أقركم فيها على ذلك ما شئنا

حديث: أقركم فيها على ذلك ما شئنا

عن ابن عمر قال: لما افتتحت خيبر سألت يهود رسول الله ﷺ أن يقرهم فيها على أن يعملوا على نصف ما خرج منها من الثمر والزرع فقال رسول الله ﷺ: «أقركم فيها على ذلك ما شئنا» وفيه: وكان الثمريقسم على السهمان من نصف خيبر، فيأخذ رسول الله ﷺ الخمس.

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (٤: ١٣٠١) عن أبي الطاهر، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
الحديث:
عن ابن عمر قال: لما افتتحت خيبر سألت يهود رسول الله ﷺ أن يقرهم فيها على أن يعملوا على نصف ما خرج منها من الثمر والزرع فقال رسول الله ﷺ: «أقركم فيها على ذلك ما شئنا» وفيه: وكان الثمر يقسم على السهمان من نصف خيبر، فيأخذ رسول الله ﷺ الخمس.

1. شرح المفردات:

● افتُتحت خيبر: أي فُتحت عنوةً وقهرًا بعد قتال.
● أقرّكم: يترككم فيها مقيمين.
● يعملوا على نصف ما خرج منها: أي يعملوا الأرض ويستصلحوها، ويكون لهم نصف الخارج من الثمار والزرع.
● ما شئنا: أي مدة مشيئتنا وإرادتنا، وليست مدة مطلقة لهم.
● السهمان: جمع سهم، وهو نصيب كل مجاهد من الغنيمة.
● يأخذ رسول الله ﷺ الخمس: أي الخمس الواجب من الغنيمة قبل التقسيم.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يتعلق بفتح خيبر، وهي أرض كبيرة ذات بساتين ونخيل، فتحها المسلمون في السنة السابعة للهجرة. بعد الفتح، طلب يهود خيبر من النبي ﷺ أن يتركهم فيها ليعملوا في الأرض، على أن يأخذوا نصف الخارج من الثمار والزرع، والنصف الآخر للمسلمين. فوافق النبي ﷺ على ذلك بشرط أن يبقوا فيها مدة مشيئة المسلمين، وليس ملكًا دائمًا لهم.
وكانت الأرض بعد الفتح قد صارت غنيمة للمسلمين، فقسمت على الغانمين، ولكن لم يقسم العين (الأرض نفسها)، بل تركت لليهود ليعملوا فيها على أن يأخذ المسلمون نصف إنتاجها. وكان هذا النصف يقسم على المجاهدين حسب سهامهم، بعد أن يؤخذ منه الخمس أولاً لبيت مال المسلمين.

3. الدروس المستفادة:

1- جواز المُزارعة والمشاركة في الزراعة: حيث أقر النبي ﷺ اليهود على العمل في أرض خيبر مقابل نصف الإنتاج.
2- مراعاة المصلحة العامة: حيث رأى النبي ﷺ أن مصلحة المسلمين تقتضي استبقاء اليهود للعمل في الأرض؛ لأن المسلمين كانوا مشغولين بالجهاد ولم يكن لديهم الخبرة الكافية في الزراعة.
3- أن الأرض المفتوحة عنوةً تكون ملكًا للمسلمين: وليس لأهلها الحق فيها إلا بإذن الإمام.
4- تطبيق نظام الخمس في الغنائم: حيث كان النبي ﷺ يأخذ الخمس من الغنيمة قبل تقسيم الباقي على المجاهدين.
5- الحكمة في التعامل مع أهل الذمة: حيث عاملهم النبي ﷺ معاملة تحقق المصلحة للطرفين.

4. معلومات إضافية:

- استمر اليهود في العمل في خيبر إلى أن أجلاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الجزيرة العربية تنفيذًا لوصية النبي ﷺ: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب».
- هذا النوع من العقود يسمى "المزارعة" أو "المساقاة"، وهي جائزة بشروطها المعروفة في الفقه.
- كان هذا الاتفاق مؤقتًا بمشيئة المسلمين، مما يدل على أن الأرض ملك للمسلمين وليست ملكًا لليهود.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (٤: ١٣٠١) عن أبي الطاهر، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 545 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقركم فيها على ذلك ما شئنا

📜 حديث: أقركم فيها على ذلك ما شئنا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقركم فيها على ذلك ما شئنا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقركم فيها على ذلك ما شئنا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقركم فيها على ذلك ما شئنا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية