حديث: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من نقض البيعة

عن نافع قال لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال إني سمعت النبي ﷺ يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة». وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.

متفق عليه: رواه البخاري في الفتن (٧١١١) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن نافع .

عن نافع قال لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال إني سمعت النبي ﷺ يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة». وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

الحديث:


عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي ﷺ يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة». وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.


1. شرح المفردات:


● خلعوا: نقضوا البيعة وعزله عن الخلافة.
● حشمه وولده: خدمه وأقاربه وأهل بيته.
● ينصب لكل غادر لواء: يُرفع لكل خائن راية تُعرف به يوم القيامة.
● بيع الله ورسوله: البيعة التي يقسم فيها على طاعة الله ورسوله والالتزام بشرع الله.
● ينصب له القتال: يعلن عليه الحرب ويقاتله.
● كانت الفيصل بيني وبينه: ستكون القطيعة والبراءة بيني وبينه.


2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف عظيم من مواقف عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أثناء الفتنة التي وقعت في زمن يزيد بن معاوية، حيث أراد بعض أهل المدينة نقض بيعة يزيد والخروج عليه.
فجمع ابن عمر أهله وخدمه وولده وحذرهم من المشاركة في هذه الفتنة، واستدل بقول النبي ﷺ: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة»، أي أن كل من يغدر بعهده أو بيعته سيكون له لواء (راية) يوم القيامة يعرف به بين الخلق على خيانته وغدره.
ثم بين ابن عمر أنهم بايعوا يزيد على السمع والطاعة في المعروف، وهذه البيعة هي في الحقيقة بيعة لله ورسوله؛ لأنها تقوم على شرع الله. ووصف الغدر بهذه البيعة بأنه من أعظم الغدر، حيث يبايع الإنسان ثم يحاربه ويقاتله.
وهدد ابن عمر رضي الله عنه كل من يخالفه ويشارك في هذه الفتنة بأنه سيكون بينه وبينه قطيعة وبراءة، أي سيتبرأ منه ويقطع صلته به.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب الوفاء بالبيعة وعدم الغدر: البيعة عقد شرعي يجب الوفاء به ما دام الحاكم يقيم شرع الله ولا يأمر بمعصية.
2- التحذير من الغدر وعاقبته الوخيمة: حيث أن الغدار يُعرف بلواء الغدر يوم القيامة أمام الخلائق.
3- الابتعاد عن الفتن وعدم الخروج على الحكام: وهذا من منهج أهل السنة والجماعة في السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف وعدم الخروج عليهم ما لم يَكفُرُوا كُفراً بواحاً.
4- مسؤولية رب الأسرة عن أهله: حيث جمع ابن عمر أهله ونصحهم وحذرهم من المشاركة في الفتنة.
5- التأكيد على وحدة الأمة وعدم التفرق: بالتمسك بالجماعة وطاعة ولي الأمر.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالبيعة والطاعة.
- موقف ابن عمر هذا يعد من المواقف المشهورة في الثبات على المبدأ وعدم الانجراف وراء الفتن.
- البيعة في الإسلام ليست مجرد عقد سياسي، بل هي أمانة ومسؤولية شرعية.
- يجب على المسلم أن يتجنب الفتن ويحافظ على وحدة الصف وطاعة ولي الأمر في المعروف.

أسأل الله أن يوفقنا جميعًا للفهم الصحيح والعمل بالسنة، وأن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الفتن (٧١١١) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن نافع .. فذَكره.
ورواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٣٥: ٩) عن أبي الربيع العتكي، عن حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مقتصرا على المرفوع دون القصة.
وقوله: «الفيصل» أي القطيعة والهجران.
قال ابن حجر: وفي هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة، والمنع من الخروج عليه، ولو جار في حكمه وأنه لا ينخلع بالفسق. الفتح (١٣/ ٧١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 71 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة

  • 📜 حديث: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب