حديث: لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ذكر الأوعية التي نهي أن ينتبذ فيها

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «لا تنبذوا في الدباء، ولا المزفت، ولا النقير، وكل مسكر حرام».

صحيح: رواه النسائي (٥٥٩٠) عن أبي داود، ثنا محمد بن سليمان، ثنا ابن زبر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت فذكرته.

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «لا تنبذوا في الدباء، ولا المزفت، ولا النقير، وكل مسكر حرام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنبذوا في الدباء، ولا المزفت، ولا النقير، وكل مسكر حرام».

أولاً. شرح المفردات:


● تَنْبُذُوا: من النَّبْذ، وهو صب الشيء وطرحه، والمراد هنا صناعة الشراب بنقع التمر أو الزبيب في الماء حتى يتحول إلى شراب.
● الدُّبَّاء: (بضم الدال وتشديد الباء) هي القرع اليابس الذي يُجفف ويُتخذ منه وعاءً للشراب أو الماء.
● المُزَفَّت: (بضم الميم وفتح الزاي وتشديد الفاء) هو الوعاء المصنوع من الخشب والمطلي بالزفت أو القار لمنع تسرب السوائل.
● النَّقِير: (بفتح النون وكسر القاف) هو أصل النخلة يُنقر ويُجوف ليصير وعاءً للشراب.

ثانيًا. شرح الحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن صناعة النبيذ (وهو شراب منقوع من التمر أو الزبيب) في هذه الأوعية الثلاثة: الدباء، والمزفت، والنقير.
والعلة في هذا النهي أن هذه الأوعية – بسبب طبيعتها أو طريقة صنعها – تُسرع في تخمر الشراب وتحوله إلى خمر مسكر. فالدباء (القرع اليابس) والمزفت (الوعاء المطلي بالزفت) والنقير (جذع النخلة المجوف) كلها أوعية تساعد على سرعة التفاعل والتخمر بسبب حرارتها أو عدم تهويتها، مما يسرع في إسكار الشراب الذي يوضع فيها.
ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بقاعدة عامة وشاملة تؤكد على الحكم الشرعي الثابت، فقال: «وكل مسكر حرام». فهذا القيد العام يوضح أن النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية ليس لأنها محرمة بذاتها، ولكن لأنها وسيلة تؤدي إلى المحرم، وهو شرب الخمر. فالحكمة من النهي هي سد الذريعة إلى شرب المسكر.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم كل ما أسكر من المشروبات: سواء كان من العنب أو التمر أو الزبيب أو الشعير أو غيرها، فكل شراب أسكر كثيره فقليله حرام.
2- سد الذرائع إلى المحرمات: نهى الشارع عن كل ما يكون وسيلة وطريقًا إلى الحرام، حتى لو كان الأصل فيه الإباحة.
3- النهي عن استخدام الأوعية التي تساعد على الإسكار: وهذا من باب الوقاية والاحتياط في الدين.
4- العبرة بالعواقب والنتائج: فالشريعة الإسلامية لا تنظر إلى الشيء بذاته فقط، ولكن تنظر إلى عواقبه وما يؤول إليه.
5- الحكمة من التشريع: الشرائع الإسلامية جاءت لحماية العقل والمال والعرض والدين، وتحريم المسكرات من أعظم ما يحفظ العقل والمال.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في تحريم الخمر وسد الذرائع الموصلة إليها.
- العلماء استنبطوا من هذا الحديث أن كل وعاء يساعد على تخمر الشراب وتحوله إلى خمر، فإنه يُنهى عن استخدامه في صناعة النبيذ.
- الحديث يدل على أن الأصل في الأشياء الإباحة، ولكن إذا كانت تؤدي إلى حرام فإنها تُمنع.
- القاعدة الفقهية المستفادة: "الوسيلة إلى الحرام حرام".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٥٩٠) عن أبي داود، ثنا محمد بن سليمان، ثنا ابن زبر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت فذكرته. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير

  • 📜 حديث: لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب