حديث: عامل النبي خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب معاملة النَّبِيّ ﷺ أهل خيبر

عن ابن عمر قال: عامل النَّبِيّ ﷺ خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٢٩) ومسلم في المساقاة (١: ١٥٥١) كلاهما
من حديث يحيى (وهو القطان) عن عبيد الله، أخبرني نافع، عن ابن عمر فذكره، واللّفظ للبخاريّ.

عن ابن عمر قال: عامل النَّبِيّ ﷺ خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم في باب المعاملات الزراعية والاقتصادية في الإسلام، وقد رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

الحديث بلفظه:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "عَامَلَ النَّبِيُّ ﷺ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا مِنْ ثَمَرٍ أَوْ زَرْعٍ."

شرح المفردات:


● عامل: أي عقد معهم معاملة، وهي نوع من الشركة.
● خيبر: هي أرض ذات بساتين ونخيل، كانت تسكنها قبائل يهودية في شمال المدينة المنورة، فتحها المسلمون في السنة السابعة للهجرة.
● بشطر: الشطر النصف، أي بنصف ما تنتجه الأرض.
● ثمر أو زرع: الثمر ما يخرج من الأشجار كالتمر والعنب، والزرع ما يخرج من الأرض كالحبوب والبقول.

شرح الحديث:


لما فتح النبي ﷺ خيبر، ترك الأرض بأيدي اليهود ليعملوا فيها، لأنهم كانوا أعلم بزراعتها وأكثر خبرة بها، وجعل العقد بينهم على أن يأخذ المسلمون نصف ما تنتجه الأرض من المحاصيل، سواء كانت من الثمار أو الحبوب. وهذا النوع من المعاملة يسمى في الفقه المزارعة أو المساقاة.

الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز المزارعة والمساقاة: وهي أن يعطي صاحب الأرض أرضه لشخص آخر ليزرعها أو يسقيها، على أن يكون الخارج من الزرع بينهما بنسبة متفق عليها، كالنصف أو الثلث. وهذا دليل على مرونة الشريعة الإسلامية في المعاملات الاقتصادية التي تحقق مصلحة الطرفين.
2- الاستفادة من الخبرات: النبي ﷺ استفاد من خبرة اليهود في الزراعة، مع أنهم كانوا تحت حكم المسلمين، مما يدل على أهمية الاستفادة من الكفاءات والخبرات بغض النظر عن الدين أو العرق، ما دامت في إطار المباح.
3- تحقيق العدالة في توزيع الثروة: هذا النوع من العقود يشجع على استصلاح الأراضي وزراعتها، ويوزع العائد بين صاحب الأرض والعامل، مما ينمي الاقتصاد ويقلل من البطالة.
4- التعامل مع غير المسلمين بإنصاف: النبي ﷺ عامل اليهود معاملة عادلة، ولم يصادر أرضهم كليًا، بل ترك لهم حق العمل والانتفاع، مع مشاركتهم في الناتج. وهذا من أدب الإسلام في التعامل مع غير المسلمين.
5- مراعاة الظروف والواقع: النبي ﷺ لم يجبر اليهود على ترك أراضيهم، بل أبقاهم فيها لتحقيق المصلحة العامة، مما يدل على مراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

معلومات إضافية:


- هذه المعاملة كانت بعد فتح خيبر، حيث أصبحت أرضًا للمسلمين بالغنيمة، لكن النبي ﷺ آثر الاستفادة منها بطريقة عملية.
- استمرت هذه المعاملة في عهد الخلفاء الراشدين، ثم أنهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعاملة مع يهود خيبر لأسباب سياسية وأمنية.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أحكام المزارعة والمساقاة، وشروطها، مثل أن تكون الشروط واضحة، وأن يكون العمل والرأس مال (البذر) من العامل، والأرض من المالك، وغير ذلك من التفاصيل الفقهية.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٢٩) ومسلم في المساقاة (١: ١٥٥١) كلاهما
من حديث يحيى (وهو القطان) عن عبيد الله، أخبرني نافع، عن ابن عمر فذكره، واللّفظ للبخاريّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 544 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عامل النبي خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

  • 📜 حديث: عامل النبي خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عامل النبي خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عامل النبي خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عامل النبي خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب