حديث: عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في ذكر الأوعية التي نهي أن ينتبذ فيها
نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر إذا عملنا به دخلنا الجنة، وندعو به من وراءنا، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن يصوموا رمضان، وأن يحجوا البيت، وأن يُعطوا الخمس من المغانم، ونهاهم عن أربع: عن الشرب في الحنتم، والدُّباء، والنقير، والمزفت، فقالوا: ففيم نشرب يا رسول الله؟ قال: «عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها».
صحيح: رواه أبو داود (٣٦٩٤)، وأحمد (٣٤٠٦) والسياق له، كلاهما من طريق أبان بن يزيد العطّار، ثنا قتادة، عن عكرمة وسعيد بن المسيب، عن ابن عباس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، الذي أوتي جوامع الكلم وخواتمه، وفيه من الفوائد والعبر ما ينبغي للمسلم أن يتأمله ويعمل به.
الحديث بلفظه:
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن وفد عبد القيس أتوا رسول الله ﷺ، فيهم الأشج أخو بني عصر، فقالوا: يا نبي الله! إنا حي من ربيعة، وإن بيننا وبينك كفار مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر إذا عملنا به دخلنا الجنة، وندعو به من وراءنا، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن يصوموا رمضان، وأن يحجوا البيت، وأن يُعطوا الخمس من المغانم، ونهاهم عن أربع: عن الشرب في الحنتم، والدُّباء، والنقير، والمزفت، فقالوا: ففيم نشرب يا رسول الله؟ قال: «عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها».
1. شرح المفردات:
● وفد عبد القيس: هم جماعة من قبيلة عبد القيس، وهي من ربيعة، وكانوا يسكنون البحرين.
● الأشج: هو المنذر بن عائذ، وكان من ساداتهم وحكمائهم.
● حي من ربيعة: أي قبيلة من قبائل ربيعة.
● كفار مضر: هم قبائل مضر التي كانت بين المدينة ومنازل عبد القيس، وكانت على الكفر.
● الشهر الحرام: الأشهر الحرم هي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب. وكانت القبائل تتوقف عن القتال فيها، فكانوا يأمنون على أنفسهم في السفر.
● الحنتم: جرار خضراء كانت تصنع من الطين وتحرق.
● الدباء: القرع، وكانوا يتخذون منه أوعية يشربون فيها.
● النقير: أصول النخل ينقرونها ويجعلونها أوعية.
● المزفت: الأوعية التي طليت بالزفت (أي القار).
● أسقية الأدم: الأوعية المصنوعة من الجلد.
● يلاث على أفواهها: أي تربط وتشد بأغطية من الجلد.
2. شرح الحديث:
جاء وفد عبد القيس إلى النبي ﷺ، وهم من أهل البحرين، وكان بينهم وبين المدينة قبائل كافرة من مضر، فلم يستطيعوا الوصول إليه إلا في الأشهر الحرم التي يكف فيها الناس عن القتال. فسألوه أن يعلمهم عملاً يدخلهم الجنة، ويمكنهم أن يبلغوه لقومهم من بعدهم.
فأمرهم النبي ﷺ بأربع وصايا، ونهاهم عن أربع:
الأمر بأربع:
1- عبادة الله وحده لا شريك له: وهذا هو أصل الدين وأساسه، وهو التوحيد الذي من أجله خلق الله الجن والإنس.
2- صيام رمضان: وهو ركن من أركان الإسلام، وفيه تزكية للنفس وتربية للإرادة.
3- حج البيت: لمن استطاع إليه سبيلاً، وهو أيضا ركن من أركان الإسلام.
4- إعطاء الخمس من المغانم: وهو ما يخصه الله ورسوله من الغنائم الحربية، وهو تقوى وطاعة لله.
النهي عن أربع:
1- النهي عن الشرب في الحنتم: لأنها كانت تسرع تخمر العصير وتزيد في الإسكار.
2- النهي عن الشرب في الدباء: (القرع) لأنه كذلك كان يتسبب في سرعة تخمر الشراب.
3- النهي عن الشرب في النقير: (أوعية النخل) لنفس السبب.
4- النهي عن الشرب في المزفت: (المطلي بالزفت) لأنه كان يحبس الروائح ويسرع التخمر.
فلما سألوه: ففيم نشرب؟ أرشدهم إلى الأسقية الجلدية (الأدم) التي تربط أفواهها، لأنها لا تسرع في التخمر كتلك الأوعية.
3. الدروس المستفادة:
1- حرص الصحابة على الخير: حيث جاءوا من بلاد بعيدة يسألون عن الأعمال التي تقربهم إلى الجنة.
2- حكمة النبي ﷺ في التعليم: حيث أعطاهم جوامع الكلم، واختصر لهم الطريق إلى الجنة في أمور واضحة.
3- أهمية التوحيد: حيث بدأ به النبي ﷺ لأنه أساس كل شيء.
4- الربط بين العبادات: فجمع بين التوحيد والصيام والحج وإخراج الحقوق المالية.
5- النهي عن الوسائل المؤدية إلى المحرمات: فنهى عن الأوعية التي تساعد على تخمر الخمر، سدًا للذريعة.
6- السؤال عما أشكل: حيث سألوا النبي ﷺ عما يشربون فيه عندما نهاهم عن تلك الأوعية.
7- التيسير ورفع الحرج: حيث أرشدهم إلى البديل المباح.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- فيه دليل على أن النبي ﷺ كان يربي أصحابه على التدرج في التعليم، ويأمرهم بالأهم فالمهم.
- النهي عن هذه الأوعية كان لأنها كانت شائعة في الجاهلية، وكانت تساعد على تخمر الخمر، فنهى عنها سدًا للذرائع.
- الحديث يدل على عظم شأن التوحيد والصيام والحج، وأنها من أعظم أسباب دخول الجنة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وعبادته وحده لا شريك له. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 147 حديثاً له شرح
- 36 نهى رسول الله عن خاتم الذهب
- 37 هذا آخر العهد بالخمر
- 38 تحريم النبيذ للعجوز الكبيرة التي لا تأكل الطعام
- 39 لا تطعموا الغبيراء
- 40 خمرتنا يومئذ الفضيخ وحرمت يوم حرمت
- 41 التي أمر بها رسول الله حين حرمت الخمر أن تكسر...
- 42 تحريم كل شراب مسكر
- 43 إن شرابا يصنع بأرضنا يقال له: المزر من الشعير، وشراب...
- 44 كل مسكر خمر وكل مسكر حرام
- 45 نهيتكم عن الظروف وإن الظروف لا يحل شيئا ولا يحرمه
- 46 ما أسكر فهو حرام
- 47 ينبذ في النقير والمزفت والدباء والحنتمة
- 48 كل مسكر حرام وكل مسكر خمر
- 49 معنى كل مسكر حرام
- 50 اشرب ولا تشرب مسكرًا
- 51 كل ما أسكر فهو حرام
- 52 تحريم المسكرات
- 53 اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم
- 54 نهى رسول الله عن كل مسكر ومفتر
- 55 ما أسكر كثيره فقليله حرام
- 56 كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه...
- 57 ما اسكر كثيره فقليله محرم
- 58 عن قليل ما أسكر كثيرُه
- 59 كل مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام
- 60 وجوب اخراج خمس الغنائم في الاسلام
- 61 عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
- 62 نهي النبي عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 63 في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها وإن أكلتها الجرذان
- 64 لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة
- 65 نهي النبي ﷺ عن الانتباذ في الدباء والنقير والمزفت والحنتم
- 66 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت
- 67 نهي النبي ﷺ عن النتبذ في الدباء والمزفت
- 68 لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير
- 69 أنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير
- 70 اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير...
- 71 نهي النبي عن النبذ في الدباء والمزفت
- 72 نهى النبي عن الدباء والمزفت
- 73 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت
- 74 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير
- 75 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت
- 76 نهي النبي عن الانتباذ في الدباء والحنتم والمزفت والنقير
- 77 نهى رسول الله ﷺ عن النبذ في الدباء والمزفت
- 78 لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت
- 79 نهي النبي عن المزفت والحنتم والنقير
- 80 نهي النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 81 نهى النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 82 نهي النبي ﷺ عن النقير والمزفت والدباء
- 83 ينبذ في الدباء والمزفت
- 84 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة
- 85 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء
معلومات عن حديث: عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
📜 حديث: عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








