حديث: نهى النبي عن الدباء والمزفت
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في ذكر الأوعية التي نهي أن ينتبذ فيها
متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (٥٥٩٤)، ومسلم في الأشربة (١١٩٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن علي قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "نهى النبي ﷺ عن الدباء والمزفت". (رواه البخاري ومسلم)
1. شرح المفردات:
* نهى: أي حَرَّمَ أو كَرِهَ التنزيه (الكَراهَةُ التَّنزِيهِيَّةُ)، والنهي هنا للكراهة وليس للتحريم المطلق عند جمهور العلماء، إلا إذا كان المسكر يُنقع فيه فيصبح حرامًا.
* الدباء: (بضم الدال وفتح الباء المشددة) هو القرع، ويُطلق على أنواعه المعروفة كالكوسا واليقطين. وقيل المقصود هنا هو الأواني المصنوعة من قشور القرع بعد تجفيفها، والتي كانت تُستخدم كحاويات للسوائل.
* المزفت: (بضم الميم وفتح الزاي وكسر الفاء) هو الإناء المُطلي بالزفت أو القار. وهو مادة سوداء تُستخرج من النفط أو القار، كانت تُطلى بها الأوعية الجلدية أو الخشبية لمنع تسرب السوائل.
2. شرح الحديث:
نهى النبي ﷺ عن الانتباذ (وهو نقع التمر أو الزبيب في الماء ليشرب لاحقاً) واستخدام الشراب في هذين النوعين من الأوعية: الدباء والمزفت.
والعلة في النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية تعود إلى أسباب عدة ذكرها العلماء:
* سرعة تخمر الشراب فيها: الأواني المصنوعة من الدباء (القشور المجففة) والمطلية بالزفت تمتاز بأنها تحتفظ بالحرارة ولا تسمح بتهوية السائل بداخلها بشكل جيد. هذه البيئة الدافئة والمعزولة هي أرض خصبة لتسريع عملية التخمر، مما يحول الشراب الطاهر إلى نبيذ مسكر في وقت قصير دون أن يشعر به صاحبه. فالنبي ﷺ سدَّ الذريعة إلى شرب الخمر.
* كونها أواني خاصة بأهل الكتاب: قيل إن هذه الأواني كانت شائعة الاستخدام لدى اليهود والنصارى الذين كانوا يتعاطون الخمر، فنهى النبي ﷺ عن استخدامها ليكون للمسلمين طابعهم المميز، وللبعد عن مشابهة أهل الكتاب في عاداتهم المتعلقة بالمحرمات.
* طبيعة المادة ذاتها: الزفت مادة نفطية كريهة الرائحة والطعم، وقد تؤثر على طبيعة الشراب ونقائه.
ملاحظة مهمة: النهي هنا ليس تحريمًا مطلقًا لاستخدام هذه الأوعية لأي غرض، وإنما النهي عن انتباذ الأشربة المسكرة فيها. أما استخدامها لأغراض أخرى كحفظ الماء أو الطعام الجاف فجائز ولا بأس فيه، إن لم تكن مؤذية.
3. الدروس المستفادة منه:
1- سد الذرائع: من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية سد الذرائع الموصلة إلى المحرمات. فالنبي ﷺ منع من الوسائل التي تؤدي بسرعة إلى وجود الخمر، حماية للمجتمع من الوقوع في المحظور. وهذا منهج إسلامي رائع في الوقاية.
2- الحكمة من التشريع: وراء كل أمر أو نهي في الشريعة حكمة عظيمة، إما مصلحة يجلبها أو مفسدة يدرؤها، حتى لو لم ندركها جميعًا.
3- الابتعاد عن مواطن الشبهات: النهي عن مشابهة أهل الكتاب في عاداتهم المرتبطة بالمنكرات يدل على أهمية تميز الشخصية الإسلامية وهُوِيَّتِها.
4- العناية بالصحة: في النهي حماية للصحة، فالتخمر السريع قد ينتج عنه مواد ضارة، والزفت نفسه مادة قد تكون سامة.
4. معلومات إضافية:
* هذا الحديث يدخل في باب "النَهي عن آنية الخمر"، وهو باب واسع في كتب الفقه.
* ذهب جمهور العلماء (الشافعية والمالكية والحنابلة) إلى أن النهي للكراهة التنزيهية وليس للتحريم، ما لم يثبت أن الشراب قد أسكر، فيصبح حرامًا.
* المعنى الجامع للحديث: أن المسلم مأمور بتجنب كل ما يعين على الوصول إلى المحرم، ويجب أن يكون حريصًا على نقاء مأكله ومشربه ووعائه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 147 حديثاً له شرح
- 47 ينبذ في النقير والمزفت والدباء والحنتمة
- 48 كل مسكر حرام وكل مسكر خمر
- 49 معنى كل مسكر حرام
- 50 اشرب ولا تشرب مسكرًا
- 51 كل ما أسكر فهو حرام
- 52 تحريم المسكرات
- 53 اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم
- 54 نهى رسول الله عن كل مسكر ومفتر
- 55 ما أسكر كثيره فقليله حرام
- 56 كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه...
- 57 ما اسكر كثيره فقليله محرم
- 58 عن قليل ما أسكر كثيرُه
- 59 كل مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام
- 60 وجوب اخراج خمس الغنائم في الاسلام
- 61 عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
- 62 نهي النبي عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 63 في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها وإن أكلتها الجرذان
- 64 لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة
- 65 نهي النبي ﷺ عن الانتباذ في الدباء والنقير والمزفت والحنتم
- 66 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت
- 67 نهي النبي ﷺ عن النتبذ في الدباء والمزفت
- 68 لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير
- 69 أنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير
- 70 اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير...
- 71 نهي النبي عن النبذ في الدباء والمزفت
- 72 نهى النبي عن الدباء والمزفت
- 73 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت
- 74 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير
- 75 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت
- 76 نهي النبي عن الانتباذ في الدباء والحنتم والمزفت والنقير
- 77 نهى رسول الله ﷺ عن النبذ في الدباء والمزفت
- 78 لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت
- 79 نهي النبي عن المزفت والحنتم والنقير
- 80 نهي النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 81 نهى النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 82 نهي النبي ﷺ عن النقير والمزفت والدباء
- 83 ينبذ في الدباء والمزفت
- 84 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة
- 85 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء
- 86 البُسر وحده يكرهه ابن عباس
- 87 النهي عن الدباء والحنتم والمزفت
- 88 لا تنبذوا في الدباء ولا في المزفت ولا في الحنتم
- 89 نهي النبي ﷺ عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير.
- 90 نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 91 نهى رسول الله ﷺ عن نبيذ الجر
- 92 نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم
- 93 شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت
- 94 نهى النبي عن الجر الأخضر
- 95 لا تنبذوا في الجر
- 96 تحريم نبيذ الجر: كل شيء يصنع من المدر
معلومات عن حديث: نهى النبي عن الدباء والمزفت
📜 حديث: نهى النبي عن الدباء والمزفت
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى النبي عن الدباء والمزفت
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى النبي عن الدباء والمزفت
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى النبي عن الدباء والمزفت
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








