حديث: اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن تتبع المتشابه من القرآن

عن جندب بن عبد اللَّه البجليّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبُكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٦٠)، ومسلم في العلم (٢٦٦٧) كلاهما من حديث أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد اللَّه البجليّ، فذكره.

عن جندب بن عبد اللَّه البجليّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبُكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً، مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا».


١. شرح المفردات:


* اقرؤوا القرآن: أي تلاوة وتدبراً وعملاً به.
* ما ائتلفت عليه قلوبكم: الائتلاف هو الاتفاق والانسجام وعدم التنافر. أي ما اتفقت عليه قلوبكم وسلمت له، ولم يحدث بينكم خلاف أو نزاع في فهمه.
* فإذا اختلفتم فيه: أي إذا حصل بينكم خلاف ونزاع حول تفسير آية أو معناها أو حكمها.
* فقوموا: أي اتركوا القراءة والجدال في تلك اللحظة، وقوموا من مجلسكم ذلك، وتفرقوا.


٢. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المسلمين بملازمة تلاوة القرآن والعمل به ما دامت قلوبهم مجتمعة عليه، متفقة في فهمه، منسجمة في تدبره، خالية من الشكوك والاضطرابات والخصومات حول معانيه.
فإذا حدث بينهم خلاف أو نزاع في تفسير آية من آياته، أو في معنى من معانيه، أو حكم من أحكامه، بحيث يؤدي ذلك إلى تشتيت القلب، وفساد النية، وإثارة العداوة والبغضاء، فإن العلاج الحكيم في هذه الحالة هو أن ينهوا الجلسة فوراً، فيقوموا وينصرفوا عن موطن الخلاف، حفظاً للقلوب من التفرق، وللألسنة من التطاول، وللصحبة من الانقطاع.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على ملازمة القرآن: يدل الحديث على فضل تلاوة القرآن وتدبره وجعله منهج حياة، ما دام القلب سليماً منفتحاً له.
2- الحفاظ على الوحدة والأخوة: الهدف الأسمى هو الحفاظ على وحدة الصف واجتماع الكلمة بين المسلمين، ودرء أسباب الفرقة والخلاف.
3- الحكمة في تجنب مواطن النزاع: ليس المعنى الهروب من طلب العلم أو مناقشة المسائل الشرعية، بل الحكمة هي في اختيار الوقت والطريقة المناسبة لذلك. فإذا أحس المرء بالغضب أو التعصب أو التشنج في النقاش، فالأولى تأجيله إلى حين هدوء النفوس.
4- النهي عن المراء والجدال العقيم في الدين: الخوض في الجدال بالباطل حول آيات القرآن، خاصة في مسائل الغيب والعقيدة، مما يورث الشك والفتنة، وهو منهي عنه شرعاً. الوقوف عند أول خلاف يمنع هذا الجدال المذموم.
5- تقديم سلامة القلب وصحة الاعتقاد: يشير الحديث إلى أن القلب إذا اطمأن لمعنى من معاني القرآن وسلم له، فهذا هو المطلوب. وإذا حدث ما ينفر القلب أو يشتته، فيجب الحذر.
6- آداب طلب العلم ومناقشة المسائل الشرعية: يجب أن يكون الحوار بهدف الوصول إلى الحق، لا للانتصار للرأي، وأن يسودَهُ الهدوء والأدب والاحترام.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


* مخرج الحديث: أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" (٥٠٦٠) والإمام مسلم في "صحيحه" (٢٦٦٧).
* السياق المحتمل: يُذكر أن هذا الحديث جاء في سياق النهي عن الجدال والمراء في القرآن، الذي قد يؤدي إلى الضلالة والزيغ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ».
* لا يعني ترك طلب الفهم: لا يتعارض هذا الحديث مع السؤال عن معاني القرآن والتفسير من العلماء الراسخين في العلم، بل إن ذلك مطلوب. الفرق هو في هيئة النقاش وهدفه؛ فالنقاش الهادئ البناء الذي يقصد به الوصول إلى الحق مشروع، أما الجدال بالباطل والتعصب للرأي فهو المذموم.
* تطبيقه في حياتنا: يمكن تطبيق هذا الحديث في مجالات عديدة، مثل:
* في حلقات تحفيظ القرآن: إذا حصل خلاف بين الطلاب، على المعلم تهدئة الموقف أو تأجيل الشرح.
* في المناقشات العائلية أو بين الأصدقاء: إذا اشتعل النقاش حول مسألة دينية، فالأولى تغيير الموضوع للحفاظ على المودة.
* في وسائل التواصل الاجتماعي: تجنب الخوض في نقاشات عقيمة لا طائل منها حول نصوص الشرع.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٦٠)، ومسلم في العلم (٢٦٦٧) كلاهما من حديث أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد اللَّه البجليّ، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 145 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم

  • 📜 حديث: اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب