المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه

حديث: المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣)﴾

عن أبى هريرة قال: استب رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين. فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى
على العالمين. فرفع المسلم يده عند ذلك، فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي ﷺ، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي ﷺ المسلم، فسأله عن ذلك، فأخبره، فقال النبي ﷺ: «لا تخيروني على موسى، فإنّ الناس يصعقون يوم القيامة، فأصعق معهم، فأكون أول مَن يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى اللَّه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الخصومات (٢٤١١)، ومسلم في الفضائل (١٦: ٢٣٧٣) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:

1. شرح المفردات:

● استبَّ رجلان: أي تشاجرا وتعاركا بالكلام، والاستباب هو المبادرة بالسب والشتم.
● اصطفى: اختار واجتباه وفضله على غيره.
● لطم وجهه: ضربه بكف يده على وجهه.
● يصعقون: يغشى عليهم من هول الموقف يوم القيامة.
● باطش: ممسك بقوة أو متعلق.
● جانب العرش: جانب عرش الله تعالى.
● استثنى الله: أعفاه من الصعقة.

2. شرح الحديث:

يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً مسلماً ورجلاً يهودياً تشاجرا، فحلف المسلم قائلاً: "والذي اصطفى محمداً على العالمين" أي الذي فضل محمداً صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق، فرد عليه اليهودي بحلف مماثل: "والذي اصطفى موسى على العالمين". فغضب المسلم من هذه المقارنة ورفع يده ولطم وجه اليهودي.
ذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو ما حدث، فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم المسلم وسأله عن الأمر، فأخبره بما جرى. هنا جاءت التوجيه النبوي الحكيم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تخيروني على موسى» أي لا تفضلوني على نبي الله موسى عليه السلام.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم سبب هذا النهي بأنه في يوم القيامة يصعق الناس من شدة الهول، فيصعق معهم، ثم يكون أول من يفيق، فإذا بموسى عليه السلام ممسك بجانب العرش، فلا يدري النبي صلى الله عليه وسلم هل أفاق موسى قبله أم أن الله استثناه من الصعقة أصلاً.

3. الدروس المستفادة:

● النهي عن المفاضلة بين الأنبياء: ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تفضيله على موسى عليه السلام، مع أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء، لكن من أدبه صلى الله عليه وسلم وحكمته في التعليم.
● الأدب مع الأنبياء جميعاً: يجب احترام جميع الأنبياء وتقديرهم، وعدم التقليل من شأن أي منهم.
● الحكمة في الدعوة: النبي صلى الله عليه وسلم لم يغضب للمسلم بل نصحه وأرشده، مما يدل على رفقه وحكمته في معاملة غير المسلمين.
● عظمة موقف القيامة: الحديث يذكر بحال الناس يوم القيامة وهول الموقف، مما يوجب الاستعداد لهذا اليوم.
● فضل موسى عليه السلام: بيان مكانة موسى عليه السلام وعلو منزلته عند الله تعالى.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أحاديث الصعق والشفاعة العظمى يوم القيامة.
- يستدل به العلماء على أدب النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه مع أنه سيد البشر.
- فيه إثبات صفة العرش لله تعالى على ما يليق بجلاله.
- الحديث يبين أن اليهودي لجأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم للتحكيم، مما يدل على عدله صلى الله عليه وسلم حتى في نظر غير المسلمين.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أدبه وتواضعه وحكمته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الخصومات (٢٤١١)، ومسلم في الفضائل (١٦: ٢٣٧٣) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للبخاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 480 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه

📜 حديث: المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية