حديث: سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (٩٠)﴾
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٣٢) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول، عن مجاهد فذكره.
![عن مجاهد أنه سأل ابن عباس: أفي ص سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ إلى قوله ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [سورة الأنعام: ٨٤ - ٩٠] ثم قال: هو منهم. عن مجاهد أنه سأل ابن عباس: أفي ص سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ إلى قوله ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [سورة الأنعام: ٨٤ - ٩٠] ثم قال: هو منهم.](img/Hadith/hadith_12302.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا الأثر الذي ذكر – وفقهك الله – ليس حديثاً نبوياً، بل هو من كلام الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو من أشهر مفسري الصحابة وأعلمهم بالقرآن الكريم.
أولاً. نص الأثر وسببه:
سأل مجاهد بن جبر – وهو من كبار التابعين وتلميذ ابن عباس – سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قائلاً: "أفي ص سجدة؟" يعني: هل في سورة (ص) سجدة تلاوة؟ فأجابه ابن عباس: "نعم"، ثم قرأ قوله تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (87) ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)} [سورة الأنعام: 84-90].
ثم قال ابن عباس: "هو منهم"، أي أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو منهم – من هؤلاء الأنبياء – فيجب أن نقتدي بهديهم، لأنه واحد منهم ووارث نبوتهم.
ثانياً. شرح المفردات:
● "أفي ص سجدة؟": (ص) هي سورة (ص) في القرآن الكريم، والسجدة المقصودة هنا هي سجدة التلاوة، وهي السجود الذي يشرع عند تلاوة آية سجدة في القرآن.
● "فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ": أي بهداية هؤلاء الأنبياء ائتسِ واقتفِ أثرهم.
● "هو منهم": أي أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم منهم، أي من جملة هؤلاء الأنبياء المرسلين.
ثالثاً. الشرح الإجمالي:
استدل ابن عباس رضي الله عنهما بآيات سورة الأنعام على أن سجدة التلاوة موجودة في سورة (ص)، وذلك لأن الله تعالى أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهدي الأنبياء السابقين، ومن هديهم السجود لله تعالى عند التلاوة، فكأنه يقول: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مأموراً بالاقتداء بهم، وهو منهم، فيشرع له ولأمته ما شرع لهم من العبادات، ومنها سجود التلاوة.
رابعاً. الدروس المستفادة:
1- وجوب الاقتداء بالأنبياء: فهم القدوة والأسوة، وهم المهديون من الله تعالى.
2- مكانة النبي صلى الله عليه وسلم among الأنبياء: فهو خاتمهم وأفضلهم، ولكنه مأمور بالاقتداء بهم في الهدى والصلاح.
3- سجود التلاوة سنة: وهو من هدي الأنبياء، وقد ثبتت مشروعيته في القرآن والسنة.
4- فقه ابن عباس ودقته في الاستدلال: حيث استنبط من الآيات الكريمة حكماً شرعياً وهو مشروعية السجود في سورة (ص).
خامساً:
هل في سورة (ص) سجدة؟نعم، فيها سجدة تلاوة عند قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].
وهي من السجدات المُتَّفَق عليها عند أهل العلم، وذهب الجمهور إلى أنها سجدة تلاوةٍ مستحبة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ثم قال البخاريّ: زاد يزيد بن هارون ومحمد بن عبيد وسهل بن يوسف، عن العوام، عن مجاهد، قلت لابن عباس، فقال: «نبيكم ﷺ ممن أُمِرَ أن يقتدِيَ بهم».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 456 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 431 شرب الخمر قبل تحريمها واستشهادهم
- 432 جيش الخبط وأكلوا العنبر نصف شهر
- 433 سَلُونِي لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ
- 434 عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
- 435 من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني
- 436 مَنْ أَبِي؟ وَأَيْنَ نَاقَتِي؟
- 437 إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا
- 438 البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك
- 439 أول من سيب السوائب يجر قصبه في النار
- 440 رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمروا يجر قصبه
- 441 إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه
- 442 الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما...
- 443 ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى ترى شحا مطاعا
- 444 خروج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن...
- 445 إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا
- 446 الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم
- 447 اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا...
- 448 إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما...
- 449 ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
- 450 لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق...
- 451 اللَّه خلق مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء...
- 452 ترون هذه طارحة ولدها في النار؟
- 453 مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله
- 454 لما نزلت قل هو القادر قال رسول الله أعوذ بوجهك
- 455 الشرك لظلم عظيم
- 456 سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
- 457 إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس...
- 458 لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي
- 459 لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه
- 460 القلم جف على علم الله تعالى
- 461 جهل العرب في قتل الأولاد سفها بغير علم
- 462 حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام
- 463 قاتل الله اليهود حُرّم عليهم الشحم فباعوه وأكلوا ثمنه
- 464 قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها
- 465 بيعة النبي على اجتناب الكبائر
- 466 لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش
- 467 إن الله يغار، وإن المؤمن يغار
- 468 أي الذنب عند الله أكبر
- 469 هذا سبيل اللَّه وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو...
- 470 الصراط المستقيم الإسلام وحدود الله محارمه
- 471 تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها
- 472 اغلاق باب التوبة بطلوع الشمس من مغربها
- 473 من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة
- 474 إذا ترك السيئة من أجل الله فاكتبوها له حسنة
- 475 من يعيرني تطوافا تجعله على فرجها
- 476 لا أحد أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه
- 477 ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا
- 478 تجلى الله للجبل وأخرج طرف الخنصر
- 479 لا تخيروني من بين الأنبياء
- 480 المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه
معلومات عن حديث: سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
📜 حديث: سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سجدة سورة ص في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








