حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الأمر بقتل من خرج على الإمام وجماعة المسلمين
فدنوت منه، فقلت له: أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ فأهوى إلى
أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: ٢٩] قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله.
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٤٤: ٤٦) من طريق جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال .
![عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم، فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله ﷺ: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله ﷺ فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر».
فدنوت منه، فقلت له: أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ فأهوى إلى
أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: ٢٩] قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله. عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم، فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله ﷺ: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله ﷺ فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر».
فدنوت منه، فقلت له: أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ فأهوى إلى
أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: ٢٩] قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله.](img/Hadith/hadith_7583.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:
1. شرح المفردات:
● يصلح خباءه: يعد خيمته ويقيمها.
● ينتضل: يرمي بالسهام ويتسلى بالرماية.
● في جشره: يرعى إبله (والجَشَر: الإبل).
● الصلاة جامعة: نداء للاجتماع لأمر مهم.
● عافيتها: سلامتها من الفتن والبلاء.
● يرقق بعضها بعضا: تكون الفتن متتابعة وشديدة، يكسر بعضها بعضًا في القسوة.
● تزحزح عن النار: تبتعد وتنجو من النار.
● صفقة يده: المصافحة على البيعة.
● وثمرة قلبه: خلوص النية والإخلاص.
● ينازعه: يطالب بالخلافة ويصارعه عليها.
2. شرح الحديث:
يحدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن موقف حصل مع النبي ﷺ في سفر، حيث كان الصحابة مشتغلين بأمورهم، فجاء النداء للاجتماع، فاجتمعوا حول النبي ﷺ، فخطب فيهم مبينًا أن من واجب كل نبي أن يبين لأمته الخير والشر.
ثم بين النبي ﷺ أن هذه الأمة سيكون أولها في خير وعافية، ولكن آخرها سيعاني من بلاء وفتن شديدة متلاحقة، حتى ييأس المؤمن ويظن أن كل فتنة ستكون مهلكته، ثم تنكشف ويعقبها أخرى.
ثم أرشد النبي ﷺ إلى طريق النجاة في زمن الفتن:
- أن يحرص المسلم على أن يلقى الله وهو مؤمن بالله واليوم الآخر.
- أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به.
- الوفاء ببيعة الإمام الشرعي (الذي اجتمع عليه الناس) وطاعته في المعروف.
- وجوب قتال من ينازع الإمام الحق ويشق عصا الطاعة.
ثم تأكيد عبد الله بن عمرو على سماعه الحديث من النبي ﷺ مباشرة، ووعيه له.
وأخيرًا، نجد سؤال السائل عن معاوية رضي الله عنه (وكان خليفة آنذاك) حيث يأمر بأمر فيه معصية، فأجابه عبد الله بن عمرو بالقاعدة الذهبية: "أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله"، أي الطاعة لله فقط، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
3. الدروس المستفادة:
- وجوب بيان العلم والخير والتحذير من الشر، وهذا من مسؤولية العلماء والدعاة.
- الإيمان بالقدر خيره وشره، وأن الفتن ستحدث في آخر الزمان.
- أهمية التمسك بالإيمان عند الفتن، والاستعداد للقاء الله بالإيمان.
- تطبيق القاعدة الذهبية في المعاملة: (وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ).
- وجوب طاعة الإمام الشرعي في المعروف، والوفاء ببيعته، وتحريم الخروج عليه.
- وجوب قتال البغاة والمفسدين الذين يشقون عصا الطاعة ويسببون الفتن.
- لا طاعة لأحد في معصية الله، بل الطاعة لله وحده.
4. معلومات إضافية:
- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه تحذير من الفتن التي ستحدث في الأمة، وقد وقع الكثير منها عبر التاريخ.
- القاعدة: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" قاعدة شرعية متفق عليها.
- البيعة للإمام تكون بالقلب واليد، ويجب الوفاء بها ما دام يحكم بشرع الله.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 132 حديثاً له شرح
- 61 أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئاً ولا تسرقي ولا...
- 62 عدم مصافحة النساء عند البيعة
- 63 إني لا أصافح النساء
- 64 بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين
- 65 كان في وفد ثقيف رجل مجذوم
- 66 يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله
- 67 مددت يدي إلى النبي وأنا غلام ليبايعني فلم يبايعني.
- 68 خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول
- 69 ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم
- 70 المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
- 71 ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة
- 72 من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا...
- 73 من قتل تحت راية عمية فقتلة جاهلية
- 74 من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى...
- 75 من فارق الجماعة واستذل الإمارة لقي الله ولا وجه له...
- 76 من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية
- 77 ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات...
- 78 كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ
- 79 أعانك الله من إمارة السفهاء
- 80 من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو...
- 81 هل بعد هذا الخير من شر؟
- 82 الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم
- 83 ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا
- 84 أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس
- 85 من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف
- 86 من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
- 87 إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
- 88 أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم
- 89 يخرجون على حين فرقة من الناس
- 90 بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة
- 91 يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم
- 92 إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه...
- 93 الناس تبع لقريش في هذا الأمر
- 94 الناس تبع لقريش في هذا الشأن
- 95 إن لي على قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا
- 96 هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان
- 97 الناس تبع لقريش في الخير والشر
- 98 لا يزال أمر الناس ماض ما وليهم اثنا عشر رجلا
- 99 اثنا عشر خليفة كلهم من قريش
- 100 خلافة على منهاج النبوة بعد الملك العاض والجبرية
- 101 الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
- 102 الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث
- 103 الأئمة من قريش
- 104 خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس
- 105 خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء
- 106 عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي...
- 107 عَنْ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ وَإِنِّي لَئِنْ لَا أَسْتَخْلِفُ...
- 108 استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
- 109 أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده
- 110 استأذن عمر بن الخطاب بعد وفاته للدخول على الصحابة
معلومات عن حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
📜 حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








