حديث: من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بقتل من خرج على الإمام وجماعة المسلمين

عن عرفجة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائنا من كان».
وفي لفظ: رأيت النبي ﷺ على المنبر يخطب الناس، فقال: «إنه سيكون بعدي هنات وهنات، فمن رأيتموه فارق الجماعة، أو يريد يفرق أمر أمة محمد ﷺ كائنا من كان، فاقتلوه؛ فإن يد الله على الجماعة، فإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٥٢) من طريق غندر، حدثنا شعبة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت عرفجة قال .

عن عرفجة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائنا من كان».
وفي لفظ: رأيت النبي ﷺ على المنبر يخطب الناس، فقال: «إنه سيكون بعدي هنات وهنات، فمن رأيتموه فارق الجماعة، أو يريد يفرق أمر أمة محمد ﷺ كائنا من كان، فاقتلوه؛ فإن يد الله على الجماعة، فإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا من أهل السنة والجماعة، المتمسكين بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ، المجتنبين للفرقة والاختلاف.
الحديث الشريف:
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عرفجة رضي الله عنه، وهو يحمل تحذيراً نبويّاً شديداً من الفتن والفرقة التي ستقع في الأمة، ويبين الحكم الشرعي فيمن يريد تفريق كلمتها.


1. شرح المفردات:


● هَنَاتٍ وَهَنَاتٍ: الهَنَة هي الفتنة والاختلاف، والمراد هنا أن هناك فتنًا متتالية واختلافات ستحدث بين المسلمين.
● يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ: أي يشتت شملها ويمزق وحدتها، ويدعو إلى الفرقة والتحزب.
● فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ: الأمر بقتاله وقتله إن لم يتب، وهذا أقصى درجات الزجر عن هذه الجريمة العظيمة.
● كَائِنًا مَنْ كَانَ: أي لا تنظروا إلى شخصه أو منصبه أو قبيلته، فالحكم عام.
● يَرْكُضُ: أي يجرى ويصحب، فالشيطان مع المنفردين المنشقين عن الجماعة.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن未来 будущее أمته، وأنها ستمر بفتن واختلافات شديدة (هَنَاتٍ وَهَنَاتٍ). ثم يضع ﷺ قاعدة عظيمة لحماية وحدة الأمة وصيانة جماعتها، فيأمر بقتال كل من يريد تفريق جماعة المسلمين، وإثارة الفرقة بينهم، سواء كان ذلك بالخروج على الإمام الشرعي، أو بإنشاء الأحزاب المتعارضة التي تفرق كلمة المسلمين، أو بالدعوة إلى الأفكار الهدامة التي تمزق صفهم.
والأمر بضربه بالسيف "كائنا من كان" تأكيد على خطورة هذه الجريمة، وأنها لا تُغتفر لشخص مهما كان مكانه أو نسبه، فلا عصمة لأحد بعد الأنبياء في مخالفة نصوص الشريعة.
وفي اللفظ الآخر تأكيد على أن "يد الله على الجماعة"، أي أن توفيق الله وحفظه وعونه مع جماعة المسلمين المستمسكين بكتاب الله وسنة نبيه، وأن الشيطان يكون مع المنشقين عنها ليوقعهم في الزلل والهلاك.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب لزوم جماعة المسلمين: والمراد بالجماعة هنا: جماعة المسلمين التي تتبع الكتاب والسنة وتطيع الإمام الشرعي، وليست أي جماعة أو حزب.
2- خطورة إثارة الفرقة والاختلاف: وأن ذلك من أعظم الذنوب وأخطرها على الأمة.
3- الحكم الشرعي فيمن يريد تفريق الأمة: أنه يُقاتل ويُقتل إن لم يتب، لأنه يُعتبر محارباً لله ورسوله.
4- العصمة ليست لأحد: فكل أحد يؤخذ من كلامه ويُترك إلا رسول الله ﷺ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
5- أن الشيطان يحاول النيل من الأمة: بتفريق كلمتها، وأن طريق النجاة هو التمسك بالجماعة والاعتصام بحبل الله المتين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في السمع والطاعة لولاة الأمر الشرعيين، وعدم الخروج عليهم، وترك الفرقة والاختلاف.
- ليس معنى الحديث منع الاجتهاد الشرعي أو الاختلاف في الفروع الفقهية المسموح بها، بل المراد الاختلاف المذموم الذي يؤدي إلى التفرق في الدين وتشتيت الأمة.
- يجب التفريق بين النصيحة الشرعية لأئمة المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة، وبين الخروج والتفريق للجماعة.
- الجماعة التي أمرنا بلزومها هي التي تكون على ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه، كما قال ﷺ: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي».
أسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق، وأن يحفظهم من الفرقة والاختلاف. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٨٥٢) من طريق غندر، حدثنا شعبة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت عرفجة قال .. فذكره.
واللفظ الثاني رواه النسائي (٤٠٢٠)، وصححه ابن حبان (٤٥٧٧) من طريقين آخرين عن زياد بن علاقة به. وإسناده صحيح.
وقوله: «هنات وهنات» الهنات جمع هنة وتطلق على كل شيء والمراد بها الفتن والأمور الحادثة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف

  • 📜 حديث: من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب