حديث: من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن تتبع المتشابه من القرآن

عن عبد اللَّه بن مسعود، أنّه سمع رجلًا يقرأ آية، سمع النّبيَّ ﷺ خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت به إلى النبيّ ﷺ فقال: «كلاكما محسن، فاقرآ» أكبر علمي قال: «فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فأَهْلَكَهْمْ».

صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٦٢) عن سليمان بن حرب، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، عن عبد اللَّه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود، أنّه سمع رجلًا يقرأ آية، سمع النّبيَّ ﷺ خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت به إلى النبيّ ﷺ فقال: «كلاكما محسن، فاقرآ» أكبر علمي قال: «فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فأَهْلَكَهْمْ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عبد اللَّه بن مسعود، أنّه سمع رجلًا يقرأ آية، سمع النّبيَّ ﷺ خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت به إلى النبيّ ﷺ فقال: «كلاكما محسن، فاقرآ» أكبر علمي قال: «فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فأَهْلَكَهْمْ».


1. شرح المفردات:


● يقرأ آية: يتلو آية من القرآن الكريم.
● خلافها: بخلاف ما سمعه منه صلى الله عليه وسلم، أي بقراءة مختلفة.
● كلاكما محسن: كل واحد منكما قد أحسن في قراءته.
● فاقرآ: اقرأ كل منكما بما تيسر له من القراءات.
● أَهْلَكَهْمْ: أهلكهم الله بسبب اختلافهم وتنازعهم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يقرأ آية من القرآن بوجه يخالف الوجه الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينكر عليه أو يجادله، بل أخذه بيده وانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلاكما محسن"، أي أن كلا القراءتين صحيح ومقبول، ثم أمرهما أن يقرآ كل بما يعرف، ثم بين سبب ذلك بأن الأمم السابقة اختلفوا وتنازعوا فهلكوا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- شرعية القراءات المتواترة: الحديث دليل على تعدد القراءات القرآنية وتواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها كلها من عند الله تعالى.
2- التسامح في مسائل الاجتهاد: يُعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع الخلاف في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاختلاف، بالرفق والحكمة.
3- عدم التعصب في الرأي: كان بإمكان ابن مسعود -وهو من كبار القراء- أن ينكر على الرجل، لكنه فضل الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم للفصل في الأمر.
4- تحذير من الاختلاف المذموم: بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الاختلاف إذا صاحبه تعصب وتنازع يؤدي إلى الهلاك، كما حدث للأمم السابقة.
5- أهمية اللجوء إلى أهل العلم: عند وقوع الخلاف في الدين، يجب الرجوع إلى العلماء أو النصوص الشرعية للفصل فيه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في قبول القراءات المتواترة التي نزل بها القرآن، وهي سبع قراءات أو أكثر بتفصيل معروف عند أهل العلم.
- القراءات المختلفة لا تعارض بينها، بل هي تكامل وتوافق في المعنى غالباً.
- الفرق بين الاختلاف المحمود (كاختلاف القراءات والأوجه المباحة) والاختلاف المذموم (كاختلاف أهل الأهواء والبدع) هو أن الأول اختلاف تنوع، والثاني اختلاف تضاد.
- يستفاد من الحديث أدب الصحابة رضوان الله عليهم في طلب العلم وتوقير النبي صلى الله عليه وسلم.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٦٢) عن سليمان بن حرب، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، عن عبد اللَّه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 146 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم

  • 📜 حديث: من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب