حديث: الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في خلافة قريش
والملائكة والناس أجمعين».
حسن: رواه أحمد (١٩٧٧٧) عن سليمان بن داود - هو الطيالسي - حدثنا سكين، حدثنا سيار بن سلامة سمع أبا برزة يرفعه إلى النبي ﷺ قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
نص الحديث:
«الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
1. شرح المفردات:
● الأئمة: جمع إمام، وهم الخلفاء والحكام الذين يتولون أمور المسلمين.
● من قريش: أي من قبيلة قريش، التي منها النبي صلى الله عليه وسلم.
● استرحموا: طلبوا الرحمة أو العفو من الحاكم أو استعطفوه.
● رحموا: أعطوهم الرحمة والعفو، ولم يقسوا عليهم.
● عهدوا: أعطوا عهدًا أو وعدًا.
● وفوا: أوفوا بعهدهم ووعدهم.
● حكموا: تولوا القضاء والحكم بين الناس.
● عدلوا: حكموا بالعدل دون ظلم أو تحيز.
● لعنة الله: الطرد والبعد عن رحمة الله.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يبين صفات الحكام من قريش الذين يتولون أمور المسلمين، ويؤكد على ثلاثة أخلاق عظيمة يجب أن يتحلوا بها:
● إذا استرحموا رحموا: أي إذا طلب منهم الناس الرحمة أو العفو في حال الجرم أو الخطأ، فإنهم يعفو ويتركون العقوبة أو يتسامحون، مما يدل على رحمة القلب وعدم القسوة.
● إذا عاهدوا وفوا: أي إذا أعطوا عهدًا أو وعدًا لأحد، فإنهم يوفون به ولا يخلفونه، وهذا من صفات المؤمنين كما قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
● إذا حكموا عدلوا: أي إذا حكموا بين الناس في الخصومات أو النزاعات، فإنهم يعدلون ولا يظلمون، وهذا من أعظم صفات الحاكم المسلم، كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90].
ثم توعد النبي صلى الله عليه وسلم من لم يلتزم بهذه الصفات من حكام قريش بلعنة الله والملائكة والناس أجمعين، مما يدل على خطورة التخلي عن هذه الصفات، وأن الحاكم إذا قسى أو غدر أو ظلم، فإنه يستحق العقاب الشديد.
3. الدروس المستفادة:
- وجوب اختيار الحاكم الذي يتصف بالرحمة والوفاء والعدل.
- الحاكم مسؤول أمام الله تعالى عن رعيته، فإن أحسن فله الأجر، وإن أساء فعليه الوزر.
- التأكيد على أن الحكم يجب أن يكون بالعدل والرحمة، وليس بالقسوة والظلم.
- هذا الحديث لا يعني أن غير القرشي لا يجوز أن يكون حاكمًا، بل إن أهل السنة والجماعة يرون أن الإمامة تختص بقريش إذا توفرت فيهم الشروط، وإلا فغيره أولى بالحكم إذا كان أصلح.
- اللعنة المذكورة في الحديث تتنزل على من يتعمد ترك هذه الصفات، ولا يفعلها مع القدرة عليها.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على مكانة قريش في الإسلام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الإمامة فيهم لما لهم من مكانة في قلوب العرب، مما يسهم في استقرار الدولة الإسلامية.
- رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحسنه بعض العلماء، وضعفه آخرون، ولكن معناه صحيح ومؤيد بأدلة أخرى من القرآن والسنة.
- ينبغي للحاكم أن يكون رحيمًا بعباد الله، وفي الوقت نفسه قويًا في الحق، لا يظلم ولا يجور.
- هذا الحديث يذكرنا بحديث آخر: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور» (رواه مسلم)، أي أن العادلين في الحكم لهم مكانة عظيمة عند الله.
أسأل الله أن يهدي حكام المسلمين إلى الحق والعدل، وأن يجعلهم رحماء بعباد الله، أوفياء بعهودهم، عادلين في أحكامهم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أحمد (١٩٨٠٥)، وأبو يعلى (٣٦٤٥) كلاهما من وجهين آخرين عن سكين بن عبد العزيز، عن سيار بن سلامة أبي المنهال الرياحي قال: دخلت مع أبي على أبي برزة الأسلمي وإن في أذني يومئذ لقرطين قال وإني لغلام قال فقال أبو برزة: إني أحمد الله أني أصبحت لائما لهذا الحي من قريش، فلان هاهنا يقاتل على الدنيا، وفلان هاهنا يقاتل على الدنيا - يعني عبد الملك بن مروان - قال: حتى ذكر ابن الأزرق قال: ثم قال: إن أحب الناس إلى لهذه العصابةُ الملبدة الخميصة بطونهم من أموال المسلمين والخفيفة ظهورهم من دمائهم قال: قال رسول الله ﷺ: «الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، لي عليهم حق ولهم عليكم حق ما فعلوا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا، واستُرحِموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
وإسناده حسن من أجل سكين بن عبد العزيز العبدي العطار البصري فإنه مختلف فيه وثّقه وكيع، وابن معين، والنسائي. وقال ابن خزيمة: لا أعرفه ولا أعرف أباه وقال في موضع آخر: «أنا بريء من عهدته، ومن عهدة أبيه».
قال الأعظمي: وقد عرفه تلميذه ابن حبان كما عرفه من قبلهما ووثقوه أو ضعّفوه وقد يكون الضعف ممن روى عنه كما قال ابن عدي، وإلا فهو لا بأس به.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 101 من أصل 132 حديثاً له شرح
- 76 من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية
- 77 ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات...
- 78 كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ
- 79 أعانك الله من إمارة السفهاء
- 80 من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو...
- 81 هل بعد هذا الخير من شر؟
- 82 الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم
- 83 ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا
- 84 أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس
- 85 من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف
- 86 من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
- 87 إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
- 88 أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم
- 89 يخرجون على حين فرقة من الناس
- 90 بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة
- 91 يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم
- 92 إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه...
- 93 الناس تبع لقريش في هذا الأمر
- 94 الناس تبع لقريش في هذا الشأن
- 95 إن لي على قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا
- 96 هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان
- 97 الناس تبع لقريش في الخير والشر
- 98 لا يزال أمر الناس ماض ما وليهم اثنا عشر رجلا
- 99 اثنا عشر خليفة كلهم من قريش
- 100 خلافة على منهاج النبوة بعد الملك العاض والجبرية
- 101 الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
- 102 الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث
- 103 الأئمة من قريش
- 104 خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس
- 105 خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء
- 106 عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي...
- 107 عَنْ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ وَإِنِّي لَئِنْ لَا أَسْتَخْلِفُ...
- 108 استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
- 109 أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده
- 110 استأذن عمر بن الخطاب بعد وفاته للدخول على الصحابة
- 111 إن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة
- 112 لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها
- 113 من عصم الله تعالى فهو المعصوم
- 114 من وقي بطانة السوء فقد وقي
- 115 من ولي شيئا من أمور المسلمين فله بطانتان
- 116 إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق
- 117 من استعملناه على عمل فليجيء بقليله وكثيره
- 118 أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري
- 119 هذا لك وهذا لي
- 120 خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل
- 121 من استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة فليفعل
- 122 قيس بن سعد بمنزلة صاحب الشرط من الأمير
- 123 نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة
- 124 اتخاذ النبي ﷺ خاتمًا من فضة نقشه محمد رسول الله
- 125 محمد رسول الله نقش خاتم النبي ﷺ
معلومات عن حديث: الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
📜 حديث: الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








