حديث: إني لا أصافح النساء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مبايعة النساء

عن أسماء بنت يزيد قالت: دعا رسول الله ﷺ نساء المؤمنين إلى البيعة، فقالت أسماء: يا رسول الله، ألا تحسر لنا يدك؟ قال: «إني لا أصافح النساء».

حسن: رواه إسحاق بن راهويه كما في المطالب (٢١٠٩) - واللفظ له - وأحمد مختصرًا (٢٧٥٩٤) من طريقين عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد فذكرته.

عن أسماء بنت يزيد قالت: دعا رسول الله ﷺ نساء المؤمنين إلى البيعة، فقالت أسماء: يا رسول الله، ألا تحسر لنا يدك؟ قال: «إني لا أصافح النساء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه درس في أدب التعامل بين الرجال والنساء، وبيان لشرف بيعة النساء وعظم مكانتهن في الإسلام.

الحديث بلفظه كاملاً:


عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها قالت: "دعا رسول الله ﷺ نساء المؤمنين إلى البيعة، فقالت أسماء: يا رسول الله، ألا تحسر لنا يدك؟ قال: «إني لا أصافح النساء»".
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● دعا رسول الله ﷺ نساء المؤمنين إلى البيعة: طلب منهن أن يأتين ليبايعنه.
● البيعة: هي العهد والطاعة على السمع والطاعة لله ورسوله في المنشط والمكره، والعمل بشرع الإسلام.
● ألا تحسر لنا يدك؟: ألا تكشف لنا عن يدك الشريفة لنصافحها أثناء البيعة؟ (حسر عن الشيء: كشفه).
● إني لا أصافح النساء: أي أن عادتي وسنتي أني لا أمس أيدي النساء بالمصافحة.


2. شرح الحديث:


● السياق والمناسبة: بعد فتح مكة وانتشار الإسلام، كان النبي ﷺ يبايع الرجال والنساء على الإسلام والتقوى. وفي هذا الموقف، جاءت نساء المؤمنين، ومنهن الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد - والتي كانت تسمى "خطيبة النساء" لفصاحتها - ليبايعن النبي ﷺ.
● سؤال أسماء ودلالته: سألت أسماء رضي الله عنها النبي ﷺ بسؤال يعبر عن شوقها وشوق نساء المؤمنين لملامسة يد النبي ﷺ المصافحة، ظناً منهن أن البيعة لا تكتمل إلا بذلك، أو رغبة في بركة لمس يده الشريفة.
● جواب النبي ﷺ وهديه: أجابها النبي ﷺ بهدوء ووضوح بأنه لا يصافح النساء، مبيناً أن مصافحة الرجال للنساء الأجنبيات (غير المحارم) ليست من هديه ولا من شريعته. وكانت بيعته للنساء تكون بالكلام فقط دون مصافحة أو لمس، حيث يضع إناءً من ماء ويغمس يده فيه، ثم تضع النساء أيديهن في الإناء، أو يبايعهن بكلام فقط.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية: هذا الحديث أصل من أصول تحريم مصافحة الرجال للنساء غير المحارم، وهو إجماع لدى علماء أهل السنة والجماعة. والمصافحة من أعظم أسباب الفتنة، وسداً للذريعة حرّمها الإسلام.
2- عظمة أدب الصحابة مع النبي ﷺ: انظر إلى أدب أسماء رضي الله عنها في سؤالها: "يا رسول الله"، وهذا أدب عظيم في الخطاب.
3- رفق النبي ﷺ في التعليم: لم يعنفها على سؤالها، بل أجابها بلطف ووضوح، مما يدل على حسن خلقه ورفقه بأمته.
4- مكانة المرأة في الإسلام: دعوته ﷺ النساء للبيعة يدل على أن للمرأة مكانتها في المجتمع الإسلامي، وأن لها حقوقاً وعليها واجبات، وهي شريكة الرجل في حمل رسالة الإسلام.
5- سد الذرائع إلى الفتنة: من حكمة الله تعالى أن سد كل باب يؤدي إلى الفتنة بين الرجال والنساء، والمصافحة من ذلك.
6- البيعة لا تشترط فيها المصافحة: بل تكفي بالقول، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12].


4. معلومات إضافية مفيدة:


● بيعة النساء في القرآن: ذكر الله بيعة النساء في سورة الممتحنة، وذكر شروطها وهي: ألا يشركن بالله، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان، ولا يعصين في معروف.
● هل كانت هناك حالات استثنائية؟: لم يثبت عن النبي ﷺ أنه صافح امرأة أجنبية قط، وما يُروى في بعض القصص الضعيفة لا يعتمد عليه.
● الاقتداء بالنبي ﷺ: يجب على المسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في هذا الأدب، فيجتنب مصافحة النساء، وإذا دعت الحاجة لكلامهن فليكن بدون مصافحة أو خلوة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه إسحاق بن راهويه كما في المطالب (٢١٠٩) - واللفظ له - وأحمد مختصرًا (٢٧٥٩٤) من طريقين عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد فذكرته.
قال ابن حجر في المطالب (٩/ ٦١٠) بعد ما أورده من مسند ابن راهويه: إسناده حسن.
قال الأعظمي: هو كما قال، فإن شهرا يحسن حديثه إذا لم يخالف، ولم يأت بما ينكر عليه، لا سيما إذا روى عنه عبد الحميد بن بهرام. ورواه أحمد (٢٧٥٧٢) عن هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الحميد به مطولا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لا أصافح النساء

  • 📜 حديث: إني لا أصافح النساء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني لا أصافح النساء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني لا أصافح النساء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني لا أصافح النساء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب