حديث: النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (١١)﴾

عن أبي طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر. قال أبو طلحة: وكنت فيمن غشيه النعاس يومئذ، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

صحيح: رواه أحمد (١٦٣٥٧) عن يونس، حدّثنا شيبان، عن قتادة وحسين (وهو ابن محمد) في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك أن أبا طلحة قال: فذكره.

عن أبي طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر. قال أبو طلحة: وكنت فيمن غشيه النعاس يومئذ، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، وهو من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معجزات يوم بدر، وإليك الشرح الوافي له:

الحديث بتمامه:


روى الإمام أحمد في مسنده عن أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ غَشِيَهُ النُّعَاسُ يَوْمَئِذٍ، فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ.

1. شرح المفردات:


● غَشِيَنَا: أصابنا وغطانا.
● النُّعَاسُ: هو النوم الخفيف الذي يسبق النوم العميق.
● مَصَافِّنَا: مصاف جمع مصف، والمقصود به الصفوف التي كان يقف فيها المسلمون استعداداً للقتال.
● يَسْقُطُ: يقع من اليد.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه عن معجزة وأية كريمة حدثت للمسلمين وهم في أحرج لحظات حياتهم، يوم وقفوا في صفوف القتال في غزوة بدر العظيمة، منتظرين لحظة التحام المعركة مع عدوهم الذي يفوقهم عدداً وعدة.
ففي هذه اللحظات المشحونة بالرهبة والخوف، أنزل الله تعالى على المؤمنين السكينة والطمأنينة، وكان مظهر هذه السكينة هو النعاس الذي غشيهم. فناموا نومًا خفيفًا مطمئنًّا، حتى أن سيف أبي طلحة كان يسقط من يده من شدة الاسترخاء والطمأنينة، فيأخذه ثم يسقط مرة أخرى.
وهذه منقبة عظيمة لأبي طلحة، حيث ذكر نفسه بأنه كان ممن نال هذه الفضيلة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● نزول السكينة طاعة لله: هذه السكينة والنعاس هما عطاء إلهي ونعمة من الله تعالى على المؤمنين المخلصين، قال الله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال: 11]. فكان النعاس أماناً من الخوف والجزع.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: المسلمون استعدوا للقتال بكل ما أوتوا من قوة، ولكن في اللحظة الحاسمة توكلوا على الله فأنزل عليهم السكينة.
● الطمأنينة في أحلك الظروف: من يتوكل على الله حق توكله فإن الله يكفيه المؤنة ويرزقه الطمأنينة حتى في أصعب المواقف.
● فضل أهل بدر: هذا الحديث يظهر جزءاً من فضائل الصحابة الذين شهدوا بدراً، ونالوا هذه المعجزة الربانية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا النعاس كان معجزة لنبينا صلى الله عليه وسلم، حيث إن النوم في مثل هذه الحالة أمر غير معتاد، بل هو مستحيل في العادة، فجاءت معجزة تخالف العادة.
- ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" أن نزول النعاس كان علامة على حسن الظن بالله والثقة بنصره.
- هذه القصة تذكرنا بنعمة الأمن والطمأنينة التي ينعم بها المؤمن في قلبه، وهي من أعظم النعم التي لا تقدر بثمن.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين ينعم عليهم بالسكينة والطمأنينة في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٣٥٧) عن يونس، حدّثنا شيبان، عن قتادة وحسين (وهو ابن محمد) في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك أن أبا طلحة قال: فذكره.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا ابن حبان (٧١٨٠)، وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي ثقة صاحب كتاب.
ولكن رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٢) عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبي يعقوب، حدّثنا حسين بن محمد بإسناده، فقال فيه: «يوم أحد».
وكذلك رواه أيضًا في المغازي (٤٠٦٨) فقال: «وقال لي خليفة، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة فذكر نحوه بلفظ: «يوم أحد».
فرأى أهل العلم أن النعاس وقع في بدر كما في قوله تعالى في سورة الأنفال: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾.
كما وقع في أحد أيضًا لقوله تعالى في سورة آل عمران ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ﴾ [سورة آل عمران: ١٥٤].
والحكمة في إلقاء النعاس على المؤمنين لجعل قلوبهم آمنة غير خائفة؛ لأن الخائف لا يغشاه النعاس.
وقوله: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ أي من الحدث والخبث؛ لأنه كان من الممكن أن يكون بعضهم محدثين وبعضهم مجنبين، فأراد اللَّه أن يطهرهم ظاهرا، ويطهرهم من وساوس الشيطان ورجزه باطنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 504 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد

  • 📜 حديث: النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب