حديث: إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الأكل والشرب في أواني المشركين وأهل الكتاب وأسقيتهم

عن أبي ثعلبة الخشني أنه سأل رسول الله ﷺ قال: إنا نجاورُ أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير، ويشربون في آنيتهم الخمر؟ فقال رسول الله ﷺ: «إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا، وإن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا».

صحيح: رواه أبو داود (٣٨٣٩)، والطبراني في مسند الشاميين (٧٨٣) كلاهما من طريق محمد بن شعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن أبي ثعلبة، فذكره.

عن أبي ثعلبة الخشني أنه سأل رسول الله ﷺ قال: إنا نجاورُ أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير، ويشربون في آنيتهم الخمر؟ فقال رسول الله ﷺ: «إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا، وإن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام الترمذي، والإمام النسائي، وغيرهم، عن الصحابي الجليل أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● نجاور أهل الكتاب: أي نسكن بجوارهم ونعيش بينهم. وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى.
● يطبخون في قدورهم الخنزير: أي يستعملون أوانيهم في طهي لحم الخنزير المحرم.
● ويشربون في آنيتهم الخمر: ويستعملون أوانيهم أيضًا في شرب الخمر المحرمة.
● فارحضوها بالماء: أي فاغسلوها بالماء لغسل أثر النجاسة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه أنهم كانوا يعيشون في جوار اليهود أو النصارى، وكان هؤلاء يستعملون أوانيهم في طبخ لحم الخنزير وشرب الخمر، وهما من النجاسات المحرمة في ديننا. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم استعمال آنية هؤلاء للأكل والشرب منها.
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم الشرعي الذي ينقسم إلى حالين:
1- الحالة الأولى: "إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا": أي إذا كان لديكم خيار واستطاعتم الحصول على أوانٍ أخرى غير هذه الأواني المستعملة في النجاسات، فتجنبوها واستعملوا البديل الطاهر. وهذا يدل على أن الأصل هو اجتناب النجاسات واستعمال الطاهرات.
2- الحالة الثانية: "وإن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا": أي إذا اضطريتم إلى استعمالها لعدم وجود بديل آخر، فلا حرج عليكم بعد أن تغسلوها جيدًا بالماء لتزول عنها عين النجاسة وأثرها. فالماء مطهر لها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التيسير ورفع الحرج: من أعظم ما يُستفاد من هذا الحديث يسر الشريعة الإسلامية ورفعها للحرج والمشقة عن الناس، خاصة في حالات الاضطرار والعيش في مجتمعات مختلطة.
2- طهارة آنية أهل الكتاب الأصلية: يُستفاد من الحديث أن أواني أهل الكتاب (اليهود والنصارى) تعتبر في الأصل طاهرة، حتى وإن لم نعلم طريقة غسلهم لها، لأن الأصل الطهارة. والنجاسة حكم طارئ عليها بسبب استعمالهم لها في المحرمات. فإذا زال هذا الأثر بالغسل، عادت إلى أصل الطهارة.
3- الماء مطهر للنجاسات: الحديث دليل على أن الماء هو المطهر الأساسي لإزالة النجاسات، فغسل الإناء بالماء يكفي لطهارته.
4- التدرج في تطبيق الأحكام ومراعاة الظروف: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لهم اتركوا الجوار أو لا تأكلوا، بل قدم حلاً عمليًا يتناسب مع ظروف حياتهم، مما يدل على مرونة الشريعة وواقعيتها.
5- وجوب السؤال عن أمور الدين: فعل الصحابي رضي الله عنه في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أهمية سؤال أهل العلم عما يُشكل من أمور الدين.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول الفقه في باب "الاضطرار" و"استعمال آنية الكفار".
- ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى العمل بمقتضى هذا الحديث، وأن آنية أهل الكتاب طاهرة ما لم يُعلم فيها نجاسة، فإذا عُلمت غُسلت.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن النجاسة إذا غُسلت زالت أحكامها، ويعود الشيء إلى طهارته الأصلية.
- في هذا الحديث تربية للمسلم على التعامل الحسن مع غير المسلمين في الأمور الدنيوية والعادية مع الحفاظ على أحكام دينه وشريعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٣٩)، والطبراني في مسند الشاميين (٧٨٣) كلاهما من طريق محمد بن شعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن أبي ثعلبة، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه الترمذي (١٧٩٧)، وأحمد (١٧٧٥٠) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي اسماء الرحبي (هو عمرو بن مرثد)، عن أبي ثعلبة فذكر نحوه وفيه: «فارحضوها بالماء واطبخوا فيها»، واللفظ لأحمد. والرخْض: الغسل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا

  • 📜 حديث: إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب