حديث: تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن عليّ بن أبي طالب قتل مرحب اليهودي

عن سلمة بن الأكوع قال: فذكر حديثًا طويلًا وفيه: فوالله! ما لبثنا إِلَّا ثلاث ليال حتَّى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله ﷺ قال: فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم:
تالله! لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا.
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا.
وأنزلن سكينة علينا.
فقال رسول الله ﷺ: «من هذا؟» قال: أنا عامر. قال: «غفر لك ربك» قال: وما استغفر رسول الله ﷺ لإنسان يخصه إِلَّا استشهد. قال: فنادى عمر بن الخطّاب، وهو على جمل له: يا نبي الله! لولا ما متعتنا بعامر. قال: فلمّا قدّمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب.
إذا الحروب أقبلت تلهب.
قال: وبرز له عمي عامر، فقال:
قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر
قال: فاختلفا ضربتين. فوقع سيف مرحب في ترس عامر. وذهب عامر يسفل له.
فرجع سيفه على نفسه. فقطع أكحله. فكانت فيها نفسه. قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النَّبِيّ ﷺ يقولون: بطل عمل عامر. قتل نفسه. قال: فأتيت النَّبِيّ ﷺ وأنا أبكي. فقلت: يا رسول الله! بطل عمل عامر؟ . قال رسول الله ﷺ: «من قال ذلك؟» قال: قلت: ناس من أصحابك. قال: «كذب من قال ذلك. بل له أجره مرتين». ثمّ أرسلني إلى علي، وهو أرمد. فقال: «لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله» قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده، وهو أرمد. حتَّى أتيت به رسول الله ﷺ. فبسق في عينيه فبرأ. وأعطاه الراية. وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب.
إذا الحروب أقبلت تلهب.
فقال عليّ:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث الغابات كريه المنظره.
أوفيهم بالصاع كيل السندره.
قال: فضرب رأس مرحب فقتله. ثمّ كان الفتح على يديه.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٣٢: ١٨٠٧) من طريق عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي إياس بن سلمة، حَدَّثَنِي أبي، فذكره، وذكر بكامله في الحديبية.

عن سلمة بن الأكوع قال: فذكر حديثًا طويلًا وفيه: فوالله! ما لبثنا إِلَّا ثلاث ليال حتَّى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله ﷺ قال: فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم:
تالله! لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا.
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا.
وأنزلن سكينة علينا.
فقال رسول الله ﷺ: «من هذا؟» قال: أنا عامر. قال: «غفر لك ربك» قال: وما استغفر رسول الله ﷺ لإنسان يخصه إِلَّا استشهد. قال: فنادى عمر بن الخطّاب، وهو على جمل له: يا نبي الله! لولا ما متعتنا بعامر. قال: فلمّا قدّمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب.
إذا الحروب أقبلت تلهب.
قال: وبرز له عمي عامر، فقال:
قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر
قال: فاختلفا ضربتين. فوقع سيف مرحب في ترس عامر. وذهب عامر يسفل له.
فرجع سيفه على نفسه. فقطع أكحله. فكانت فيها نفسه. قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النَّبِيّ ﷺ يقولون: بطل عمل عامر. قتل نفسه. قال: فأتيت النَّبِيّ ﷺ وأنا أبكي. فقلت: يا رسول الله! بطل عمل عامر؟ . قال رسول الله ﷺ: «من قال ذلك؟» قال: قلت: ناس من أصحابك. قال: «كذب من قال ذلك. بل له أجره مرتين». ثمّ أرسلني إلى علي، وهو أرمد. فقال: «لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله» قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده، وهو أرمد. حتَّى أتيت به رسول الله ﷺ. فبسق في عينيه فبرأ. وأعطاه الراية. وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب.
إذا الحروب أقبلت تلهب.
فقال عليّ:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث الغابات كريه المنظره.
أوفيهم بالصاع كيل السندره.
قال: فضرب رأس مرحب فقتله. ثمّ كان الفتح على يديه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث الغزوات، يرويه الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، عن غزوة خيبر، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● يرتجز: ينشد الشعر بأسلوب الحرب والحماسة.
● يخطر بسيفه: يحركه ويتبختر به.
● شاكي السلاح: كامل السلاح.
● بطل مجرب: محنك ذو خبرة في القتال.
● يسفل له: يحاول ضربه من أسفل.
● أكحله: عرق في الذراع.
● أرمد: مصاب بالرمد في عينيه.
● بسق في عينيه: نفث فيهما بريقًا شفاءً.
● كليه الغابات: أسد الغابات.
● كريه المنظرة: مخيف المظهر.
● السندرة: مكيال معروف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يذكر سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قصة غزوة خيبر، وفيها:
1- شجاعة عامر بن الأكوع: كان عم سلمة، عامر بن الأكوع، يرتجز بشعر يحمس به المسلمين، يعترف بنعمة الله عليهم في الهداية والصدقة والصلاة، ويدعو الله أن يثبت أقدامهم وينزل السكينة عليهم.
2- دعاء النبي ﷺ له: عندما سمع النبي ﷺ شعره، سأل عنه ثم قال: "غفر لك ربك"، وكانت هذه إشارة إلى استشهاده، كما ذكر الراوي.
3- مبارزته لمرحب: عندما برز مرحب بطل اليهود، بارزه عامر بن الأكوع، وضرب كل منهما الآخر، ولكن سيف عامر انثنى على نفسه فأصاب أكحله (عرقًا في ذراعه) فمات بسببه.
4- الرد على من قال: بطل عمل عامر: ظن بعض الصحابة أن عامرًا قتل نفسه فبطل عمله، لكن النبي ﷺ أكد أن هذا القول خطأ، بل له أجران: أجر الجهاد وأجر الصبر على ما أصابه.
5- إعطاء الراية لعلي رضي الله عنه: ثم ذكر الحديث كيف أن النبي ﷺ أعطى الراية لعلي بن أبي طالب وهو أرمد، فبصق النبي ﷺ في عينيه فبرئا، ثم خرج وقتل مرحبًا، وفتح الله على يديه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل الجهاد في سبيل الله: الغزوة يظهر شجاعة الصحابة وتضحيتهم.
2- ثبات المؤمنين: الشعر الذي أنشده عامر يظهر توكلهم على الله وثقتهم به.
3- بركة دعاء النبي ﷺ: دعاؤه ﷺ لعامر بالغفران وشفاء علي يدل على بركته.
4- خطء الظن السيء: لا يجوز للمسلم أن يظن بسوء بعمل المؤمن المجاهد، بل يجب حمل الأمر على أحسن المحامل.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٣٢: ١٨٠٧) من طريق عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي إياس بن سلمة، حَدَّثَنِي أبي، فذكره، وذكر بكامله في الحديبية.
وأمّا ما رواه محمد بن إسحاق قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل أخي بني حارثة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانًا وحينا أضرب ... إذا الليوث أقبلت تلهب
إن حماي للحمى لا يقرب
وهو يقول: من مبارز؟ فقال رسول الله ﷺ: «من لهذا؟» فقال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول الله! أنا والله الموتور الثائر، قتلوا أخي بالأمس، قال: «فقم إليه اللهم، أعنه عليه» فلمّا دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة عُمرِية من شجر العُشَر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه، حتَّى برز كل واحد منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم، ما فيها فنن، ثمّ حمل مرحب على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة، فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته، وضربه محمد بن مسلمة حتَّى قتله. فهو شاذ.
أخرجه أحمد (١٥١٣٤) وأبو يعلى (١٨٦١) والحاكم (٣/ ٤٣٦ - ٤٣٧) كلّهم من حديث محمد بن إسحاق بإسناده مثله. وهو في سيرة ابن هشام (٢/ ٣٣٣ - ٣٣٤) ظاهر إسناده حسن إِلَّا أن محمد بن إسحاق أخطأ فيه، فإن أهل السير والمغازي متفقون على أن عليّ بن أبي طالب قتل مرحب اليهودي.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه على أن الأخبار المتواترة بإسناده كثيرة أن قاتل مرحب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 543 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

  • 📜 حديث: تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب