حديث: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥)﴾

عن حذيفة: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥) قال: نزلت في النفقة.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٦) عن إسحاق، أخبرنا النضر، حدّثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل، عن حذيفة فذكره.

عن حذيفة: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥)﴾ قال: نزلت في النفقة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديثٌ مباركٌ يرويه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وهو يفسر لنا قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

أولاً. شرح المفردات:


● أَنْفِقُوا: بذل المال في وجوه الخير والبر، خاصة في الجهاد والدعوة إلى الله.
● سَبِيلِ اللَّهِ: طريق الله الذي شرعه، ويشمل كل ما يقرب إليه، وأعظمه الجهاد في سبيله.
● تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ: تتعرضوا للهلاك بأنفسكم، إما ببخلكم وعدم إنفاقكم، أو بتعريض أنفسكم للخطر بغير حكمة.
● أَحْسِنُوا: أتقنوا أعمالكم وأخلصوها لله، وأحسنوا في النفقة والعبادة والمعاملة.
● يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ: يرضى عنهم ويجازيهم بأحسن الجزاء.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا حذيفة رضي الله عنه أن هذه الآية الكريمة نزلت في شأن النفقة في سبيل الله، وذلك عندما كان بعض المسلمين يتخوفون من إنفاق أموالهم في الجهاد، فيفقدونها ويصبحون فقراء، فبين الله تعالى أن هذا الإنفاق هو عين السلامة والنجاة، وأن البخل وعدم الإنفاق هو الذي يؤدي إلى الهلاك الحقيقي، سواء الهلاك في الدنيا بالذل والهزيمة، أو في الآخرة بالعذاب.
وقوله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} يحمل معنيين:
1- الهلاك المادي والمعنوي بالبخل: فمن يبخل بماله ولا ينفق في سبيل الله، يعرض نفسه لهلاك الإيمان والقوة، لأن النفقة سبب للنصر والتقوى.
2- الهلاك بالتَّهوُّر: فلا يفهم من الآية أن يُهمل الإنسان نفسه ويُعرِّضها للخطر بغير حكمة، بل يجب أن يتخذ الأسباب مع التوكل على الله.
ثم يأمر الله بالإحسان في كل شيء، ومنه الإحسان في النفقة بأن تكون من طيب المال، وبإخلاص وطيب نفس، وفي الوقت المناسب.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل النفقة في سبيل الله: فهي سبب للنجاة من الهلاك، وجلب للبركة والنصر.
2- التحذير من البخل: فهو طريق إلى الهلاك الدنيوي والأخروي.
3- التوازن بين التوكل والأخذ بالأسباب: فلا نتعرض للتهلكة بتفريط أو إفراط.
4- الإحسان في العبادة والعمل: فالله يحب من أحسن في كل شيء.
5- أن تفسير الصحابة للقرآن له مكانة عظيمة: فهم أعلم الناس بمراد الله تعالى.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد القرآن.
- النفقة في سبيل الله تشمل: الجهاد، والدعوة، وبناء المساجد، ونشر العلم، ومساعدة المحتاجين.
- من أعظم النفقة: النفقة على الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله.
نسأل الله أن يجعلنا من المنفقين المحسنين، وأن ينجينا من التهلكة في الدنيا والآخرة.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٦) عن إسحاق، أخبرنا النضر، حدّثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل، عن حذيفة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

  • 📜 حديث: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب