لا تخيروني من بين الأنبياء

حديث: لا تخيروني من بين الأنبياء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣)﴾

عن أبى سعيد الخدري قال: جاء رجل من اليهود إلى النبي ﷺ، قد لطم وجهه. وقال: يا محمد! إنّ رجلًا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي. قال: «ادعوه». فدعوه. قال: «لم لطصت وجهه؟». قال: يا رسول اللَّه، إني مررت باليهود، فسمعته يقول: والذي اصطفى موسى على البشر. فقلت: وعلى محمد؟ وأخذتني غضبة، فلطمته. قال: «لا تخيروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جُزِي بصعقة الطور».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٣٨)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٤) كلاهما من طريق سفيان، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره، واللفظ للبخاري.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

الحديث:

عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل من اليهود إلى النبي ﷺ، قد لطم وجهه. وقال: يا محمد! إنّ رجلًا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي. قال: «ادعوه». فدعوه. قال: «لم لطمت وجهه؟». قال: يا رسول اللَّه، إني مررت باليهود، فسمعته يقول: والذي اصطفى موسى على البشر. فقلت: وعلى محمد؟ وأخذتني غضبة، فلطمته. قال: «لا تخيروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جُزِي بصعقة الطور».

1. شرح المفردات:

● لطم وجهه: ضربه على وجهه بباطن الكف.
● لطصت: بمعنى لطمت، واللام والطاء أصلها الضرب.
● اصطفى: اختار وفضّل.
● يُخيِّروني: يُفضِّلوني ويُقدِّموني على غيري.
● يَصْعَقون: يغشى عليهم من هول الموقف.
● يُفِيق: يَرْجع إلى وعيه بعد الإغماء.
● قائمة من قوائم العرش: عمود من أعمدة العرش العظيم.
● جُزِي بصعقة الطور: أي عُوقب أو كوفئ بتلك الصعقة التي أُصيب بها عند تجلي الله للجبل في الدنيا فخرّ موسى صعقاً.

2. شرح الحديث:

جاء يهودي إلى النبي ﷺ يشكو أن رجلاً من الأنصار لطم وجهه، فاستدعى النبي ﷺ ذلك الأنصاري وسأله عن سبب فعله. فأخبره أنه سمع اليهودي يحلف قائلاً: "والذي اصطفى موسى على البشر"، فاستفزه هذا القول لأنه استثنى النبي محمداً ﷺ من هذا الاصطفاء، فغضب ولطم اليهودي دفاعاً عن مكانة النبي ﷺ.
فبيّن النبي ﷺ للأنصاري أن هذا الفعل ليس صواباً، ونهاه عن أن يُفضَّل على بقية الأنبياء، مع أن النبي ﷺ هو أفضلهم، لكن من أدب الإسلام أن لا يُفضَّل النبي على إخوانه الأنبياء بما قد يؤدي إلى التنقص من قدرهم. ثم بيّن النبي ﷺ فضل موسى عليه السلام بأنه سيكون يوم القيامة عند الصعقة العامة التي تصيب الخلائق، فيكون النبي ﷺ أول من يفيق، فيجد موسى عليه السلام ممسكاً بقائمة من قوائم العرش، فلا يدري النبي ﷺ هل أفاق موسى قبله أم أن هذه منزلة أعطاها الله إياه تكريماً له بسبب الصعقة التي أصابته عند جبل الطور.

3. الدروس المستفادة:

● التحذير من الغلو في حب النبي ﷺ: فمحبة النبي ﷺ يجب أن تكون ضمن حدود الشرع، وليس من المحبة الصحيحة أن تؤدي إلى الاعتداء على الآخرين أو الإساءة إليهم.
● احترام جميع الأنبياء: فجميع الأنبياء إخوة في الدعوة إلى التوحيد، ولا يجوز للمسلم أن ينتقص من قدر أي نبي من أنبياء الله.
● الأدب مع النبي ﷺ: فالنبي ﷺ كان متواضعاً مع إخوانه الأنبياء، مع علمه بأنه أفضلهم، فكيف بنا أن نكون معهم؟
● فضل موسى عليه السلام: الحديث يبين فضل موسى عليه السلام ومنزلته عند الله تعالى.
● عدم الاعتداء على غير المسلمين: فلو كان اليهودي قد أساء، فليس للمسلم أن يعتدي عليه، بل يعالَج الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الحديث يدل على عظم يوم القيامة وهولها، حتى إن الخلائق كلها تصعق من شدة الموقف.
- فيه إثبات صعقة الطور لموسى عليه السلام، كما ذكر الله تعالى في القرآن: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143].
- الحديث يظهر أدب النبي ﷺ مع الأنبياء السابقين، وحلمه وحكمته في معالجة الأمور.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للاقتداء بنبينا محمد ﷺ في كل أقوالنا وأفعالنا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٣٨)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٤) كلاهما من طريق سفيان، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره، واللفظ للبخاري. ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما ساق بعضه وأحال بعضه على إسناد آخر قبله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 479 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تخيروني من بين الأنبياء

📜 حديث: لا تخيروني من بين الأنبياء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تخيروني من بين الأنبياء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تخيروني من بين الأنبياء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تخيروني من بين الأنبياء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية