حديث: الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١)﴾

عن ابن عباس قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾، قال: الأنفال المغانم كانت لرسول اللَّه ﷺ خالصة، ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سِلْكًا فهو غُلول. فسألوا رسول اللَّه ﷺ أن يعطيهم منها، قال اللَّه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ قل: الأنفال لي جعلتها لرسولي، ليس لكم فيها شيء. ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ثم أنزل اللَّه ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة الأنفال: ٤١]. ثم قسم ذلك الخُمس لرسول اللَّه ﷺ، ولمن سمي في الآية.

حسن: رواه الطبريّ في تفسيره (١١/ ١٩ - ٢٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٨٧٦٦)، والبيهقي (٦/ ٢٩٣) كلهم من طريق عبد اللَّه بن صالح، حدّثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾، قال: الأنفال المغانم كانت لرسول اللَّه ﷺ خالصة، ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سِلْكًا فهو غُلول. فسألوا رسول اللَّه ﷺ أن يعطيهم منها، قال اللَّه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ قل: الأنفال لي جعلتها لرسولي، ليس لكم فيها شيء. ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ثم أنزل اللَّه ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة الأنفال: ٤١]. ثم قسم ذلك الخُمس لرسول اللَّه ﷺ، ولمن سمي في الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، والذي يفسر لنا آيات سورة الأنفال، معتمدًا في ذلك على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● الأنفال: جمع نفل، وهو ما يزيد على الأصل، والمقصود هنا الغنائم التي يحصل عليها المسلمون في الحرب.
● المغانم: ما يحصل عليه المسلمون من أموال العدو في الحرب.
● خالصة: خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره.
● سرايا المسلمين: الجماعات التي تخرج للقتال بإذن الإمام.
● حبس: أخفى وامتنع عن إظهاره.
● إبرة أو سلكًا: مثل للشيء التافه القليل القيمة.
● غُلول: الخيانة في الغنيمة بأخذ شيء منها بغير حق.

ثانيًا. شرح الحديث:


يذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن الآية الكريمة ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ نزلت في سياق السؤال عن تقسيم الغنائم بعد غزوة بدر، حيث كانت الغنائم قبل هذه الآية خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم يتصرف فيها كما يشاء بمشورة الصحابة، ولم تكن مقسمة بنظام محدد.
وكان بعض الصحابة قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم من هذه الغنائم، فأنزل الله تعالى هذه الآية مبينًا أن الأنفال (الغنائم) لله والرسول، أي أن حكمها وتصرفها مرتبط بتشريع الله وإرادة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليست ملكًا شخصيًا لأحد.
ثم بين الله تعالى أن أخذ أي شيء من الغنيمة ولو كان قليلًا مثل إبرة أو سلك بدون إذن يعتبر غلولاً (خيانة) وإثمًا كبيرًا.
وبعد ذلك أنزل الله تعالى الآية الثانية ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ والتي بينت النظام الشرعي لتوزيع الغنائم، حيث يكون أربعة أخماس للمقاتلين، والخمس الباقي يقسم على خمسة أقسام: لله والرسول (لبيت مال المسلمين)، ولذي القربى (أقارب النبي)، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الانقياد لحكم الله ورسوله: التسليم الكامل لأحكام الشرع حتى في الأمور المادية.
2- تحريم الغلول: التحذير من خيانة الأمانة ولو في الشيء القليل.
3- الحكمة التشريعية: بيان تدرج التشريع الإسلامي ومرونته حسب مصالح المسلمين.
4- العدالة الاجتماعية: توزيع الغنائم بطريقة تحقق المصالح العامة وتضمن حقوق الفقراء والمحتاجين.
5- التقوى وإصلاح ذات البين: الارتباط بين الإيمان والتقوى وبين إصلاح العلاقات الاجتماعية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.
- الغزوة التي نزلت فيها هذه الآيات هي غزوة بدر الكبرى (يوم الفرقان).
- نظام الخمس في الغنائم من الخصائص التشريعية الفريدة في الإسلام التي تجمع بين العدالة والرحمة.
- المقصود بـ "لله والرسول" في قسم الخمس: أن هذا القسم يكون لبيت مال المسلمين يصرف في المصالح العامة بما يراه ولي الأمر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبريّ في تفسيره (١١/ ١٩ - ٢٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٨٧٦٦)، والبيهقي (٦/ ٢٩٣) كلهم من طريق عبد اللَّه بن صالح، حدّثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن صالح فإنه حسن الحديث، إذا كان له أصلًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 494 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة

  • 📜 حديث: الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب