حديث: بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيعة العبد

عن جابر قال: جاء عبد، فبايع النبي ﷺ على الهجرة، ولم يشعر أنه عبد، فجاء سيده يريده، فقال له النبي ﷺ: «بعنيه»، فاشتراه بعبدين أسودين، ثم لم يبايع أحدًا بعد، حتى يسأله أعبد هو؟ .

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٢) من طرق عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.

عن جابر قال: جاء عبد، فبايع النبي ﷺ على الهجرة، ولم يشعر أنه عبد، فجاء سيده يريده، فقال له النبي ﷺ: «بعنيه»، فاشتراه بعبدين أسودين، ثم لم يبايع أحدًا بعد، حتى يسأله أعبد هو؟ .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن جابر قال: جاء عبد، فبايع النبي ﷺ على الهجرة، ولم يشعر أنه عبد، فجاء سيده يريده، فقال له النبي ﷺ: «بعنيه»، فاشتراه بعبدين أسودين، ثم لم يبايع أحدًا بعد، حتى يسأله أعبد هو؟

1. شرح المفردات:


● عبد: الشخص المملوك الذي ليس حرًا.
● بايع: أخذ البيعة، وهي العهد والولاء على الطاعة.
● الهجرة: الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام.
● سيده: مالكه الذي يمتلكه.
● بعنيه: اطلب مني بيعه.
● بعبدين أسودين: استبدله بعبدين من ذوي البشرة السمراء.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ ليبايعه على الهجرة، والبيعة على الهجرة تعني الالتزام بالانتقال إلى المدينة والانضمام إلى المجتمع المسلم الجديد. ولم يكن النبي ﷺ يعلم أن هذا الرجل عبد مملوك، فقبل بيعته ظنًا منه أنه حر.
ثم جاء سيد هذا العبد يطلبه، فأراد النبي ﷺ أن يحل هذه المشكلة بطريقة شرعية تحفظ حقوق الجميع، فطلب من السيد أن يبيع له هذا العبد. فاشتراه النبي ﷺ منه بعبدين أسودين، أي أنه دفع ثمناً أعلى من قيمته المعتادة تكرمًا منه ﷺ وتشجيعًا للعبد على حرية اختيار الإسلام والهجرة.
وبعد هذه الحادثة، أصبح النبي ﷺ يتأكد من حالة كل من يأتي ليبايعه، فيسأله: "أعبد أنت؟" حتى لا تقع بيعة لا تراعي حقوق المالكين الشرعية.

3. الدروس المستفادة منه:


● العدل والإنصاف: حرص النبي ﷺ على عدم انتهاك حقوق الآخرين حتى لو كانوا غير مسلمين (حيث لم يُذكر أن سيد العبد كان مسلماً).
● الحكمة في حل المشكلات: لم يلغِ النبي ﷺ البيعة، بل تصرف بحكمة بشراء العبد وإعتاقه.
● التكريم الإنساني: إشارة إلى أن الحرية حق أساسي، وقد ضحى النبي ﷺ بعبدين ليعتق عبداً واحداً.
● التشريع التدرجي: أن السنة النبوية قد ترد لتبين أحكاماً لم تكن معروفة من قبل، كما في استفصال حال المبايع.
● رفع الحرج: بيان أن العبد لا بيعة له على الهجرة دون إذن سيده، لأن الهجرة تتطلب حرية في التنقل والاختيار.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "البيعة" و"أحكام العبيد والإماء" في كتب الفقه.
- العبد المذكور في الحديث لم يُسمَّ في الرواية، مما يدل على أن القصة تحمل عبرة تشريعية أكثر من كونها قصة شخصية.
- الشراء بعبدين يدل على جواز المبادلة بالرقيق في تلك الفترة، مع أن الإسلام حث على العتق وسهل طرقه.
- يستدل الفقهاء بهذا الحديث على أن بيعة العبد لا تصح بدون إذن سيده في الأمور التي تتعلق بحرية التصرف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٢) من طرق عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين

  • 📜 حديث: بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بع النبي ﷺ عبدًا بعبدين أسودين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب