لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة

حديث: لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة

عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبد القيس لما أتوا نبي الله ﷺ قالوا: يا نبي الله جعلنا الله فداءك، ماذا يصلح لنا من الأشربة؟ فقال: «لا تشربوا في النقير»، قالوا: يا نبي الله جعلنا الله فداءك، أو تدري ما النقير؟ قال: «نعم الجذع ينقر وسطه، ولا في
الدباء، ولا في الحنتمة، وعليكم بالموكَى».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨: ٢٨) عن محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق - وهو في مصنفه (١٦٩٢٩) - أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، أن أبا نضرة أخبره، وحسنا أخبرهما أن أبا سعيد الخدري قال فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونعلم.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس عظيمة في الحفاظ على الصحة والطهارة، واتباع الهدي النبوي في أمور الحياة كلها.

أولاً. شرح المفردات:

● وفد عبد القيس: هم جماعة من قبيلة عبد القيس جاءوا من البحرين لزيارة النبي ﷺ.
● جعلنا الله فداءك: كلمة تعظيم وتكريم للنبي ﷺ، أي نحن نفديك بأنفسنا.
● النقير: هو جذع النخلة الذي ينقر وسطه (يُحفر) ليتخذ وعاءً للشراب.
● الدباء: هو القرع، وكانوا ينفذون داخله ويجعلونه وعاءً.
● الحنتمة: هي الجرة الخضراء المصنوعة من الفخار.
● الموكَى: هو الإناء المصنوع من الجلد، الذي يُوكَى (يربط) رأسه بخيط.

ثانياً. شرح الحديث:

جاء وفد من قبيلة عبد القيس إلى النبي ﷺ يسألونه عن أنواع الأواني التي يحل لهم الشرب فيها، والتي يحرم عليهم الشرب فيها، فأجابهم النبي ﷺ بنصائح طبية وشرعية عظيمة:
1- نهى عن الشرب في النقير: لأنه وعاء من الخشب، يسكن فيه الدود والجراثيم، ويتغير طعم الشراب فيه، ويصعب تنظيفه.
2- نهى عن الشرب في الدباء (القرع): لأنه إذا جف صار صلباً، وإذا بلل صار رطباً، وقد يتغير الشراب فيه.
3- نهى عن الشرب في الحنتمة (الجرّة الخضراء): لأنها من الفخار الذي قد يكون مطلياً بمواد ضارة، أو يتشرب الشراب في جدرانها.
4- أمرهم بالشرب في الموكَى (الوعاء الجلدي): لأنه سهل التنظيف، ولا يتشرب الشراب، ولا يغير طعمه، وهو آنذاك من أنظف الأواني.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- حرص الإسلام على الصحة والنظافة: فالنبي ﷺ لم ينهَ عن هذه الأواني لتحريمها في ذاتها، بل لما تسببه من أضرار صحية.
2- مشروعية سؤال أهل العلم: كما فعل وفد عبد القيس، فالسؤال طريق العلم والهداية.
3- رفق النبي ﷺ وحلمه: حيث أجابهم بصبر ووضوح، ولم يعنفهم على سؤالهم.
4- التوجيه إلى الخير والأفضل: لم يكتفِ النبي ﷺ بالنهي عن الضار، بل دلّهم على النافع المفيد.

رابعاً. معلومات إضافية:

- العلماء يستنبطون من هذا الحديث قاعدة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
- النهي هنا للكراهة التنزيهية وليس للتحريم، إلا إذا ثبت ضرر مؤكد.
- في عصرنا، ينطبق هذا على تجنب الأواني المصنوعة من مواد ضارة مثل البلاستيك الرديء أو المعادن القابلة للصدأ.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى سنة نبيه ﷺ رداً جميلاً.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨: ٢٨) عن محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق - وهو في مصنفه (١٦٩٢٩) - أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، أن أبا نضرة أخبره، وحسنا أخبرهما أن أبا سعيد الخدري قال فذكر الحديث.
وقوله: «أن حسنا أخبرهما» أي أن أبا نضرة وحسنا أخبرا أن أبا سعيد قال: والحسن لم يدرك أبا سعيد، ولذا ذكر مسلم متابعته وهو أبو نضرة وبذلك اتصل الإسناد.
وفي الإسناد كلام أكثر، هذه خلاصته. راجع ما ذكره النووي في شرح مسلم.
وقوله: «وعليكم بالموكى»: بضم الميم وإسكان الواو مقصور ومعناه: انبذوا في السقاء الدقيق الذي يُوكَى أي يُربط فوه بالوكاء وهو الخيط الذي يربط به.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة

📜 حديث: لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية