حديث: خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوفاء ببيعة الإمام الأول، ولا يباع لأكثر من إمام في البلد الواحد

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فُوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم».

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٥٥)، ومسلم في الإمارة (١٨٤٢: ٤٤) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فرات القزاز، قال: سمعت أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي ﷺ قال .

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فُوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يبين فيه نظام الحكم في الأمة الإسلامية بعد انقطاع النبوة. ودعونا نشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا مستعينًا بالله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● تسوسهم: تقودهم وترعاهم وتدبر شؤونهم، والسياسة هي القيام على الشيء بما يصلحه.
● خلفاء: جمع خليفة، وهو من يخلف النبي في قيادة الأمة وحكمها.
● فيكثرون: أي يكثر عددهم ويتعددون.
● فُوا ببيعة الأول فالأول: أوفوا بعهد البيعة لأول من بايعتموه، ولا تنقضوا عهده.
● استرعاهم: استأمنهم على رعيته، أي جعلهم مسؤولين عن شؤون المسلمين.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن بني إسرائيل كانوا يُقادون بواسطة الأنبياء، فكلما مات نبي جاء نبي آخر بعده يقوم مقامه في القيادة والحكم، أما هذه الأمة فلا نبي بعد محمد ﷺ، بل سيكون بدل الأنبياء خلفاء يتولون أمور المسلمين، وسيكثر عددهم ويتعددون.
فسأل الصحابة النبي ﷺ: فما تأمرنا أن نفعل إذا كثر الخلفاء واختلفوا؟ فأمرهم النبي ﷺ بأمرين:
1- الوفاء بالبيعة للخليفة الأول: أي إذا بايع الناس خليفة ثم ظهر آخر طالبًا الخلافة، يجب الوفاء ببيعة الأول وعدم نكثها، لأن في ذلك حفظًا لوحدة الأمة ومنعًا للفرقة والفتنة.
2- إعطاء الخلفاء حقوقهم: وذلك بنصحهم وإعانتهم على الحق وطاعتهم في المعروف، وعدم الخروج عليهم ما لم يَكفُرُوا كفرًا بواحًا.
ثم ختم النبي ﷺ الحديث بتحذير للخلفاء والحكام من تقصيرهم في مسؤوليتهم: "فإن الله سائلهم عما استرعاهم"، أي أن الله تعالى سيحاسبهم على رعيتهم، هل أدوا الأمانة أم ضيعوها؟

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- انقطاع النبوة بعد محمد ﷺ: وهذا من عقائد الإسلام أن لا نبي بعده، والخلفاء هم خلفاؤه في إدارة شؤون الأمة.
2- وجوب نصب خليفة للمسلمين: ليقود الأمة ويوحد صفوفها ويطبق شرع الله.
3- تحريم الخروج على الإمام الشرعي: ما دام قائمًا بأمر الله، ولم يظهر منه كفر صريح.
4- التحذير من الفتنة عند تعدد الخلفاء: وذلك بالتمسك ببيعة الأول وعدم نقضها.
5- مسؤولية الحكام أمام الله: فالحكم أمانة ومسؤولية عظيمة، وسيحاسبهم الله على رعيتهم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- يستدل به العلماء على وجوب طاعة الإمام الشرعي ووحدة الصف تحت قيادة واحدة.
- فيه إشارة إلى أن تعدد الخلفاء قد يكون سببًا للفتنة، لذا أمر النبي بالتمسك ببيعة الأول.
نسأل الله أن يوفقنا للفهم الصحيح والعمل بهذا الحديث، وأن يعين حكامنا على رعاية شؤون المسلمين، وأن يوحد صفوف الأمة تحت قيادة واحدة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٥٥)، ومسلم في الإمارة (١٨٤٢: ٤٤) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فرات القزاز، قال: سمعت أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي ﷺ قال ... فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول

  • 📜 حديث: خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلفاء يكثرون فُوا ببيعة الأول فالأول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب