حديث: كنا جلوسا على باب رسول الله ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن تتبع المتشابه من القرآن

عن أبي سعيد قال: كنّا جلوسًا على باب رسول اللَّه ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية، فخرج علينا رسول اللَّه ﷺ كأنّما تفقّأ في وجهه حبُّ الزمان، فقال: «يا هؤلاء، أبهذا بُعْثتم؟ أم بهذا أُمرتم؟ لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض».

حسن: رواه البزّار (كشف الأستار - ١٧٩)، والطبراني في كبيره (٦/ ٤٥) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن المبارك العيشيّ، ثنا سويد أبو حاتم، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكر الحديث.

عن أبي سعيد قال: كنّا جلوسًا على باب رسول اللَّه ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية، فخرج علينا رسول اللَّه ﷺ كأنّما تفقّأ في وجهه حبُّ الزمان، فقال: «يا هؤلاء، أبهذا بُعْثتم؟ أم بهذا أُمرتم؟ لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم له قصة وموقف، رواه الإمام أحمد في مسنده، وله شواهد، وهو حديث صحيح.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● "ينزع هذا بآية، وينزع هذا بآية": أي يُخرج كل واحد منهم آية من القرآن ليتفاخر بها أو ليتناظر مع الآخر فيها، والمراد هنا النزع بمعنى الاستدلال والاحتجاج، ولكن في سياق غير مرغوب فيه.
● "كأنما فُقِئ في وجهه حبُّ الرمان": تشبيه لاحمرار وجه النبي ﷺ من شدة الغضب والانفعال، حيث كان يبدو عليه أثر الغضب وكأن بشرته قد انفجرت فيها حبات الرمان الحمراء من شدة احمرارها. وهذا يدل على عظم الموقف وخطورة ما كان يحدث.
● "أبهذا بُعثتم؟ أم بهذا أُمرتم؟": استفهام إنكار وتوبيخ، معناه: هل هذا هو الغرض من بعثتي لكم؟ وهل هذا هو الأمر الذي كلفتم به؟ أي أن ما تفعلونه ليس من مقاصد الدين ولا من مهام الدعوة.
● "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض": تحذير شديد من عاقبة الخطأ في فهم الدين، حيث أن الخلاف والتنازع إذا خرج عن حدوده قد يؤدي إلى التكفير والاقتتال، وهو من أعظم الكفر بعد الإسلام.
ثانيًا: المعنى الإجمالي للحديث:
يصور لنا هذا الحديث المشهد التالي: كان بعض الصحابة رضي الله عنهم جالسين عند باب رسول الله ﷺ، وكانوا يتناقشون في القرآن، ولكن النقاش تحول إلى جدال ومنازعة، حيث كان كل واحد منهم "ينتزع" آية ليتعصب لها أو ليفخر بها على الآخر، فخرج عليهم النبي ﷺ وقد ظهر عليه الغضب الشديد، وأنكر عليهم هذا الفعل، موضحًا أن هذا ليس من هدف البعثة ولا من مقتضى الأمر الإلهي، ثم حذرهم من عاقبة هذا المسلك، وهو أن يؤدي بهم الأمر بعد وفاته إلى التكفير والاقتتال.
ثالثًا: الدروس المستفادة والعبر:
1- تحذير النبي ﷺ من الجدال والمراء في الدين: خاصة القرآن والسنة، فإن الجدال بغير علم أو بغرض الغلبة والانتصار للنفس مذموم، وقد يخرج عن المقصود الشرعي.
2- خطورة التكفير: ذكّر النبي ﷺ بأعظم ذنب بعد الكفر بالله، وهو تكفير المسلم بغير حق، وما يترتب على ذلك من إباحة للدماء والقتال.
3- الحكمة والرفق في الدعوة والتعليم: المقصود من البعثة هو التعليم بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، وليس التنازع والتحزب.
4- التنبيه على آفات اللسان: فالكلمة قد تؤدي إلى فراق وعداوة، ثم إلى قتال وسفك للدماء.
5- قدوة النبي ﷺ في الإنكار: حيث أنكر المنكر بشدة حينما دعت الحاجة إلى ذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بأصول الدين وكيان الأمة.
6- الحث على الوحدة ونبذ الفرقة: الحديث يحث على اجتماع الكلمة وعدم التشتت، لأن التفرق يؤدي إلى الضعف والهلاك.
رابعًا: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، حيث جمع تحذيرًا من خطر عظيم بكلمات قليلة بليغة.
- ينبغي للمسلم عندما يرى أخاه يخطئ في مسألة أن ينصحه برفق وحكمة، لا أن يجادله ويخاصمه.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم القتال بين المسلمين، وأن من قاتل مسلمًا فهو كافر.
- ينبغي طلب العلم من أجل العمل والاتباع، لا من أجل الجدال والمراء.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار (كشف الأستار - ١٧٩)، والطبراني في كبيره (٦/ ٤٥) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن المبارك العيشيّ، ثنا سويد أبو حاتم، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكر الحديث.
وإسناده حسن، عبد الرحمن بن المبارك، وشيخه سويد - وهو ابن إبراهيم أبو حاتم صدوقان، وبقية رجاله ثقات.
قوله: «ينزع هذا بآية» أي يستخرج منها معنى.
وقوله: «كأنّما تفقأ في وجهه حبُّ الرمان» أي تنشق، وهي كناية عن تغيّر ملامح وجهه ﷺ وشدّة تأثّره من الغضب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 148 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا جلوسا على باب رسول الله ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية

  • 📜 حديث: كنا جلوسا على باب رسول الله ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنا جلوسا على باب رسول الله ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنا جلوسا على باب رسول الله ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنا جلوسا على باب رسول الله ﷺ نتذاكر، ينزع هذا بآية، وينزع هذا بأية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب