حديث: من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إمارة السفهاء، والزجر عن إعانتهم على ظلمهم

عن كعب بن عجرة، قال: خرج إلينا رسول الله ﷺ ونحن تسعة، خمسة، وأربعة، أحد العددين من العرب، والآخر من العجم، فقال: «اسمعوا، هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراءُ، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه، وليس يرد علي الحوض. ومن لم يدخل عليهم ولم يُعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ عليّ».

صحيح: رواه الترمذي (٢٢٥٩)، والنسائي (٤٢٠٧، ٤٢٠٨)، وأحمد (١٨١٢٦)، وصحّحه ابن حبان (٢٨٢، ٢٨٣، ٢٨٥)، والحاكم (١/ ٧٩) كلهم من طريق أبي حصين، (هو عثمان بن عاصم الأسدي)، عن الشّعبيّ، عن عاصم العدويّ، عن كعب بن عُجرة .

عن كعب بن عجرة، قال: خرج إلينا رسول الله ﷺ ونحن تسعة، خمسة، وأربعة، أحد العددين من العرب، والآخر من العجم، فقال: «اسمعوا، هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراءُ، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه، وليس يرد علي الحوض. ومن لم يدخل عليهم ولم يُعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ عليّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين موقف المسلم من ولاة الأمر، خاصة في أوقات الفتن واختلاط الأمور. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● أمراء: جمع أمير، وهم الحكام والولاة الذين يتولون شؤون الناس.
● صدقهم بكذبهم: أي وافقهم على أكاذيبهم وأباطيلهم، وساعد في نشرها وتصديقها.
● أعانهم على ظلمهم: ساعدهم في ظلمهم للرعية بكل أنواع المعاونة، سواء باليد أو اللسان أو المال أو غير ذلك.
● ليس مني ولست منه: أي أنه بريء من سنتي وطريقتي، وأنا بريء من طريقته وسوء عمله.
● يرد علي الحوض: الحوض هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة، الذي يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة، ورده يعني الوصول إليه والشرب منه، وهو علامة على النجاة.
● واردٌ علي: أي أنه سوف يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم ويشرب منه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على مجموعة من الصحابة كانوا تسعة أشخاص، خمسة من العرب وأربعة من العجم، مما يدل على أن هذا الخطاب عام للمسلمين جميعاً، عربهم وعجمهم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم موصياً ومحذراً: "اسمعوا" أي أنصتوا وتفهموا هذه الوصية المهمة.
ثم أخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه سيكون بعد وفاته أمراء (حكام) ليسوا على الهدى الكامل، بل قد يقع منهم الكذب والظلم.
ثم بين موقفين:
1- الموقف السلبي المذموم: وهو من يدخل على هؤلاء الأمراء (أي يخالطهم ويرتاد مجالسهم)، فيصدقهم في أكاذيبهم التي يقولونها لتبرير ظلمهم، ويعينهم على ظلمهم بالقول أو الفعل. فهذا قد قطع صلته بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهو "ليس منه" أي ليس على طريقته وهديه، وهو محروم من الشرب من حوضه الشريف في الآخرة، وهي علامة على الخسران والعياذ بالله.
2- الموقف الإيجابي المحمود: وهو من يجتنب مجالسهم وخِلطتهم، فلا يدخل عليهم، ولا يعينهم على ظلمهم، ولا يصدق أكاذيبهم. فهذا هو الذي حافظ على عرى الولاء للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو "منه" أي على طريقته وهديه، وهو من الناجين الذين سيردون حوضه ويشربون منه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب الحذر من ولاة الظلم: يجب على المسلم أن يكون يقظاً حذراً، لا ينخدع بزيف الحكام الظلمة وأكاذيبهم.
2- تحريم إعانة الظالم: من أكبر الكبائر إعانة الظالم على ظلمه، بأي صورة من الصور، لأن في ذلك إضراراً بالرعية ومخالفة لأمر الله ورسوله.
3- البراءة من أهل الباطل: من قواعد الدين البراءة من أهل الباطل وأهله، وعدم الركون إليهم أو مصادقتهم.
4- الجزاء من جنس العمل: من أعان ظالماً أو صدقه في باطله، فقد قطع صلته بنبي الرحمة، وحرم نفسه من شفاعته وورود حوضه.
5- المنهج الوسط في التعامل مع الولاة: الحديث لا يدعو إلى الخروج على الولاة أو الثورة عليهم، بل يدعو إلى عدم إعانتهم على الظلم وعدم تصديق أكاذيبهم. وهذا يتفق مع منهج أهل السنة والجماعة في وجوب طاعة ولاة الأمر في المعروف وعدم طاعتهم في المعصية، مع الصبر على أذاهم وعدم الخروج عليهم ما لم يصلوا إلى الكفر البواح.

رابعاً. معلومات إضافية:


● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي والنسائي، وهو حسن.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "أحاديث الفتن"، والتي تحذر من الفتن التي ستقع في الأمة، وتوضح المنهج الصحيح للتعامل معها.
- هذا الموقف (عدم الإعانة على الظلم) من أعظم الجهاد في آخر الزمان، كما في الحديث: «سَيَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لَا، مَا صَلَّوْا» رواه مسلم.
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٢٥٩)، والنسائي (٤٢٠٧، ٤٢٠٨)، وأحمد (١٨١٢٦)، وصحّحه ابن حبان (٢٨٢، ٢٨٣، ٢٨٥)، والحاكم (١/ ٧٩) كلهم من طريق أبي حصين، (هو عثمان بن عاصم الأسدي)، عن الشّعبيّ، عن عاصم العدويّ، عن كعب بن عُجرة .. فذكره. وإسناده صحيح.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان، باب صفة حوض النبي ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 80 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

  • 📜 حديث: من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يدخل على الأمراء ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب