حديث: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠)﴾

عن بريدة قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا أمّر أميرًا على جيش، أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا باسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا، ولا تغلّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا. . .».

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (٣: ١٧٣١) من طرق عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه فذكره في حديث طويل.

عن بريدة قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا أمّر أميرًا على جيش، أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا باسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا، ولا تغلّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا. . .».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه توجيهات نبوية كريمة تتعلق بآداب الجهاد وأخلاق الحرب في الإسلام، والتي تظهر سماحة هذا الدين وعدالته حتى في أقسى الظروف.

أولاً. شرح المفردات:


● أمّر أميرًا: جعله قائدًا ورئيسًا.
● سرية: مجموعة قتالية صغيرة (عادة أقل من 400 فرد) تخرج في مهمة عسكرية محددة.
● أوصاه في خاصته: نصحه على انفراد، مما يدل على أهمية هذه الوصية وخصوصيتها.
● تقوى الله: الخوف من الله تعالى بفعل طاعته واجتناب معصيته في السر والعلن.
● اغزوا: اخرجوا للقتال في سبيل الله.
● لا تغلّوا: لا تخونوا في الغنائم بأن تأخذوا شيئًا منها لأنفسكم قبل تقسيمها.
● لا تغدروا: لا تخونوا العهود والمواثيق، ولا تنقضوا العهد مع العدو.
● لا تمثلوا: لا تمثلوا بالقتلى بتشويه أجسادهم أو بقر بطونهم أو غير ذلك.
● ولا تقتلوا وليدًا: لا تقتلوا الأطفال الصغار.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل بريدة -رضي الله عنه- هدي النبي ﷺ عندما كان يعهد إلى أحد أصحابه بقيادة حملة عسكرية. فكان ﷺ لا يكتفي بإعطائه الأوامر العسكرية فحسب، بل كان يأخذه جانبًا ويوصيه بوصايا خاصة شديدة الأهمية، تبدأ بأمره بتقوى الله، والتي هي أساس كل خير، ثم ينصحه بأن يحسن معاملة من معه من الجنود المسلمين.
ثم يأتي بعد ذلك إلى التوجيهات المتعلقة بالعدو والقتال نفسه، فيأمرهم بأن يخرجوا للقتال بنية خالصة لله تعالى، وفي سبيله وحده، لا لحظوظ النفس أو طلب الغنائم أو السمعة. ويأمرهم بقتال من كفر بالله وحارب المسلمين.
ثم ينهى عن جملة من الأفعال المشينة التي كانت شائعة في حروب الجاهلية:
● الغُلول (الخيانة في الغنائم): لأنه إخلال بالأمانة وإضرار بحقوق بقية الجنود.
● الغدر: وهو نقض العهود والمواثيق، وهو من أقبح الصفات حتى مع الأعداء.
● المثلة: وهو تشويه جثث القتلى، وهو عمل همجي لا يقره الإسلام.
● قتل الأطفال: وهم غير المكلفين الذين لا مشاركة لهم في القتال.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- أهمية تقوى الله في كل الأحوال: خاصة في مواطن القوة والسلطة، حيث يغري الإنسانَ منصبهُ فيظلم أو يتجبر.
2- الرفق بالجنود وحسن قيادتهم: فالقيادة الناجحة هي التي تحسن معاملة مرؤوسيها وترعاهم.
3- إخلاص النية في الجهاد: فلا يكون القتال من أجل عصبية أو طمع، بل يجب أن يكون "في سبيل الله".
4- التميز الأخلاقي للأمة الإسلامية: فالإسلام يضع ضوابط أخلاقية صارمة حتى في ساحة الحرب، مما يرفع من قيمة الإنسان ويحفظ كرامته.
5- تحريم الغدر والخيانة: وهذا يشمل الغدر في العهود وفي المال (الغنائم).
6- الرحمة حتى بالأعداء: فتحريم المثلة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ (كما في روايات أخرى) دليل على رحمة الإسلام وعدالته.
7- أن الغاية لا تبرر الوسيلة: فالنصر العسكري لا يجوز أن يتحقق بوسائل همجية أو أفعال مشينة تنتهك المبادئ الأخلاقية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه الوصايا جزء من "القانون الدولي الإنساني" في الإسلام، والذي سبق المواثيق الحديثة بقرون.
- في روايات أخرى للحديث تتمة لهذه الوصايا، مثل النهي عن قتل النساء والشيوخ والرهبان في صوامعهم، ما لم يشاركوا في القتال.
- هذه التوجيهات تبرز أن الإسلام دين حضارة وأخلاق، وليس دين عنف وإرهاب كما يصوره أعداؤه.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (٣: ١٧٣١) من طرق عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه فذكره في حديث طويل.
والاعتداء هو المناهي الواردة في السنن والآثار مثل المثلة، والغلول، وقتل النساء، والصبيان، والشيوخ الذين لا رأي لهم، ولا قتال فيهم، والرهبان، وأصحاب الصوامع، وتحريق الأشجار، وقتل الحيوان لغير المصلحة، روي ذلك عن جماعة من الصحابة والتابعين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 113 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

  • 📜 حديث: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب