حديث: إلقاء الألواح لما عاين ما صنع قومه بالعجل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠)﴾

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ليس الخبر كالمعاينة، إن اللَّه أخبر موسى بما صنع قومه في العجل، فلم يلقِ الألواح، فلمّا عاين ما صنعوا، ألقى الألواح فانكسرتْ».

صحيح: رواه أحمد (٢٤٤٧)، والطبراني في الأوسط (٢٥)، وفي الكبير (١١٨٣، ١١٨٤)، والبزار (٥٠٦٢، ٥١٥٥)، وصحّحه ابن حبان (٦٢١٣)، (٦٢١٤)، والحاكم (٢/ ٣٢١)، و(٢/ ٣٨٠) كلهم من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ليس الخبر كالمعاينة، إن اللَّه أخبر موسى بما صنع قومه في العجل، فلم يلقِ الألواح، فلمّا عاين ما صنعوا، ألقى الألواح فانكسرتْ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم له دلالات بليغة، سأشرحه لك وفق النقاط المطلوبة بعون الله وتوفيقه.

الحديث بلفظ آخر:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ، إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ فَلَمْ يُلْقِ الأَلْوَاحَ، فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا أَلْقَى الأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ».
(أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وقال المحققون: إسناده حسن).


1. شرح المفردات:


● لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ: أي أن سماع الأخبار والإخبار عن الشيء لا يساوي رؤيته والعيان亲眼目睹.
● أَخْبَرَ مُوسَى: أي أوحى الله تعالى إليه وأعلمه.
● قَوْمُهُ: بنو إسرائيل.
● الْعِجْلِ: العجل الذهبي الذي عبده بنو إسرائيل من دون الله في غيبة نبيِّهم موسى عليه السلام.
● الْأَلْوَاحَ: هي الألواح التي كُتِبَت فيها التوراة، وكانت من صفائح من حجر أو خشب.
● أَلْقَى الأَلْوَاحَ: رمى بها من شدة الغضب والحزن على ما فعل قومه.
● فَانْكَسَرَتْ: تحطمت وتكسرت.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن قصة نبي الله موسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل، وذلك عندما ذهب إلى ميقات ربه على جبل الطور، وترك قومه تحت رعاية أخيه هارون عليه السلام.
● المرحلة الأولى (الخبر): أوحى الله تعالى إلى موسى وهو على الجبل بما فعله قومه من عبادة العجل من دونه. فسخط موسى وغضب لهذا الخبر الفظيع، لكنه لم يصل غضبه إلى درجة جعلته يلقي بألواح التوراة التي كانت بين يديه، والتي فيها كلام الله تعالى. فسماع الخبر، وإن كان مؤلماً، لم يدفعه إلى فعل متسرع.
● المرحلة الثانية (المعاينة): عندما نزل موسى من الجبل ورأى بعينيه مصيبة قومه العظيمة، ورأى العجل وسماعهم التصفيق والغناء حوله، تأجج غضبه اشتعالاً، وبلغت الصدمة والغيظ مبلغاً عظيماً لم يتمالك معه نفسه، فألقى الألواح من شدة الهول والفجيعة، فانكسرت.
فالفرق بين مجرد "سماع" خبر المصيبة و"رؤية" حقيقتها المريرة فرق شاسع في التأثير على النفس.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تفاوت تأثير المشاهد عن الأخبار: يؤكد الحديث على حقيقة نفسية وهي أن الوقوع على المحدثات ومشاهدتها بعين الإنسان لها تأثير على النفس أكبر بكثير من مجرد سماعها. وهذا أمر يجده كل إنسان في نفسه.
2- العفو عند المقدرة وضبط النفس: في موقف موسى عليه السلام درس في كظم الغيظ الأولي وضبط الانفعال، حيث لم يلق الألواح عند مجرد الخبر، وهذا من الحكمة.
3- شدة غضب الأنبياء لله تعالى: غضب موسى عليه السلام لم يكن لغرض شخصي، بل كان لله تعالى غيرة على توحيده وعبادته، فغضب لأن قومه عبدوا غير الله.
4- عظم جريمة الشرك بالله: الحديث يصور بشاعة فعل القوم وخطورة الشرك، حتى أن نبي الله لم يتمالك نفسه عند رؤيته.
5- البشرية والطبيعة الإنسانية للأنبياء: فهم يغضبون ويفرحون كغيرهم من البشر، ولكن غضبهم وانفعالاتهم تكون في الحق ولله تعالى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● القصة في القرآن: وردت هذه القصة في سورة الأعراف في قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} [الأعراف: 150].
● العبرة من كسر الألواح: ذكر بعض المفسرين أن في كسر الألواح إشارة إلى أن القوم بفعلتهم هذه استحقوا أن تُنزع منهم الرحمة والهداية (المتمثلة في التوراة) مؤقتاً، أو أن الغضب لله إذا بلغ حده justifies بعض الأفعال التي تظهر هيبته وغضبه.
● الحديث وعلم النفس: الحديث يلامس نظرية في علم النفس تسمى "التأثير الأكبر للخبرة المباشرة" عن الوسيط، حيث يكون رد الفعل العاطفي أقوى عند الرؤية.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويحفظنا من الشرك والغفلة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٤٧)، والطبراني في الأوسط (٢٥)، وفي الكبير (١١٨٣، ١١٨٤)، والبزار (٥٠٦٢، ٥١٥٥)، وصحّحه ابن حبان (٦٢١٣)، (٦٢١٤)، والحاكم (٢/ ٣٢١)، و(٢/ ٣٨٠) كلهم من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 481 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إلقاء الألواح لما عاين ما صنع قومه بالعجل

  • 📜 حديث: إلقاء الألواح لما عاين ما صنع قومه بالعجل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إلقاء الألواح لما عاين ما صنع قومه بالعجل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إلقاء الألواح لما عاين ما صنع قومه بالعجل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إلقاء الألواح لما عاين ما صنع قومه بالعجل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب