حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بقتل من خرج على الإمام وجماعة المسلمين

عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم، فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله ﷺ: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله ﷺ فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر».
فدنوت منه، فقلت له: أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ فأهوى إلى
أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: ٢٩] قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله.

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٤٤: ٤٦) من طريق جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال .

عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم، فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله ﷺ: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله ﷺ فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر».
فدنوت منه، فقلت له: أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ فأهوى إلى
أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: ٢٩] قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● يصلح خباءه: يعد خيمته ويقيمها.
● ينتضل: يرمي بالسهام ويتسلى بالرماية.
● في جشره: يرعى إبله (والجَشَر: الإبل).
● الصلاة جامعة: نداء للاجتماع لأمر مهم.
● عافيتها: سلامتها من الفتن والبلاء.
● يرقق بعضها بعضا: تكون الفتن متتابعة وشديدة، يكسر بعضها بعضًا في القسوة.
● تزحزح عن النار: تبتعد وتنجو من النار.
● صفقة يده: المصافحة على البيعة.
● وثمرة قلبه: خلوص النية والإخلاص.
● ينازعه: يطالب بالخلافة ويصارعه عليها.


2. شرح الحديث:


يحدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن موقف حصل مع النبي ﷺ في سفر، حيث كان الصحابة مشتغلين بأمورهم، فجاء النداء للاجتماع، فاجتمعوا حول النبي ﷺ، فخطب فيهم مبينًا أن من واجب كل نبي أن يبين لأمته الخير والشر.
ثم بين النبي ﷺ أن هذه الأمة سيكون أولها في خير وعافية، ولكن آخرها سيعاني من بلاء وفتن شديدة متلاحقة، حتى ييأس المؤمن ويظن أن كل فتنة ستكون مهلكته، ثم تنكشف ويعقبها أخرى.
ثم أرشد النبي ﷺ إلى طريق النجاة في زمن الفتن:
- أن يحرص المسلم على أن يلقى الله وهو مؤمن بالله واليوم الآخر.
- أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به.
- الوفاء ببيعة الإمام الشرعي (الذي اجتمع عليه الناس) وطاعته في المعروف.
- وجوب قتال من ينازع الإمام الحق ويشق عصا الطاعة.
ثم تأكيد عبد الله بن عمرو على سماعه الحديث من النبي ﷺ مباشرة، ووعيه له.
وأخيرًا، نجد سؤال السائل عن معاوية رضي الله عنه (وكان خليفة آنذاك) حيث يأمر بأمر فيه معصية، فأجابه عبد الله بن عمرو بالقاعدة الذهبية: "أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله"، أي الطاعة لله فقط، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


3. الدروس المستفادة:


- وجوب بيان العلم والخير والتحذير من الشر، وهذا من مسؤولية العلماء والدعاة.
- الإيمان بالقدر خيره وشره، وأن الفتن ستحدث في آخر الزمان.
- أهمية التمسك بالإيمان عند الفتن، والاستعداد للقاء الله بالإيمان.
- تطبيق القاعدة الذهبية في المعاملة: (وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ).
- وجوب طاعة الإمام الشرعي في المعروف، والوفاء ببيعته، وتحريم الخروج عليه.
- وجوب قتال البغاة والمفسدين الذين يشقون عصا الطاعة ويسببون الفتن.
- لا طاعة لأحد في معصية الله، بل الطاعة لله وحده.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه تحذير من الفتن التي ستحدث في الأمة، وقد وقع الكثير منها عبر التاريخ.
- القاعدة: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" قاعدة شرعية متفق عليها.
- البيعة للإمام تكون بالقلب واليد، ويجب الوفاء بها ما دام يحكم بشرع الله.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٨٤٤: ٤٦) من طريق جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته

  • 📜 حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب