حديث: يُرفع العلم حتى لا ترى خاشعًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع العلم وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان

عن عوف بن مالك الأشجعيّ، أنّ رسول اللَّه ﷺ نظر إلى السماء يومًا، فقال: «هذا أوانُ يُرفعُ العلم». فقال رجلٌ من الأنصار يقال له: لبيد بن زياد: يا رسول اللَّه! يُرفعُ العلم، وقد أُثبِتَ ووعتْه القلوب؟ ! فقال له رسول اللَّه ﷺ: «إن كنتُ لأحسبُك من أفقه أهل المدينة». وذكر له ضلالة اليهود والنّصارى على ما في أيديهم من كتاب اللَّه. قال: فلقيتُ شدّاد بن أوْس، فحدّثتهُ بحديث عوف بن مالك، فقال: صدق عوفٌ، ألا أخبرُك بأوّل ذلك يرفع؟ قلت: بلى. قال: الخشوع، حتّى لا ترى خاشعًا.

صحيح: رواه النسائيّ في السنن الكبرى (٥٨٧٨) عن الربيع بن سليمان، ثنا عبد اللَّه بن وهب، قال: سمعت اللّيث بن سعد، يقول: حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشيّ، عن جبير بن نفير، قال: حدّثني عوفُ بن مالك الأشجعي، فذكره.

عن عوف بن مالك الأشجعيّ، أنّ رسول اللَّه ﷺ نظر إلى السماء يومًا، فقال: «هذا أوانُ يُرفعُ العلم». فقال رجلٌ من الأنصار يقال له: لبيد بن زياد: يا رسول اللَّه! يُرفعُ العلم، وقد أُثبِتَ ووعتْه القلوب؟ ! فقال له رسول اللَّه ﷺ: «إن كنتُ لأحسبُك من أفقه أهل المدينة». وذكر له ضلالة اليهود والنّصارى على ما في أيديهم من كتاب اللَّه. قال: فلقيتُ شدّاد بن أوْس، فحدّثتهُ بحديث عوف بن مالك، فقال: صدق عوفٌ، ألا أخبرُك بأوّل ذلك يرفع؟ قلت: بلى. قال: الخشوع، حتّى لا ترى خاشعًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من الأحاديث النبوية التي تُنبئ عن أحداث ستقع في مستقبل الأمة، وهو من رواية الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وصححه الألباني.
أولاً: شرح المفردات:
● أوان: وقت وحين.
● يُرفع العلم: يُسلب ويُذهب وينقض من القلوب والعمل.
● أُثبِتَ: حُفِظَ في الصدور ودُوّن في السطور.
● وَعَتْه القلوب: حفظته وأدركته.
● ضلالة اليهود والنصارى: انحرافهم عن الحق مع وجود التوراة والإنجيل بين أيديهم.
● الخشوع: الخضوع والتذلل لله تعالى في القلب والجوارح، وهو روح العبادة وأساسها.
ثانياً: المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن علامة من علامات اقتراب الساعة، وهي رفع العلم الشرعي النافع من الأرض. فتعجب الصحابي الأنصاري لبيد بن زياد من هذا الخبر، مستغرباً كيف يرفع العلم وهو قد ثبت في القلوب ودوّن في الكتب. فأثنى عليه النبي ﷺ بقوله: «إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة»، ثم بين له أن رفع العلم لا يعني ذهاب الأوراق والكتب، بل ذهاب فهمه والعمل به من القلوب، كما ضلت اليهود والنصارى من قبل مع وجود كتبهم. ثم يبين شداد بن أوس -وهو صحابي جليل- أن أول ما يرفع من هذا العلم هو "الخشوع"، حتى لا يُرى في الناس خاشعٌ حقاً.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- بشائر النبوة: الحديث من معجزات النبي ﷺ التي أخبر فيها عن غيوب مستقبلية، وقد تحققت كثير من معانيه في واقع الأمة.
2- خطورة ذهاب العلم: رفع العلم من أشد العقوبات الإلهية، لأنه يحول بين العبد وبين معرفة ربه وطاعته.
3- أن حفظ المتون لا يكفي: الفقه ليس مجرد حفظ للنصوص، بل هو فهمٌ وعملٌ وخشوع. فقد تحفظ الأمة القرآن والسنة ولكن لا تعمل بهما، فكأنهما رُفعا.
4- الخشوع هو روح العبادة: بداية الانحدار تكون بفقدان جوهر العبادات وروحها، وهو الخشوع لله تعالى، فتصبح الصلاة جسداً بلا روح، والقراءة لساناً بلا قلب.
5- الحذر من اتباع سبيل المغضوب عليهم: ضلال اليهود والنصارى مع وجود كتاب الله معهم تحذيرٌ للأمة من الوقوع في نفس المصير إذا هي تخلت عن العمل بالعلم.
6- الاهتمام بالباطن كما بالظاهر: ليس المطلوب من المسلم أن يؤدي العبادات شكلياً فحسب، بل أن يحيطها بالإخلاص والخشوع والخضوع لله تعالى.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يظهر الفرق بين «حفظ النص» و«فهم المعنى والعمل به». فالأول قد يبقى، ولكن الثاني هو المقصود وهو الذي قد يرفع.
- الخشوع من أعظم مقاصد العبادة، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.
- من أسباب رفع العلم: موت العلماء، وقبض الصالحين، وإهمال الناس للعلم، وانتشار الجهل، واتباع الأهواء.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا sincerity الخشوع في القلوب، والخضوع في الجوارح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ في السنن الكبرى (٥٨٧٨) عن الربيع بن سليمان، ثنا عبد اللَّه بن وهب، قال: سمعت اللّيث بن سعد، يقول: حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشيّ، عن جبير بن نفير، قال: حدّثني عوفُ بن مالك الأشجعي، فذكره. وإسناده صحيح.
وقد صحّحه ابن حبان (٤٥٧٢)، والحاكم (١/ ٩٨ - ٩٩) فروياه من طريق اللّيث بن سعد، بإسناده.
قال الحاكم بعد أن صحّح الحديث: «سمع جبير بن نفير الحديث منهما جميعًا (أي من عوف ابن مالك، وشدّاد بن أوس) ومن ثالث من الصّحابة وهو أبو الدّرداء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 139 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُرفع العلم حتى لا ترى خاشعًا

  • 📜 حديث: يُرفع العلم حتى لا ترى خاشعًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُرفع العلم حتى لا ترى خاشعًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُرفع العلم حتى لا ترى خاشعًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُرفع العلم حتى لا ترى خاشعًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب