حديث: الناس تبع لقريش في هذا الأمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خلافة قريش

عن معاوية قال: قال رسول الله ﷺ: «الناس تبع لقريش في هذا الأمر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله عز وجل».

صحيح: رواه أحمد (١٦٩٢٧)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٥٤) كلاهما عن أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا عبد الله بن مبشر مولى أم حبيبة، عن زيد بن أبي عتاب، عن معاوية .

عن معاوية قال: قال رسول الله ﷺ: «الناس تبع لقريش في هذا الأمر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يتناول مكانة قريش وعلاقتها بالإمامة والخلافة في الأمة الإسلامية.

أولاً. شرح المفردات:


● تَبَعٌ: أي تاليون وخاضعون، يتبعونهم في أمور الحكم والقيادة.
● في هذا الأمر: المقصود به أمر الخلافة والإمامة والقيادة العامة للمسلمين.
● خِيَارُهُمْ: الأفضل والأكرم منهم أخلاقاً وفضلاً.
● فَقِهُوا: أي إذا تفقهوا في دين الله وعلموا أحكامه وعملوا بها.
● تَبْطِر: أي تتكبر وتتجبر وتغتر بالنعمة، فتكفرها وتجحدها.
● مَا لِخِيَارِهَا عِنْدَ اللَّهِ: أي الفضل العظيم والمكانة الرفيعة التي أعدها الله للصالحين والمتقين من قريش.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقة كونية أقام الله عليها أمر الأمة، وهي أن قريشاً ستكون هي صاحبة الولاية والخلافة في المسلمين، والناس يتبعونهم في هذا الشأن. وهذا ليس تفضيلاً لجنس على جنس من ناحية العرق أو النسب، فالناس سواسية عند الله إلا بالتقوى، ولكنه سنة إلهية وقدر مقدور، لحكمة يعلمها الله.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن الخيار والأفاضل من قريش في زمن الجاهلية (وهم الذين كانوا يتحلون بمكارم الأخلاق كالكرم والشجاعة والوفاء وحفظ الجوار) هم أنفسهم سيكونون الخيار والأفاضل في الإسلام، بشرط واحد عظيم، هو "إذا فقهوا"، أي إذا دخلوا في الإسلام وتفقهوا فيه حق التفقه، وعلموا أحكامه، وعملوا بها، واتصفوا بأخلاقه.
ثم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله تعالى قائلاً: "والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله". أي لو لم يكن يخشى على قريش من البطر والغرور والعجب والكِبر لوُعِدَت بهذه المنزلة الرفيعة، لأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بالمنزلة العظيمة والثواب الجزيل الذي أعده الله للصالحين المتقين من أبنائها الذين يجمعون بين شرف النسب وشرف العمل الصالح.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات فضل قريش واختصاصها بالخلافة: هذا من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد وقع الأمر كما أخبر، فكان الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون من قريش، تحقيقاً لهذه النبوءة.
2- شرف الإنسان بعمله وتقواه، لا بنسبه فقط: الشرط الأساسي للتفضيل هو "إذا فقهوا"، فالنسب الشريف وحده لا يكفي، بل لا بد من اقترانه بالإيمان الصحيح والعلم النافع والعمل الصالح. فالشرف الحقيقي هو شرف التقوى.
3- الحكمة في التربية النبوية: النبي صلى الله عليه وسلم كان حكيماً في تعامله مع الناس، فكتم بعض الفضائل مخافة الفتنة والبطر على أصحابها، وهذا من تمام نصحه ورحمته بأمته.
4- تحذير الأمة من البطر والاغترار: البطر هو من آفات النفوس التي تهلكها، وهو الغرور بالنعمة والاستكبار عن شكر الله عليها، مما يؤدي إلى حرمانها وزوالها.
5- التوازن بين تقدير الفضائل والمنازل وبين عدم الغلو فيها: فلا نجحد فضل قريش الذي أثبته النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نغلو فيه حتى نجعل النسب وحده سبباً للنجاة دون عمل.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في موضوع اختصاص قريش بالإمامة الكبرى (الخلافة). وكان هذا الأمر مجمعاً عليه among الصحابة والسلف الصالح.
- المقصود بـ "قريش" هم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم المعروفة، والتي منها بنو هاشم (البيت النبوي) وبني أمية وغيرهم من بطون قريش.
- هذا الفضل والاختصاص لا يعني انتقاصاً من فضل غيرهم من العرب أو العجم، فالأمة الإسلامية كلها أسرة واحدة، والتفاضل بينها بالتقوى والعمل الصالح كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويجنبنا الغلو والجفاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٩٢٧)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٥٤) كلاهما عن أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا عبد الله بن مبشر مولى أم حبيبة، عن زيد بن أبي عتاب، عن معاوية .. فذكره. وعند ابن أبي شيبة: قام معاوية على المنبر فقال .. فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع: (٤/ ٢١٧): ورجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الناس تبع لقريش في هذا الأمر

  • 📜 حديث: الناس تبع لقريش في هذا الأمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الناس تبع لقريش في هذا الأمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الناس تبع لقريش في هذا الأمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الناس تبع لقريش في هذا الأمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب