حديث: لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (٢٠٥)﴾

عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ، فكنا إذا أشرفنا على واد، هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي ﷺ: «يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٩٩٢)، ومسلم في الذكر (٢٧٠٤) كلاهما من حديث عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى فذكره.

عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ، فكنا إذا أشرفنا على واد، هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي ﷺ: «يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ، فكنا إذا أشرفنا على واد، هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي ﷺ: «يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده».
١. شرح المفردات:
● أشرفنا على واد: أي صعدنا مكاناً مرتفعاً ونظرنا إلى الوادي (منخفض بين جبلين).
● هللنا: قلنا "لا إله إلا الله".
● كبرنا: قلنا "الله أكبر".
● ارتفعت أصواتنا: جهرنا بالذكر ورفعنا أصواتنا.
● أربعوا على أنفسكم: ارفقوا بأنفسكم، لا تتعبوها برفع الأصوات الشديد. وأصل الربع: الاعتدال والتؤدة.
● أصم: الذي لا يسمع.
● غائب: الذي ليس حاضراً.
● سميع: يسمع كل شيء.
● قريب: قريب من عباده بعلمه وإحاطته.
● تبارك اسمه: تعالت بركته وكماله.
● وتعالى جده: تعالت عظمته وجلاله.
٢. شرح الحديث:
كان الصحابة رضي الله عنهم يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكانوا كلما وصلوا إلى مكان مرتفع يطل على وادٍ، أخذوا يذكرون الله تعالى بالتهليل ("لا إله إلا الله") والتكبير ("الله أكبر") وهم يرفعون أصواتهم بشدة، ظناً منهم أن رفع الصوت زيادة في التعبد وإظهاراً للجهاد.
فنبههم النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطأ هذا الفعل بقوله: «يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم» أي: ارفقوا بأنفسكم ولا تتعبوها بملء قوتها في رفع الأصوات، فإن الدعاء والذكر لا يحتاج إلى هذا الجهد والعناء.
ثم بين لهم السبب في ذلك بقوله: «فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا» فالله تعالى ليس بأصم حتى تحتاجوا إلى رفع أصواتكم ليسمعكم، وليس بغائب حتى تحتاجوا إلى الصياح لتصل أصواتكم إليه.
بل هو سبحانه: «إنه معكم» بعلمه وسمعه وبصره، «إنه سميع» لجميع الأصوات مهما خفت، «قريب» من عباده يجيب دعاءهم ويسمع نجواهم.
وختم النبي صلى الله عليه وسلم بتمجيد الله وتعظيمه: «تبارك اسمه وتعالى جده» أي تنزه وتقدس عن كل نقص، وتعالت عظمته وجلاله.
٣. الدروس المستفادة:
1- التأدب مع الله تعالى في الدعاء والذكر: بأن لا يرفع الصوت أكثر من اللازم، فخير الذكر ما كان خفياً وخاشعاً، ما لم تكن هناك حاجة للجهر كالأذان أو التلبية.
2- الإيمان بصفات الله الكمالية: من السمع والقرب من عباده بعلمه وقدرته، فهو يسمع السر والنجوى.
3- الرفق بالنفس في العبادة: وعدم تحميلها ما لا طاقة لها به، فالدين يسر وسماحة.
4- التنبيه على خطأ الظن بأن رفع الصوت في الذكر من أسباب القبول: بل القبول مرتبط بالإخلاص والتأدب مع الله، لا بمجرد شدة الصوت.
5- تقديم العلم الشرعي على مجرد الاجتهاد: فقد اجتهد الصحابة في رفع الصوات ظناً أنه أفضل، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم السنة.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وعظم موقعه.
- هذا النهي عن رفع الصوت في الذكر عام في كل مكان، إلا في مواضع استحباب رفع الصوت فيها كالأذان والتكبير في الأعياد وخلف المناسك كالتلبية في الحج.
- يستفاد من الحديث أن القرب الإلهي من عباده قرب خاص لا يستلزم المماثلة للحوادث، فهو قرب بعلمه وإحاطته وقدرته، لا قرب ذاتي بالمكان والجهة تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد (٢٩٩٢)، ومسلم في الذكر (٢٧٠٤) كلاهما من حديث عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى فذكره. واللفظ للبخاري.
وقوله: «اربعوا على أنفسكم» أي ارفقوا بأنفسكم.
وقد يراد به كما جاء في قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ١١٠]؛ لأن المشركين إذا سمعوا القرآن، سبوا اللَّه عز وجل، وسبوا على من نزل وهو النبي ﷺ. فأمر اللَّه تعالى أن لا تجهروا بالصلاة جهرا بالغا يسمعه المشركون فيسبوا اللَّه عز وجل، ولا تخافت - أي عن أصحابك، فلا يسمعونه، بل اختر سبيلا بين الأمرين وهو الوسط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 489 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب

  • 📜 حديث: لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب