حديث: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مبايعة النساء

عن عائشة قالت: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال: «اذهبي فقد بايعتك».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٦٦: ٨٩) من طريق ابن وهب، حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت .

عن عائشة قالت: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال: «اذهبي فقد بايعتك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبين عظمة خلق النبي ﷺ وتعففه في تعامله مع النساء، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● ما مس... بيده امرأة قط: أي لم يلمس بيده امرأة أجنبية عنه (غير محرم له) مطلقًا.
● إلا أن يأخذ عليها: الاستثناء هنا مقيد بحالة واحدة وهي أخذ البيعة، والمقصود بـ "يأخذ عليها" أي يأخذ عهدها وموثقها على السمع والطاعة في المعروف.
● فإذا أخذ عليها فأعطته: أي إذا وضعت يدها في يده لأخذ البيعة.
● «اذهبي فقد بايعتك»: يقول لها بعد أخذ البيعة: اذهبي، فقد قبلت بيعتك وأتممتها.

2. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث العظيم عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها شهدت بأن رسول الله ﷺ لم يمس بيده امرأة أجنبية عنه قط في غير حالة ضرورية شرعية، وهي حالة أخذ البيعة على الإسلام والطاعة في المعروف. وكانت بيعة النساء في الإسلام تكون بالكلام دون المصافحة في الأصل، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12]، ولكن في بعض الروايات أن النبي ﷺ كان يبايع النساء بأخذ كلامهن فقط دون مصافحة، وهذه الرواية تبين أنه في حالات معينة كن يمددن أيديهن لأخذ البيعة، فكان ﷺ يأخذ على أيديهن دون أن يمسها مباشرة بل كان يضع ثوبًا أو غيره بين يديه ويد المرأة، كما في روايات أخرى.
وقوله: «اذهبي فقد بايعتك» فيه إشارة إلى سرعة إنهاء هذه الملامسة لأدنى سبب، فهو لا يمسك بيدها طويلاً، بل بمجرد أخذ العهد يطلب منها الانصراف مباشرة حفظًا لعفتها وعفته ﷺ.

3. الدروس المستفادة منه:


● عفة النبي ﷺ وتنزهه: الحديث يظهر أعلى درجات العفة والحياء في تعامل النبي ﷺ مع النساء، فهو قدوة للرجال في اجتناب اللمس المحرم أو المشبوه.
● الالتزام بضوابط الشريعة في التعامل مع النساء: حتى في الأمور الشرعية كبيعة النساء كان ﷺ حريصًا على تجنب اللمس المباشر ما أمكن.
● الحفاظ على حدود الله: البيعة أمر مشروع، لكن النبي ﷺ لم يستخدمها ذريعة للمساس بالنساء، بل كان حريصًا على أدائها بأقل قدر من التلامس.
● قدوة للأمة: على الرجال والنساء الاقتداء بهذا الأدب في التعامل، فإذا كان النبي ﷺ يتعفف بهذا الشكل مع أنه معصوم، فغيره أولى بالاحتياط.
● بيان أن بيعة النساء تكون بدون مصافحة في الأصل: كما دلت عليه الآية الكريمة، وهذه الحالة كانت استثناءً لحاجة البيعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "بيعة النساء" في كتب الحديث، وهو من الأحاديث التي استدل بها العلماء على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية.
- روى هذا الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- في رواية أخرى عند البخاري: «ما بايع رسول الله ﷺ النساء إلا بأن الله أمره»، وفي رواية: «كان لا يصافح النساء إلا من وراء حجاب».
- العلماء يستنبطون من هذا الحديث وجوب سد الذرائع إلى الفتنة، فالنبي ﷺ سد باب اللمس حتى في الأمور المشروعة إلا للحاجة الضرورية وبأقل قدر ممكن.
نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء بنبينا ﷺ في كل أقواله وأفعاله، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٨٦٦: ٨٩) من طريق ابن وهب، حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت .. فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها

  • 📜 حديث: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب