حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الإمارة

باب ما جاء في مبايعة النساء

عن أم عطية قالت: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها فلم يقل شيئا، فذهبت، ثم رجعت فما وفت امرأة إلا أم سليم، وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ - أو - ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ.
متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٥)، ومسلم في الجنائز (٩٣٦: ٣٢) كلاهما من طريق حفصة، عن أم عطية.

عن أم عطية قالت: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها فلم يقل شيئا، فذهبت، ثم رجعت فما وفت امرأة إلا أم سليم، وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ - أو - ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابية الجليلة أم عطية نسيبة بنت الحارث الأنصارية رضي الله عنها، وهو يتناول جانباً من بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● بايعنا النبي ﷺ: أي بايعناه على السمع والطاعة في المعروف، وعلى التزام شرائع الإسلام.
● فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾: هذه الآية جزء من سورة الممتحنة، وهي تشير إلى الشروط التي بايع النبي ﷺ النساء عليها.
● نهانا عن النياحة: النياحة هي رفع الصوت بالبكاء على الميت ولطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك من أفعال الجاهلية.
● فقبضت امرأة منا يدها: أي سحبت يدها وامتنعت عن المبايعة كاملة.
● أسعدتني: أي صنعت معي معروفاً وأحسنت إلي.
● أجزيها: أي أكافئها وأرد لها الجميل.
● فما وفت امرأة إلا...: أي ما وفّت بالبيعة وتمسكت بها إلا هؤلاء النسوة المذكورات.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد المهيب لبيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاءت النساء مسلمة مؤمنات ليبايعن النبي على التزام شرع الله. فقرأ عليهن قوله تعالى من سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
ثم نهاهن النبي صلى الله عليه وسلم عن النياحة، وهي عادة جاهلية قبيحة تنافي الصبر والرضا بقضاء الله وقدره.
فلما سمعت إحدى النساء النهي عن النياحة، ارتبكت وشكت في قدرتها على الوفاء بهذا الشرط، لأنها كانت تريد أن تنيح على إحدى قريباتها التي أحسنت إليها لترد جميلها. فسحبت يدها وامتنعت عن إكمال البيعة. ولم يجبرها النبي صلى الله عليه وسلم أو يوبخها، بل تركها لتفكر وتراجع نفسها.
ثم ذهبت هذه المرأة وفكرت في الأمر، وعادت مرة أخرى لتبايع، لكن القصة تذكر أن معظم النساء لم يوفن بهذه البيعة عملياً إلا عدد قليل منهن، وهن: أم سليم (والدة أنس بن مالك)، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ بن جبل رضي الله عن الجميع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة بيعة النساء: بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم كانت على التزام شرائع الإسلام، وليست بيعة على القتال والحكم كبيعة الرجال.
2- تحريم النياحة: النياحة من كبائر الذنوب وهي من أفعال الجاهلية، وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم النائحة إذا لم تتب بأن تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.
3- الحكمة في الدعوة: موقف النبي صلى الله عليه وسلم من المرأة التي امتنعت يدل على حكمته ورفقه في الدعوة، حيث لم يجبرها بل تركها لتراجع نفسها، مما يعلم الدعاة الرفق واللين.
4- قلة الوفاء: قلة النساء اللاتي وفين بالبيعة تدل على عظم هذه البيعة وصعوبة الالتزام بها، خاصة في أمر الصبر عند المصيبة وترك النياحة.
5- فضل الموفقات: ذكر أسماء الموفقات بالبيعة فيه تشريف لهن وبيان لفضلهن وتقواهن.

رابعاً. معلومات إضافية:


- البيعة في الإسلام نوعان: بيعة الرجال على الإسلام والجهاد والحكم، وبيعة النساء على التزام شرائع الإسلام.
- النياحة محرمة بالإجماع، وهي منافية للصبر الواجب شرعاً.
- قصة هذا الحديث تدل على أن الصحابيات كن يتعلمن ويسألن ويبايعن على العمل بما يعلمن.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الوفاء بعهد الله، وأن يعيننا على الصبر عند البلاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٥)، ومسلم في الجنائز (٩٣٦: ٣٢) كلاهما من طريق حفصة، عن أم عطية. والسياق للبخاري. وعنده (١٣٠٦) وزيادة: «وامرأة أخرى».
قال الأعظمي: وتكون هي الخامسة، وقد تكون الخامسة هي أم عطية نفسها، وامرأة معاذ هي ابنة أبي سبرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة

  • 📜 حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا: ﴿أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ونهانا عن النياحة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب