حديث: ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدق بعضه بعضا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من المراء والجدال في كتاب اللَّه

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمع النبيُّ ﷺ قومًا يتدارؤون فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنّما نزل
كتاب اللَّه يصدِّق بعضه بعضًا، فلا تكذّبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكِلوه إلى عالمه».

حسن: رواه الإمام أحمد (٦٧٤١) عن عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (٢٠٣٦٧) قال: أخبرنا معمر، عن الزّهرّي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكر الحديث.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمع النبيُّ ﷺ قومًا يتدارؤون فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنّما نزل
كتاب اللَّه يصدِّق بعضه بعضًا، فلا تكذّبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكِلوه إلى عالمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث رسول الله ﷺ.
الحديث الشريف:
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمع النبيُّ ﷺ قومًا يتدارؤون فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنّما نزل كتاب اللَّه يصدِّق بعضه بعضًا، فلا تكذّبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكِلوه إلى عالمه».


1. شرح المفردات:


● يَتَدَارَؤُونَ: يتراجعون ويتنازعون في أمر من الأمور، ويُخاصم بعضهم بعضًا.
● هَلَكَ: أُهلِكوا وأُبيدوا بسبب ذنوبهم ومعاصيهم.
● ضَرَبُوا: عَارَضُوا وواجهوا وناقضوا.
● كِتَابَ اللَّهِ: هنا يُقصد به الكتب السماوية المنزلة سابقًا، ويشمل أيضًا القرآن الكريم.
● يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا: أي أن آيات القرآن (والكتب السابقة) متوافقة ومتناسقة، لا تعارض بينها بحال.
● فَلا تُكَذِّبُوا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ: لا تجعلوا فهمكم لآية سببًا لإنكار أو تكذيب آية أخرى.
● فَكِلُوهُ: أُرجِعوه وافوضوا أمره.
● إلى عَالِمِهِ: إلى من هو أعلم به من العلماء الراسخين في العلم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي ﷺ أنه سمع مجموعة من الناس يتنازعون ويتجادلون في فهم نصوص الدين، محاولين معارضة بعض النصوص ببعضها الآخر، ظنًا منهم بوجود تعارض بينها. فحذّرهم ﷺ من هذا المسلك الخطير، مبينًا أن سبب هلاك الأمم السابقة كان بسبب هذا الفعل نفسه، حيث عارضوا بين نصوص كتبهم فحرفوها وضلوا.
ثم بيّن ﷺ الحقيقة الجوهرية، وهي أن كتاب الله -سبحانه- منزلٌ من عنده، وهو كله حق، ولا تعارض بين نصوصه الصحيحة، بل هي متوافقة ومتصادقة، يفسر بعضها بعضًا.
وأمرهم ﷺ بأمرين:
1- أن يقولوا بما علموه من النصوص فهمًا صحيحًا.
2- أما ما جهلوا معناه أو ظنوا تعارضه مع غيره، فيسكتوا عنه ويرجعوه إلى العلماء الراسخين الذين يجمعون بين النصوص ويفهمونها في إطارها الصحيح.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير شديد من التعصب للرأي والجدال بالباطل في الدين من غير علم، وأن هذا المسلك كان سبب هلاك الأمم.
2- اليقين الجازم بأن نصوص الوحي (القرآن والسنة) لا تعارض بينها، فإذا ظهر لنا تعارض فهو من قصور فهمنا، وليس في النص نفسه.
3- ضرورة التثبت ورد العلم إلى أهله عند الاشتباه أو عدم الفهم، وعدم الاستعجال في إنكار النصوص أو الطعن فيها.
4- التأدب مع نصوص الشريعة، فليس كل ما خفي علينا معناه ننكره، بل نؤمن به ونسلم لأمر الله.
5- بيان فضل العلماء الراسخين وأهمية الرجوع إليهم في فهم النصوص الشرعية، وهم الذين يجمعون بين النصوص ويوفقون بينها.
6- ذم التقليد الأعمى والرأي المجرد في أمور الدين من غير دليل صحيح أو فهم سليم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول التعامل مع النصوص الشرعية، وهو منهج أهل السنة والجماعة في فهم الدين.
- يدخل في هذا الباب: فهم الآيات المتشابهة، والجمع بين الأحاديث التي يظن فيها التعارض، وفهم النصوص في ضوء بعضها البعض.
- من الأمثلة العملية: إذا جاءت آية فيها وصف للقدر، وأخرى فيها الحث على الأخذ بالأسباب، فلا نعارض بينهما، بل نجمع بينهما على أن الأسباب مقدّرة بقدر الله.
- العالم الذي أمرنا برد العلم إليه هو العالم الرباني الذي يعرف الكتاب والسنة، ويتبع منهج السلف الصالح في الفهم.
نسأل الله أن يرزقنا الفهم الصحيح في الدين، وأن يجنبنا الجدال والخصومات المذمومة.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٦٧٤١) عن عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (٢٠٣٦٧) قال: أخبرنا معمر، عن الزّهرّي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكر الحديث.
ومن هذا الطّريق رواه أيضًا البخاريّ في خلق أفعال العباد (٢١٨)، والبغويّ في شرح السنة (١٢١)، والبيهقيّ في المدخل (٧٨٩).
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وانظر للمزيد: «القدر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 142 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدق بعضه بعضا

  • 📜 حديث: ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدق بعضه بعضا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدق بعضه بعضا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدق بعضه بعضا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدق بعضه بعضا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب