حديث: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الأمر بقتل من خرج على الإمام وجماعة المسلمين
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٥٣) عن وهب بن بقية الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبين حكمة الشريعة في حفظ نظام الأمة ووحدة صفها. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
أولاً. شرح المفردات:
● بويع: البَيْعَة في الأصل هي العقد على البيعة والطاعة، وهي عقد بين الأمة والخليفة على السمع والطاعة في المنشط والمكره.
● لخليفتين: أي لإمامين أو حاكمين.
● فاقتلوا الآخر منهما: أي فقاتلوا ومُـنْعُوا واستأصلوا شأفة الثاني الذي يأتي بعد الأول، والمقصود هو القتال حتى يزول الأمر، وليس обязательно القتل الحقيقي في كل حال.
ثانياً. شرح الحديث:
معنى الحديث أن النبي ﷺ حذر من الفتنة العظيمة التي تحدث إذا تعددت الخلافات وتنازع الأمرُ أكثرُ من واحد، فأمر ﷺ بأن يكون الأمر لواحد، وأن يُقاتل المتابِعُ (أي الثاني الذي يظهر بعد بيعة الأول) حتى يرجع إلى الجماعة ويلتزم ببيعة الإمام الحق الذي تمت له البيعة أولاً بشروطها الشرعية.
والحكمة من ذلك:
- درء الفتنة، ومنع التفرق والاختلاف.
- حفظ وحدة الأمة ومنع تمزقها.
- أن وجود إمامين في وقت واحد يؤدي إلى التنازع والصراع، وذهاب القوة، واختلال الأمن.
وهذا الحكم ليس على إطلاقه، بل هو مقيد بأن تكون بيعة الأول قد تمت على الوجه الشرعي، بشروط الإمامة المعروفة، وأن يكون قد استقر أمره، وحصلت له الشوكة والقدرة على تولي الأمر.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- وجوب وحدة الصف والجماعة: فالأمة يجب أن تكون تحت إمام واحد يجمع شملها، ويحفظ دماءها وأموالها وأعراضها.
2- تحريم الخروج على الإمام الشرعي: إذا تمت له البيعة على الوجه الصحيح، وكان قائماً بأمر الله.
3- سد الذرائع المفضية إلى الفتن: فالشريعة جاءت بمنع ما يؤدي إلى الفرقة والاختلاف.
4- الحفاظ على استقرار الأمة: لأن تعدد الأئمة يوجب الفوضى والقتال، فيجب دفعه بما يمنع حدوثه.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "حكم تعدد الخلفاء والخروج على الإمام"، وهو من أصول أهل السنة والجماعة في وجوب لزوم الجماعة وطاعة الإمام البر والفاجر ما لم يأمر بمعصية.
- العلماء استثنوا من ذلك إذا كان الإمام الثاني قد غلب على بلد ناءٍ وبَعُدَتْ شُقَّتُه، وصار لكل بلد إمام خاص به، بحيث لا تكون هناك فتنة، كالذي حصل في عصر الدولة العباسية والأموية في الأندلس.
- المقصود بـ "الآخر" في الحديث: هو الذي يظهر بعد تمام بيعة الأول، فينازعه في السلطان، وأما إذا حدثت بيعة ثانية لضرورة أو لخطأ في ظن موت الأول ثم ظهر حيًا، فينظر في الأمر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الشرح مبني على فهم أهل السنة والجماعة، وفق الأصول المعتبرة، والله أعلم بالصواب.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 132 حديثاً له شرح
- 62 عدم مصافحة النساء عند البيعة
- 63 إني لا أصافح النساء
- 64 بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين
- 65 كان في وفد ثقيف رجل مجذوم
- 66 يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله
- 67 مددت يدي إلى النبي وأنا غلام ليبايعني فلم يبايعني.
- 68 خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول
- 69 ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم
- 70 المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
- 71 ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة
- 72 من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا...
- 73 من قتل تحت راية عمية فقتلة جاهلية
- 74 من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى...
- 75 من فارق الجماعة واستذل الإمارة لقي الله ولا وجه له...
- 76 من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية
- 77 ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات...
- 78 كنا نعد هذا نفاقا على عهد النبي ﷺ
- 79 أعانك الله من إمارة السفهاء
- 80 من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو...
- 81 هل بعد هذا الخير من شر؟
- 82 الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم
- 83 ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا
- 84 أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس
- 85 من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف
- 86 من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
- 87 إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
- 88 أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم
- 89 يخرجون على حين فرقة من الناس
- 90 بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة
- 91 يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم
- 92 إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه...
- 93 الناس تبع لقريش في هذا الأمر
- 94 الناس تبع لقريش في هذا الشأن
- 95 إن لي على قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا
- 96 هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان
- 97 الناس تبع لقريش في الخير والشر
- 98 لا يزال أمر الناس ماض ما وليهم اثنا عشر رجلا
- 99 اثنا عشر خليفة كلهم من قريش
- 100 خلافة على منهاج النبوة بعد الملك العاض والجبرية
- 101 الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
- 102 الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث
- 103 الأئمة من قريش
- 104 خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس
- 105 خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء
- 106 عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي...
- 107 عَنْ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ وَإِنِّي لَئِنْ لَا أَسْتَخْلِفُ...
- 108 استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
- 109 أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده
- 110 استأذن عمر بن الخطاب بعد وفاته للدخول على الصحابة
- 111 إن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة
معلومات عن حديث: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
📜 حديث: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








