حديث: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن تتبع المتشابه من القرآن

عن عائشة، قالت: تلا رسول اللَّه ﷺ في هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧) [سورة آل عمران: ٧]، قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٤٧)، ومسلم في العلم (٢٦٦٥) كلاهما عن عبد اللَّه ابن مسلمة، حدّثنا يزيد بن إبراهيم التسْتريّ، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: تلا رسول اللَّه ﷺ في هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧)﴾ [سورة آل عمران: ٧]، قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ})، ورواه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن).
ثانيًا: شرح المفردات:
● يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ: يبحثون عن الآيات المتشابهة التي تحتمل أكثر من معنى.
● زَيْغٌ: ميل عن الحق وانزياح عنه.
● ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ: طلبًا للفتنة والإضلال.
● ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ: طلبًا لتفسيره على غير مراد الله.
● الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ: الثابتون العميقون في العلم الشرعي.
● فَاحْذَرُوهُمْ: فاحذروهم وخافوا شرهم.
ثالثًا: المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قسم آيات القرآن إلى:
1- آيات محكمات: وهي الواضحات الصريحات التي لا التباس فيها، وهي الأصل الذي يُرجع إليه.
2- آيات متشابهات: التي تحتمل أكثر من معنى، ويخفى مراد الله تعالى الحقيقي منها على كثير من الناس.
ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من فئة من الناس تكون قلوبهم مائلة عن الحق، فيتعلقون بالآيات المتشابهة، ويؤولونها تأويلات باطلة تخدم أهواءهم، طلبًا للفتنة وإضلال الناس، وادعاءً أنهم يبحثون عن التفسير.
رابعًا: الدروس المستفادة والفَوائد:
1- وجوب التمسك بالمحكم ورد المتشابه إليه: فالمحكم هو أصل الكتاب الذي يُفسر به المتشابه، فلا يُفهم المتشابه بمعزل عن المحكم.
2- التحذير من أهل الأهواء والزيغ: الذين يتلاعبون بالنصوص ليحرفوها عن مواضعها، ويلبسون على الناس دينهم.
3- التواضع العلمي: حيث يعترف الراسخون في العلم بأنهم لا يعلمون تأويل المتشابه، ويؤمنون بأن كل القرآن من عند الله.
4- الاعتماد على علماء السنة: فهم الراسخون في العلم الذين يفهمون النصوص كما فهمها السلف الصالح.
5- القرآن كله من عند الله: يجب الإيمان بجميع نصوصه، محكمه ومتشابهه.
خامسًا: معلومات إضافية مفيدة:
- من أمثلة المتشابه: بعض الصفات الإلهية التي وردت في القرآن مثل (الاستواء، اليد، العين) فنؤمن بها على ما جاءت دون تحريف أو تعطيل، ولكن دون أن نكيفها أو نمثلها بصفات المخلوقين.
- منهج السلف في المتشابه: الإيمان به، وإمراره كما جاء، مع تفويض كيفيته إلى الله.
- هذا الحديث أصل عظيم في محاربة البدع والضلالات، والتحذير من الذين يتخذون من النصوص المتشابهة مطية لنشر أفكارهم المنحرفة.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق، ويجنبنا الزيغ والضلال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٤٧)، ومسلم في العلم (٢٦٦٥) كلاهما عن عبد اللَّه ابن مسلمة، حدّثنا يزيد بن إبراهيم التسْتريّ، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 144 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم

  • 📜 حديث: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى اللَّه فاحذروهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب