حديث: بُعِثت إلى الناس عامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨)﴾

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبُعِثت إلى الناس عامة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التيمم (٣٣٥)، ومسلم في المساجد (٥٢١) كلاهما من حديث هُشيم، أخبرنا سيار، قال: حدّثنا يزيد بن صهيب الفقير، قال: أخبرنا جابر بن عبد اللَّه فذكره في حديث طويل.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبُعِثت إلى الناس عامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبين شرف وخصوصية رسالة نبينا محمد ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:


● يُبعث: يُرسَل من عند الله تعالى برسالةٍ وشرع.
● إلى قومه خاصة: أي أن كل نبيٍ قبل نبينا محمد ﷺ كان مأموراً بدعوة قومه وأمته الخاصة به دون غيرهم.
● بُعثت إلى الناس عامة: أي أن رسالة نبينا محمد ﷺ شاملة لكل الناس من الإنس والجن، من العرب والعجم، والأبيض والأسود، إلى يوم القيامة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن الفرق الجوهري بين رسالته ورسالات الأنبياء السابقين عليه الصلاة والسلام. فكل نبيٍ كان يرسله الله تعالى إلى قومه المحدودين وزمانه المعين، مثل نوحٍ إلى قومه، وهود إلى عاد، وصالح إلى ثمود. وكانت شرائعهم مؤقتة تنتهي بوفاة النبي أو ببعثة نبيٍ آخر.
أما رسالة نبينا محمد ﷺ فهي الرسالة الخاتمة الشاملة العالمية، التي بعثه الله بها إلى جميع الخلق، في كل زمان ومكان، من لدن بعثته إلى أن تقوم الساعة. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سورة سبأ: 28]. وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [سورة الأعراف: 158].

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عالمية الإسلام: هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين، يُبيّن أن الإسلام ليس ديناً خاصاً بقبيلة أو أمةٍ دون أخرى، بل هو دعوة للبشرية جمعاء.
2- ختم النبوات: بعثة النبي ﷺ إلى الناس كافة دليل على أن رسالته هي الأخيرة، وأنه لا نبي بعده، لأنه لو كان هناك نبيٌ بعده لكانت رسالته خاصة بقومه، وهذا يناقض عموم رسالة النبي ﷺ.
3- التكليف بالدعوة: هذه العالمية تفرض على الأمة الإسلامية مسؤولية حمل الدعوة ونشر الإسلام في كل أرجاء الأرض، بالحكمة والموعظة الحسنة.
4- الرحمة للعالمين: بعثة النبي ﷺ عامةً تجسيدٌ لرحمة الله تعالى بالعالمين، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء: 107].

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث متفق على صحته، رواه البخاري ومسلم.
- من الآثار الدالة على عالمية الدعوة أن النبي ﷺ أرسل الرسائل إلى ملوك العالم في زمانه (كهرقل ملك الروم، والمقوقس عظيم مصر، وكسرى ملك فارس) يدعوهم إلى الإسلام.
- هذه الخصوصية تقتضي محبة النبي ﷺ وتقديره فوق كل الأنبياء والمرسلين، فهو خاتمهم وأفضلهم، وصاحب الشفاعة العظمى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أتباع نبيه محمد ﷺ حق الاتباع، وأن يعيننا على نشر دعوته العالمية بالحكمة والموعظة الحسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التيمم (٣٣٥)، ومسلم في المساجد (٥٢١) كلاهما من حديث هُشيم، أخبرنا سيار، قال: حدّثنا يزيد بن صهيب الفقير، قال: أخبرنا جابر بن عبد اللَّه فذكره في حديث طويل.
وهذا يقتضي أن يكون النبي ﷺ آخر الأنبياء؛ لأن نبوته تشمل جميع الزمان والمكان، وقد قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٤٠].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 482 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بُعِثت إلى الناس عامة

  • 📜 حديث: بُعِثت إلى الناس عامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بُعِثت إلى الناس عامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بُعِثت إلى الناس عامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بُعِثت إلى الناس عامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب