حديث: يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قتال الخوارج

عن زيد بن وهب الجهني: أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي رضي الله عنه: أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل - يقول: «يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية».
لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم ﷺ لاتّكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء
يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله.
قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى قال: مررنا على قنطرة فلما التقينا، وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم: ألقوا الرماح، وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعوا، فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم قال: وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي رضي الله عنه: التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه، فلم يجدوه فقام علي رضي الله عنه بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال: أخروهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال: صدق الله وبلغ رسوله قال: فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين! الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ؟ فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له.

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٦: ١٥٦) عن عبد بن حميد: حدثنا عبد الرزاق بن همام: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان: حدثنا سلمة بن كهيل حدثني زيد بن وهب الجهني .

عن زيد بن وهب الجهني: أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي ﵁ الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي ﵁: أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل - يقول: «يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية».
لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم ﷺ لاتّكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء
يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله.
قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى قال: مررنا على قنطرة فلما التقينا، وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم: ألقوا الرماح، وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعوا، فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم قال: وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي ﵁: التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه، فلم يجدوه فقام علي ﵁ بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال: أخروهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال: صدق الله وبلغ رسوله قال: فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين! الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ؟ فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من الخوارج، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره من أئمة الحديث.

شرح المفردات:


● يقرؤون القرآن: يحفظونه ويتلونه.
● ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء: أي أن قراءتهم لا تقارن بقراءتم في الفضل والإخلاص.
● لا تجاوز صلاتهم تراقيهم: لا ترتفع فوق حناجرهم، أي لا تقبل لعدم إخلاصهم.
● يمرقون من الإسلام: يخرجون منه خروجاً سريعاً.
● كما يمرق السهم من الرمية: كما يخترق السهم الهدف بسرعة.
● له عضد وليس له ذراع: أي له جزء من الذراع دون كاملها.
● حلمة الثدي: الجزء البارز من الثدي.
● سرح الناس: مواشيهم وأموالهم.
● المخدج: المقصود به العلامة المذكورة في الحديث (الذراع الناقص).

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قوم يخرجون من أمة الإسلام، لهم مظاهر عبادة كثيرة من قراءة قرآن وصلاة وصيام، لكنهم يفتقدون الإخلاص والفهم الصحيح، فيظنون أن أعمالهم مقبولة وهي في الحقيقة مردودة عليهم. صلاتهم لا تتجاوز حناجرهم لعدم خشوعها وإخلاصها، ويخرجون من الإسلام بمعتقداتهم الفاسدة وأفعالهم المخالفة.
ويبين الحديث أن هؤلاء القوم سيقتلون على يد جيش من المسلمين، وأن الجيش الذي يقاتلهم لو علم الأجر العظيم الذي أعده الله لهم لاتكلوا عن العمل لشدة ثقتهم بهذا الأجر.
ويذكر علي رضي الله عنه أن هؤلاء الخوارج قد جمعوا صفات الشر من سفك للدماء المعصومة واعتداء على أموال الناس، مما يرجح أنهم المقصودون في الحديث.

الدروس المستفادة:


1- خطورة البدع والمعتقدات الفاسدة التي قد تخرج صاحبها من الإسلام.
2- أن كثرة العبادة لا تكفي بدون إخلاص وفهم صحيح للدين.
3- فضل قتال الخوارج والخروج عليهم لما فيه من حماية للمجتمع الإسلامي.
4- العمل بالأسباب مع التوكل على الله وعدم الاتكال على الأجر دون بذل الجهد.
5- صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم حيث تحققت علامات الحديث كما أخبر.

معلومات إضافية:


- الخوارج فرقة ظهرت في عهد علي رضي الله عنه، خرجت عليه وكفرت المسلمين بارتكاب الكبائر.
- الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث وصف علامة خاصة في أحد قادتهم (عبد الله بن وهب الراسبي) وتحقق ذلك.
- يستفاد من الحديث وجوب طاعة ولي الأمر والتحذير من الخروج عليه.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٦: ١٥٦) عن عبد بن حميد: حدثنا عبد الرزاق بن همام: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان: حدثنا سلمة بن كهيل حدثني زيد بن وهب الجهني .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 91 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم

  • 📜 حديث: يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب