يمينك».
وفي رواية: «فكفّر عن يمينك، وأت الذي هو خير».

متفق عليه: رواه البخاري في كفارات الأيمان (٦٧٢٢)، ومسلم في الأيمان والنذور (١٩: ١٦٥٢) كلاهما من طريق الحسن، حدثنا عبد الرحمن بن سمرة، فذكره والسباق للبخاري، والرواية الثانية لمسلم.

عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسْألة أُعنْتَ عليها، وإن أعْطيتها عن مسألة وُكلت إليها. وإذا حلفْت على يمين، فرأيت غيرها خيرًا منها، فأْتِ الذي هو خير، وكفّر عن يمينك».
وفي رواية: «فكفّر عن يمينك، وأت الذي هو خير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى أدبين مهمين: أدب في طلب الولاية والإمارة، وأدب في التعامل مع الأيمان والعهود. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● لا تسأل الإمارة: أي لا تطلب أن تُولَّى منصبًا من مناصب القيادة أو الإدارة في المجتمع.
● أُعنت عليها: أي أُعطيت العون والتوفيق من الله للقيام بها على الوجه الصحيح.
● وُكلت إليها: أي تُركت وحدك دون عون من الله، فتعجز عنها وتقع في الإثم.
● حلفت على يمين: أي أقسمت على فعل شيء أو تركه.
● كفّر عن يمينك: أي أخرج الكفارة المطلوبة شرعًا لنقض اليمين.

ثانيًا. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى قسمين:
القسم الأول: النهي عن طلب الإمارة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أُعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها».
وهذا تحذير شديد من التطلع إلى المناصب والرئاسة. فطلب الإمارة دليل على حب الظهور والرياسة، وقد يدفع صاحبه إلى التزاحم عليها بغير حق، أو الحسد إذا لم ينلها. أما إذا جاءت من غير طلب، فإن الله يعين صاحبها عليها، لأنه لم يطلبها لنفسه، بل قبلها امتثالاً لأمر وليه، ورغبة في خدمة المسلمين. أما إذا طلبها وسعى لها، فإنه يوكل إلى نفسه، فيخسر عون الله وتوفيقه، وقد يعجز عن القيام بها، فيقع في التقصير أو الظلم.
القسم الثاني: الحكمة في نقض اليمين إذا كان الخير في غيره:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيرًا منها، فأت الذي هو خير، وكفّر عن يمينك».
وهذا توجيه نبوي كريم للتعامل مع الأيمان. فإذا حلف الإنسان على فعل شيء (أو تركه)، ثم تبين له أن مخالفة هذا اليمين خيرٌ من الوفاء به، فإن الشرع يرخص له في نقض اليمين، بشرط أن يكفر كفارة اليمين. وهذا من رحمة الله تعالى، لئلا يلتزم الإنسان بشيء فيه مضرة أو تفويت مصلحة أعظم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الزهد في المناصب: ينبغي للمسلم أن يزهد في طلب الرئاسة والإمارة، وأن يتركها تأتيه من غير سؤال، فإن فيها أخطارًا عظيمة من العجب والاستكبار وإهمال الحقوق.
2- الاستعانة بالله: إذا ولي الإنسان منصبًا بغير طلب، فعليه أن يستعين بالله ويخلص النية، ليعينه الله على القيام بأمانة المنصب.
3- مرونة الشريعة: الشريعة الإسلامية جاءت مرنة، تهدف إلى تحقيق المصالح ودرء المفاسد، حتى في مسائل الأيمان، فلم تُلزم الإنسان بما حلف عليه إذا كان في الوفاء به ضرر.
4- كفارة اليمين: مشروعية كفارة اليمين عند الحنث فيها إذا كان في ذلك خير، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- ينطبق النهي عن طلب الإمارة على جميع المناصب القيادية، كالإمارة العامة، والقضاء، وإمامة المسجد، ورئاسة العمل، وغيرها.
- كفارة اليمين منصوص عليها في القرآن الكريم في سورة المائدة: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 89].
أسأل الله تعالى أن يعيننا على تطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كفارات الأيمان (٦٧٢٢)، ومسلم في الأيمان والنذور (١٩: ١٦٥٢) كلاهما من طريق الحسن، حدثنا عبد الرحمن بن سمرة، فذكره والسباق للبخاري، والرواية الثانية لمسلم.
قال أبو داود (٣٢٧٨) بعد إخراج هذا الحديث: «أحاديث أبي موسى الأشعري وعدي بن حاتم وأبي هريرة في هذا الحديث رُوي عن كل واحد منهم في بعض الرواية الحنث قبل الكفارة، وفي بعض الرواية الكفارة قبل الحنث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها

  • 📜 حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب