حديث: بعثت إلى كل أحمر وأسود

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل سورة الأنفال

عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا، فأيما رجل أدركته الصلاة، صلى حيث كان، ونُصِرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التيمم (٣٣٥)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (٥٢١) كلاهما من طريق هُشيم، حدّثنا سيّار، حدّثنا يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللَّه قال: فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا، فأيما رجل أدركته الصلاة، صلى حيث كان، ونُصِرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تذكر بعض خصائص النبي صلى الله عليه وسلم التي امتاز بها عن غيره من الأنبياء والمرسلين، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:


● أعطيت خمسًا: منحني الله تعالى وخَصَّني بخمس خصال.
● إلى كل أحمر وأسود: يشمل جميع الناس باختلاف ألوانهم وأعراقهم، الأحمر: يقصد به البياض (لأن البياض يميل إلى الحمرة)، والأسود: المقصود به السود.
● أحلت لي الغنائم: أباح الله لي أخذ الغنائم التي يغنمها المسلمون في الحرب وتقسيمها.
● طيبة طهورًا ومسجدًا: طاهرة تُطَهِّر، وجُعلت كلها مكانًا للصلاة.
● نُصِرت بالرعب: جعل الله نصري وخوف عدوي بواسطة إلقاء الرعب (الخوف الشديد) في قلوبهم.
● مسيرة شهر: مسافة يُقطعها المسافر في شهر.
● أعطيت الشفاعة: منحني الله شفاعة عظمى يوم القيامة للناس.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قد منحه خمس خصائص عظيمة لم يجمعها لنبي قبله، وهي:
1- عموم رسالته: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، كنوحٍ لقومه، وهودٍ لقومه، وصالحٍ لقومه. أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد بُعث إلى الإنس والجن جميعًا، إلى الأحمر والأسود، والعربي والعجمي، إلى كل أهل الأرض حتى تقوم الساعة. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
2- إحلال الغنائم: كانت الغنائم التي تؤخذ من الكفار في الحروب محرمة على الأمم السابقة، وكانوا إذا غنموا شيئًا نزلت نار من السماء فأكلتها دلالة على القبول، أو تركت فدلالة على عدم القبول. فأحل الله هذه الغنائم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلها لهم طيبة حلالاً، يقسمها الإمام حسبما بينه الشرع، فهي معونة لهم على الجهاد وتقوية للدولة الإسلامية.
3- جعل الأرض مسجدًا وطهورًا: هذه من أعظم الخصائص والتيسيرات لهذه الأمة. فالأرض كلها جعلها الله طاهرة يمكن التيمم بها إذا لم يوجد الماء، وهي كلها مسجد يصلي فيه المسلم حيث أدركته الصلاة، بخلاف الأمم السابقة التي كانت لا تصلي إلا في أماكن مخصصة للعبادة. قال صلى الله عليه وسلم: «وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا».
4- النصرة بالرعب: كان الله تعالى ينصر نبيه صلى الله عليه وسلم ويلقي الرعب في قلوب أعدائه من مسيرة شهر، أي أن العدو يخاف منه ويُرهب من مواجهته وهو على بُعد مسافة شهر سفر. وهذا يكون قبل اللقاء، فيوهن قواهم المعنوية ويضعف من عزيمتهم. وقد تحقق هذا في غزواته، فكان الأعداء يفرون أو يستسلمون قبل القتال أحيانًا.
5- إعطاء الشفاعة العظمى: وهي أعظم هذه الخصائص، فقد أعطاه الله تعالى الشفاعة العظمى في يوم القيامة حين يقف الناس في الموقف العصيب، فيطلبون من الأنبياء أن يشفعوا لهم عند الله ليبدأ الحساب، فيعتذر كل نبي، حتى ينتهوا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقوم ويشفع عند الله تعالى أن يقضي بين الخلائق. وهي المقام المحمود الذي وعده الله به في قوله: {عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته عند الله تعالى، حيث خصه بهذه الخصائص التي لم يُعطها نبي قبله.
2- رحمة الله تعالى بهذه الأمة وتيسيره عليها، كما في مسألة جعل الأرض كلها مسجدًا وطهورًا، مما يسهل عليهم أداء العبادة في كل وقت وحين.
3- التأكيد على عالمية رسالة الإسلام، فهي ليست لقوم دون قوم، ولا لجنس دون جنس، بل هي للناس كافة.
4- فضل هذه الأمة وخصوصيتها، حيث شاركت نبينا في بعض هذه الخصائص كإحلال الغنائم وجعل الأرض مسجدًا.
5- التذكير بيوم القيامة وأهواله، وعظم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي ينالها المؤمنون.
6- الحث على شكر الله تعالى على هذه النعم العظيمة، وعلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه تصديقًا لرسالته واعترافًا بفضله.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه الخمس المذكورة هي من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر العلماء له خصائص أخرى كثيرة في التشريع والعقيدة والعبادات.
- الشفاعة أنواع، وأعظمها الشفاعة العظمى (المقام المحمود) التي هي خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
- هذا الحديث يدل على معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن هذه الخصائص وهي أمور غيبية وقعت كما أخبر.
نسأل الله تعالى أن يشفع فينا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأن يجمعنا به تحت لوائه في جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التيمم (٣٣٥)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (٥٢١) كلاهما من طريق هُشيم، حدّثنا سيّار، حدّثنا يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللَّه قال: فذكره.
والسياق لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 491 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثت إلى كل أحمر وأسود

  • 📜 حديث: بعثت إلى كل أحمر وأسود

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثت إلى كل أحمر وأسود

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثت إلى كل أحمر وأسود

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثت إلى كل أحمر وأسود

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب