حديث: إخراج اليهود من خيبر ونصف الثمر للمسلمين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب للإمام عقد الصلح والأمان بالشروط التي يراها، وله إجلاء أهل الذمة إذا شعر بخطورتهم

عن ابن عمر أن عمر بن الخطّاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله ﷺ، لما ظهر على خيبر، أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين، وأراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسول الله ﷺ ليقرهم بها أن يكفوا عملها، ولهم نصف الثمر، فقال رسول الله ﷺ: «نقركم بها على ذلك ما شئنا». فقروا بها حتَّى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٨) ومسلم في المساقاة (٦: ١٥٥١) كلاهما من حديث عبد الرزّاق، أخبرنا ابن جريج، حَدَّثَنِي موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر أن عمر بن الخطّاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله ﷺ، لما ظهر على خيبر، أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين، وأراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسول الله ﷺ ليقرهم بها أن يكفوا عملها، ولهم نصف الثمر، فقال رسول الله ﷺ: «نقركم بها على ذلك ما شئنا». فقروا بها حتَّى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم له دلالات مهمة في سياسة الدولة الإسلامية وتعامُلها مع غير المسلمين. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● أجلى: طرد وأخرج من البلد.
● أرض الحجاز: المنطقة التي تضم مكة والمدينة وما حولهما، وهي قلب دولة الإسلام.
● ظهر على خيبر: انتصر على يهود خيبر وفتحها.
● لكفوا عملها: ليعملوا بها ويزرعوها.
● نقركم بها: نترككم فيها ونمكّنكم.
● تيماء وأريحاء: مناطق خارج الحجاز، وهي من أرض الشام.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بإجلاء اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وذلك امتثالاً لرغبة رسول الله ﷺ التي لم يتم تنفيذها بالكامل في حياته.
القصة كاملة:
بعد أن انتصر رسول الله ﷺ على يهود خيبر، أصبحت أرضهم ملكاً للمسلمين by الفتح. أراد النبي ﷺ إخراج اليهود منها تماماً. لكن اليهود توسلوا إليه أن يتركهم في الأرض ليعملوا فيها ويزرعوها، لأنهم خبراء في الزراعة، وعرضوا أن يأخذوا نصف الثمر ويعطوا المسلمين النصف الآخر. فوافق النبي ﷺ على ذلك بشرط أن يبقيهم "ما شاء الله" من الزمن، أي أن الأمر خاضع لإرادة المسلمين وقيادتهم. فبقوا على هذا الحال طوال عهد النبي ﷺ وعهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ولما جاء عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رأى أن يحقق رغبة النبي ﷺ الأولى في إخلاء الحجاز من اليهود، فقام بإجلائهم إلى تيماء وأريحاء (وهما في الشام، خارج منطقة الحجاز)، وأعطاهم جزءاً من الغلال تعويضاً لهم كما ورد في روايات أخرى.

3. الدروس المستفادة منه:


● سيادة الدولة الإسلامية: الحديث يظهر حق الدولة الإسلامية في إدارة أراضيها واتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لأمنها واستقرارها، خاصة في أماكنها المقدسة وقلب عاصمتها (الحجاز).
● الوفاء بالعهود: النبي ﷺ وفي بالعهد الذي أعطاه ليهود خيبر، ولم يخرجهم طوال مدة العهد. وهذا من أدب الإسلام في الوفاء بالعقود.
● الحكمة في التعامل: موافقة النبي ﷺ على بقائهم للاستفادة من خبرتهم في الزراعة دليل على الحكمة والمرونة في إدارة الدولة واستغلال الموارد.
● تطبيق سنة النبي ﷺ: عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يفعل هذا من تلقاء نفسه، بل كان ينفذ ما أراده النبي ﷺ أساساً، مما يدل على حرص الخلفاء الراشدين على تطبيق سنة النبي.
● حرمة الحجاز: إجلاء غير المسلمين من الحجاز فيه تأكيد على خصوصية هذه الأرض ومكانتها في الإسلام.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الإجلاء كان لسببين رئيسيين:
1. تحقيق رغبة النبي ﷺ.
2. حماية قدسية الحجاز وخصوصيته كمركز للدولة الإسلامية ومنعاً لأي مؤامرات قد تدبر ضد المسلمين في عقر دارهم، خاصة بعدما ظهر من غدر بعض اليهود سابقاً.
- المعاملة كانت إنسانية، حيث أعطاهم عمر رضي الله عنه تعويضاً من الغلال كما في رواية الإمام مالك في الموطأ.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على أنه لا يجور لغير المسلم الإقامة الدائمة في الحجاز، خاصة مكة والمدينة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٨) ومسلم في المساقاة (٦: ١٥٥١) كلاهما من حديث عبد الرزّاق، أخبرنا ابن جريج، حَدَّثَنِي موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 546 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إخراج اليهود من خيبر ونصف الثمر للمسلمين

  • 📜 حديث: إخراج اليهود من خيبر ونصف الثمر للمسلمين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إخراج اليهود من خيبر ونصف الثمر للمسلمين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إخراج اليهود من خيبر ونصف الثمر للمسلمين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إخراج اليهود من خيبر ونصف الثمر للمسلمين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب