حديث: بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قتال الخوارج

عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي ﷺ بذهيبة، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد، ويدعنا قال: «إنما أتألفهم»، فأقبل رجل غائر العبين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجين، كث اللحية، محلوق فقال: اتق الله يا محمد! فقال: «من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني؟» فسأله رجلٌ قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه فلما ولى قال: «إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».

متفق عليه: رواه البخاري في الأنبياء (٤٤٣٣)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٣) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري .

عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي ﵁ إلى النبي ﷺ بذهيبة، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد، ويدعنا قال: «إنما أتألفهم»، فأقبل رجل غائر العبين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجين، كث اللحية، محلوق فقال: اتق الله يا محمد! فقال: «من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني؟» فسأله رجلٌ قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه فلما ولى قال: «إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي ﷺ إلى النبي ﷺ بذهيبة، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد، ويدعنا قال: «إنما أتألفهم»، فأقبل رجل غائر العبين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجين، كث اللحية، محلوق فقال: اتق الله يا محمد! فقال: «من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني؟» فسأله رجلٌ قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه فلما ولى قال: «إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».

شرح المفردات:


● ذهيبة: قطعة من الذهب.
● صناديد أهل نجد: زعماء وكبار القبائل في نجد.
● أتألفهم: أستجلِب مودتهم وأكسب ودهم للإسلام.
● غائر العينين: عميق العينين في رأسه.
● مشرف الوجنتين: مرتفع الوجنتين (العظمتين في الوجه).
● ناتئ الجبين: بارز الجبهة.
● كث اللحية: كثير شعر اللحية.
● محلوق: حليق الرأس.
● ضئضئ هذا: أصله أو نسله.
● يمرقون من الدين: يخرجون منه خروجاً سريعاً.
● مروق السهم من الرمية: خروج السهم من الصيد بسرعة وقوة.
● قتل عاد: إهلاكاً كاملاً كما أهلك الله قوم عاد.

شرح الحديث:


1- الحدث الرئيسي: أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة ذهب، فقسمها النبي عليه الصلاة والسلام على أربعة من زعماء القبائل في نجد، وهم من المشركين حديثي العهد بالإسلام أو من الذين يُرَجى إسلامهم.
2- رد فعل الصحابة: استنكر بعض الصحابة من قريش والأنصار هذا التقسيم، حيث أعطى النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الزعماء وترك أصحابه الذين تحملوا معه مشاق الدعوة، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم حكمته بأنه يتألفهم ليدخلوا في الإسلام أو ليثبتوا فيه.
3- موقف الرجل الجافي: جاء رجل (وهو ذو الخويصرة التميمي) بصفات جسمية مذكورة، وأنكر على النبي صلى الله عليه وسلم بتعالي وقلة أدب قائلاً: "اتق الله يا محمد!"، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم رداً بليغاً يبين مكانته عند الله تعالى.
4- منع النبي من قتله: طلب أحد الصحابة (وعلى الأرجح خالد بن الوليد) الإذن بقتل هذا الرجل، لكن النبي صلى الله عليه وسلم منعه، مما يدل على عفو النبي وحلمه وصبره على الأذى.
5- النبوءة العظيمة: بعد انصراف الرجل، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من نسله أو أصله سيكون قومٌ يقرءون القرآن لكنه لا يتجاوز حناجرهم (أي لا يفقهون معانيه ولا يعملون به)، ويخرجون من الدين كما يخرج السهم من الصيد، فيقتلون المسلمين ويتركون عبّاد الأوثان، ووعد النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لو أدركهم لقتلهم قتلاً شديداً.

الدروس المستفادة:


1- حكمة القيادة: شرعية التأليف على الإسلام بإعطاء من يرجى استمالتهم لدين الله، وهذا من السياسة الشرعية.
2- الثقة بالنبي صلى الله عليه وسلم: وجوب الثقة بقرارات النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته حتى لو خالفت ظنون الصحابة.
3- أدب المخاطبة: التحذير من سوء الأدب مع العلماء والولاة، وعدم التجرؤ على انتقادهم بغير علم.
4- التحذير من الخوارج: الحديث من أصرح الأحاديث في التحذير من فرقة الخوارج الذين يتشددون في الدين ويخرجون على الأمة ويستحلون دماء المسلمين.
5- العفو والحلم: مشروعية العفو عند المقدرة، والصبر على أذى الجاهلين.
6- معجزات النبوة: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأحداث مستقبلية وقعت كما أخبر، مما يزيد في إيمان المؤمنين.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- الرجل المذكون هو ذو الخويصرة التميمي، وهو من الخوارج الذين ظهروا بعد ذلك.
- قوله "يمرقون من الدين" يشبه وصف الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- الحديث يدل على أن القراءة المجردة بدون فهم وعمل لا تنفع صاحبها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأنبياء (٤٤٣٣)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٣) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة

  • 📜 حديث: بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب