حديث: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية المبالغة في مدح السلطان في وجهه والطعن عليه في غيبته

عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال: كنا نعدها نفاقا.
وفي رواية: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ.

صحيح: رواه البخاري في الأحكام (٧١٧٨) عن أبي نعيم، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال .

عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال: كنا نعدها نفاقا.
وفي رواية: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحديث بلفظيه:


1. عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم. قال: كنا نعدها نفاقا.
2. وفي رواية: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ.


1. شرح المفردات:


● ندخل على سلطاننا: نزور حكامنا وولاة الأمر.
● نقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم: نخالف في حديثنا معهم ما نعتقده حقًا أو نقوله في غيابهم.
● كنا نعدها نفاقا: كنا نعتبر هذا الفعل من صفات المنافقين.
● على عهد النبي ﷺ: في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.


2. شرح الحديث:


هذا الأثر عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يروي فيه موقفًا عمليًا من مواقف السلف في التعامل مع النفاق العملي.
حيث جاءه أناس يسألون عن مسألة تتعلق بالتعامل مع الحكام، فأخبروه أنهم عندما يدخلون على السلطان يقولون له كلامًا يخالف ما يتكلمون به في الخارج (أي يمدحونه أو يوافقونه على باطل أمامه، ويذمونه أو يخالفونه في غيابه).
فرد عليهم ابن عمر رضي الله عنهما بأن هذا الفعل كان يُعد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من النفاق، لأنه يشبه فعل المنافقين الذين يظهرون غير ما يبطنون.
وهذا لا يعني أن فاعله يُحكم عليه بالكفر أو الخروج من الإسلام، بل هو من النفاق العملي (الأصغر) الذي هو من كبائر الذنوب، كما جاء في الحديث: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (متفق عليه).


3. الدروس المستفادة:


● تحريم النفاق العملي: وهو إظهار الخير وإبطان الشر، أو مخافة القول بالحق أمام السلطان خوفًا أو طمعًا.
● الصدق في القول والعمل: يجب على المسلم أن يكون صادقًا في جميع أحواله، لا يخاف في الله لومة لائم.
● النصيحة لولاة الأمر: من حق الحاكم على الرعية أن ينصحوه بالحكمة واللين، لا أن يظهروا له الموافقة ويبطنوا الخلاف.
● التربية على الشجاعة الأدبية: التغلب على الخوف من البشر بالتوكل على الله والثقة بنصره.
● التعوذ من النفاق: كما كان الصحابة يخشونه ويتعوذون منه، ففي الصحيحين أن ابن عمر كان يقول: "لأن أكون حلفت على يمين فكفرت عن أيماني أحب إلي من أن أكون حلفت على أخرى".


4. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" وغيره، وهو حسن.
- الفرق بين النفاق الاعتقادي (الأكبر) والنفاق العملي (الأصغر): الأول يخرج من الإسلام، والثاني لا يخرج من الإسلام لكنه من الكبائر.
- من تطبيقات الحديث: تجنب مدح الظالم أو تزكيته بكلام غير حق، أو السكوت عن باطله خوفًا أو طمعًا.
- يستثنى من ذلك حالات التقية إذا خاف المسلم على نفسه أو ماله أو عرضه، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى إقرار باطل أو إنكار حق.

ختامًا: هذا الحديث تحذير من مخالفة القلب للسان، وتذكير بضرورة الاتصاف بالصدق الذي هو أساس الإيمان، والابتعاد عن الرياء والنفاق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧١٧٨) عن أبي نعيم، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال .. فذكره.
والرواية الأخرى رواها الطيالسي (٢٠٦٧) عن العمري، عن عاصم بن محمد بن زيد به. وزاد في آخره: قال العمري: فحدثني أخي أن ابن عمر قال: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ.
وإسناده ضعيف. العمري هو: عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب فيه ضعف، وأخوه عبيد الله لم يدرك ابن عمر، لكن لها طريق آخر.
فرواه ابن ماجه (٣٩٧٥)، وأحمد (٥٨٢٩) من طريق يعلى بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي الشعثاء قال: قيل لابن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره، قال: كنا نعد ذلك على عهد رسول الله ﷺ النفاق.
وإسناده صحيح، أبو الشعثاء هو المحاربي واسمه سليم الأسود وإبراهيم هو النخعي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ

  • 📜 حديث: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب