حديث: حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥)﴾

عن أسلم أبي عمران التجيبي، قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيمًا من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان اللَّه يلقي بيديه إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: يا أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز اللَّه الإسلام وكثر ناصِروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول اللَّه ﷺ: إن أموالنا قد ضاعت، وإن اللَّه قد أعز الإسلام وكثر ناصِروه، فلو أقمنا في أموالنا، فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل اللَّه على نبيه ﷺ يرد علينا ما قلنا: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ فكانت التهلكة الإقامة
على الأموال وإصلاحها، وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب شاخصًا في سبيل اللَّه حتى دفن بأرض الروم.

صحيح: رواه أبو داود (٢٥١٢) والترمذي (٢٩٧٢) وابن أبي حاتم (١/ ٣٣٠ - ٣٣١) وصحّحه ابن حبان (٤٧١١) والحاكم (٢/ ٨٤) كلهم من حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم بن أبي عمران فذكره واللفظ للترمذي.

عن أسلم أبي عمران التجيبي، قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيمًا من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان اللَّه يلقي بيديه إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: يا أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز اللَّه الإسلام وكثر ناصِروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول اللَّه ﷺ: إن أموالنا قد ضاعت، وإن اللَّه قد أعز الإسلام وكثر ناصِروه، فلو أقمنا في أموالنا، فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل اللَّه على نبيه ﷺ يرد علينا ما قلنا: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ فكانت التهلكة الإقامة
على الأموال وإصلاحها، وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب شاخصًا في سبيل اللَّه حتى دفن بأرض الروم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل أسلم أبو عمران التجيبي رضي الله عنه، وفيه قصة توضح المعنى الصحيح لآية من كتاب الله، وتكشف عن فهم السلف الصالح للجهاد في سبيل الله. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شروح الحديث عند أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● صف عظيمًا: جماعة كبيرة من المقاتلين مصطفين للقتال.
● يلقي بيديه إلى التهلكة: يعرض نفسه للهلاك والموت.
● تأولون: تفسّرون.
● شاخصًا: مسافرًا مجاهدًا في سبيل الله.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي أسلم أبو عمران أنه كان في غزوة بأرض الروم (الإمبراطورية البيزنطية)، فخرج جيش كبير من الروم للمواجهة، وخرج المسلمون بمثل عددهم أو أكثر. وكان على أهل مصر القائد عقبة بن عامر، وعلى جميع المجاهدين فضالة بن عبيد رضي الله عنهما.
ثم حمل أحد المجاهدين المسلمين بمفرده على صفوف الروم حتى دخل بينهم، فتعجب الناس وقالوا: "سبحان الله! هذا يلقي بنفسه إلى التهلكة!" مستشهدين بقوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].
فقام أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه – وهو من كبار الصحابة – وأخبرهم أنهم فهموا الآية خطأً، وبيّن أن الآية نزلت في الأنصار خاصة عندما فتح الله على الإسلام وكثر أنصاره. فقال بعض الأنصار سرًا: "إن أموالنا قد ضاعت بسبب انشغالنا بالجهاد، فلو أقمنا في أموالنا وأصلحناها". فأنزل الله الآية لتصحيح هذا الفهم: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، يعني أن التهلكة الحقيقية هي التخلف عن الجهاد والانشغال بإصلاح المال عن القتال في سبيل الله.
واستمر أبو أيوب رضي الله عنه في الجهاد حتى توفي ودفن في أرض الروم (وهي القسطنطينية الآن).

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الفهم الصحيح للآيات: يجب الرجوع إلى فهم السلف الصالح للقرآن الكريم، وعدم تفسيره بآراء شخصية.
2- فضل الجهاد في سبيل الله: الجهاد ذروة سنام الإسلام، والتخلف عنه بمجرد الخوف على المال أو النفس قد يكون من التهلكة.
3- استمرارية الجهاد: أبو أيوب الأنصاري بقي مجاهدًا حتى مات في أرض الغربة، مما يدل على عظم همة الصحابة رضي الله عنهم.
4- الرد على المتخلفين: الحديث يرد على من يتعلل بالتخلف عن الجهاد بحجة الحفاظ على النفس أو المال.

رابعًا. معلومات إضافية:


- رواه أبو داود في سننه، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- قبر أبي أيوب الأنصاري معروف في إسطنبول بتركيا، وهو من المواقع التاريخية المهمة.
- الحديث يبين أن التهلكة المنهي عنها في الآية هي التخلف عن الجهاد عند الحاجة إليه، وليس التقدم فيه كما فهم بعض الناس.
أسأل الله أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، والمقتدين بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥١٢) والترمذي (٢٩٧٢) وابن أبي حاتم (١/ ٣٣٠ - ٣٣١) وصحّحه ابن حبان (٤٧١١) والحاكم (٢/ ٨٤) كلهم من حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم بن أبي عمران فذكره واللفظ للترمذي.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: هذا وهم منه ﵀؛ فإن الشيخين لم يخرجا لأسلم أبي عمران وهو أسلم بن يزيد إلا أنه ثقة، وثّقه النسائيّ وغيره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم

  • 📜 حديث: حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب