حديث: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (١٩٣)﴾

عن نافع، عن ابن عمر، قال: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي ﷺ، فما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن اللَّه حرم دم أخي، قالا: ألم يقل اللَّه: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ قال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين للَّه، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير اللَّه.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٣) عن محمد بن بشار، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن نافع، عن ابن عمر، قال: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي ﷺ، فما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن اللَّه حرم دم أخي، قالا: ألم يقل اللَّه: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ قال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين للَّه، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير اللَّه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن نافع، عن ابن عمر، قال: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي ﷺ، فما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن اللَّه حرم دم أخي، قالا: ألم يقل اللَّه: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ قال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين للَّه، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير اللَّه.


1. شرح المفردات:


● أتاه رجلان: جاءه شخصان.
● في فتنة ابن الزبير: أثناء الفتنة التي حدثت في زمن عبد الله بن الزبير عندما خرج على بني أمية وطالب بالخلافة.
● ضيعوا: قصروا وتهاونوا في الأمر.
● ما يمنعك أن تخرج؟: ما الذي يمنعك من الخروج للقتال معنا؟
● حرم دم أخي: أي حرم قتل المسلم.
● وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ: الآية 193 من سورة البقرة.
● حتى تكون فتنة: حتى تحدث فتنة وفرقة.


2. شرح الحديث:


جاء رجلان إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خلال الفتنة التي وقعت بين عبد الله بن الزبير وبني أمية، وحثاه على الخروج للقتال معهما بحجة أنه ابن عمر وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الناس قد تقاعسوا عن الخروج.
فأجابهما ابن عمر رضي الله عنه بأن ما يمنعه هو تحريم الله لدم المسلم، أي أنه لا يجوز قتل المسلم بغير حق.
فاستشهد الرجلان بآية من القرآن تأمر بالقتال حتى تزول الفتنة، وهي قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة: 193].
فرد عليهما ابن عمر رضي الله عنه بردٍّ حكيمٍ وبصيرةٍ نافذةٍ، موضحًا أن هذه الآية نزلت في الكفار، حيث قاتل المسلمون المشركين حتى زالت الفتنة - وهي الشرك - وصار الدين لله. أما هذان الرجلان فـ"تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة" أي حتى تحدث فرقة واقتتال بين المسلمين، "ويكون الدين لغير الله" أي يصير الأمر لغير شرع الله، بل للهوى والطمع الدنيوي.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحذر من الفتن والاقتتال بين المسلمين: الحديث تحذير عظيم من الوقوع في الفتن واختلاف الكلمة، وبيان خطورة إراقة دماء المسلمين بغير حق.
2- الفهم الصحيح للنصوص الشرعية: ليس كل قتال مشروعًا، بل يجب فهم النصوص في سياقها الصحيح. فالآية التي استدل بها الرجلان نزلت في قتال الكفار، وليس في قتال المسلمين بعضهم بعضًا.
3- الورع والتبصر في الأمور: موقف ابن عمر رضي الله عنه يظهر ورعه وحكمته وبصيرته، حيث لم ينخدع بالشبهة التي قدمها الرجلان، بل فندها بحكمة وعلم.
4- تحريم دم المسلم: يؤكد الحديث على عظمة دم المسلم وأنه لا يحل إلا بحق.
5- عدم التسرع في الخروج على الحكام: كان موقف ابن عمر رضي الله عنه متزنًا وحكيمًا، حيث предостَر من الدخول في الفتنة، وهو موقف many صحابة آخرين آثروا السلامة ووحدة الصف.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الفتنة المقصودة: هي الفتنة التي وقعت بين عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان، والتي أدت إلى اقتتال بين المسلمين.
● موقف العلماء من الخروج في الفتن: ذهب many أهل العلم إلى وجوب السكوت وعدم الخروج في الفتنة إذا خشي المسلم على دينه ووحدة المسلمين، وهذا من الحكمة والبصيرة.
● المرجعية في فهم النصوص: يجب الرجوع إلى فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية وعدم تأويلها وفق الأهواء.

أسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوحد صف المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق والهدى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٣) عن محمد بن بشار، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
قال البخاريّ (٤٥١٤): وزاد عثمان بن صالح، عن وهب قال: أخبرني فلان وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري: أن بكير بن عبد اللَّه حدثه، عن نافع: أن رجلًا أتى ابن عمر فقال له: يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحج عاما وتعتمر عامًا، وتترك الجهاد في سبيل اللَّه، وقد علمت ما رغب اللَّه فيه؟ فقال: يا ابن أخي، بني الإسلام على خمس: الإيمان باللَّه ورسوله، والصلوات الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت، قال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمعِ ما ذكر اللَّه في كتابه: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الحجرات: ٩﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ قال: فعلنا على عهد النبي ﷺ وكان الإسلام قليلًا، وكان الرجل يفتن في دينه: إما قتلوه أو عذبوه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة.
قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكان اللَّه عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه، وأما علي فابن عم رسول اللَّه ﷺ وختنه، وأشار بيده فقال: هذا بيته حيث ترون. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله

  • 📜 حديث: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب