حديث: بيعة النبي على اجتناب الكبائر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١)﴾

عن عبادة بن الصّامت: -وكان شهد بدرًا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة- أن رسول اللَّه ﷺ قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم
وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم، فأجره على اللَّه، ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعوقب في الدنيا، فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا، ثم ستره اللَّه، فهو إلى اللَّه إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه». فبايعناه على ذلك.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (١٨)، ومسلم في الحدود (١٧٠٩) كلاهما من حديث الزهري، عن أبي إدريس عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، عن عبادة بن الصّامت فذكره.

عن عبادة بن الصّامت: -وكان شهد بدرًا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة- أن رسول اللَّه ﷺ قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم
وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم، فأجره على اللَّه، ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعوقب في الدنيا، فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا، ثم ستره اللَّه، فهو إلى اللَّه إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه». فبايعناه على ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي تُبيّن أصول الإسلام وقواعد الإيمان، وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة الذين شهدوا بدرًا والعقبة.

شرح المفردات:


● عصابة من أصحابه: جماعة منهم.
● بايعوني: أعطوني العهد والمواثيق على الالتزام.
● بهتان: كذب وافتراء.
● تفترونه بين أيديكم وأرجلكم: أي تختلقونه وتُحْدِثونه من أمامكم أو من حولكم (وقيل: المقصود بهتان يُقال بصورة علنية).
● في معروف: في أمرٍ معروفٍ بالخير والطاعة.
● وفى: أتمّ العهد ولم ينقضه.
● ستره الله: أي لم يُعاقبه في الدنيا وأخفى ذنبه.

شرح الحديث:


يخبر عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي ﷺ جمع حوله مجموعة من أصحابه وطلب منهم المبايعة على التزام مجموعة من الوصايا الأساسية، وهي:
1- عدم الإشراك بالله: وهو أعظم الذنوب وأكبرها، لأنه يتعلق بحق الله تعالى في التوحيد.
2- عدم السرقة: وهي أخذ مال الغير بغير حق.
3- عدم الزنا: وهو كل علاقة محرمة خارج إطار الزواج الشرعي.
4- عدم قتل الأولاد: خوفًا من الفقر أو العار، كما كان يفعل بعض الجاهليين.
5- عدم الافتراء بالبهتان: أي عدم اختلاق الأكاذيب ونشرها بين الناس.
6- عدم العصيان في المعروف: أي لا تُعصَوا الله في أمرٍ هو معروفٌ بالخير والطاعة.
ثم بين ﷺ أن من وفّى بهذا العهد ولم ينقضه، فله الأجر العظيم من الله تعالى. أما من ارتكب شيئًا من هذه الذنوب:
- فإن عُوقب في الدنيا (بحدّ شرعي أو عقوبة دنيوية)، فهذه العقوبة تكفّر عنه ذنبه إذا قُبلت توبة.
- وإن ستره الله ولم يُعاقب في الدنيا، فأمره إلى الله: إن شاء غفر له، وإن شاء عاقبه.

الدروس المستفادة:


1- عظمة بيعة الإسلام: فهي عهد على ترك الكبائر والالتزام بأوامر الله.
2- التوحيد أول الواجبات: لأنه أساس الإيمان وأعظم الفرائض.
3- تحريم الكبائر: مثل الزنا والسرقة والقتل والافتراء.
4- فضل الستر من الله: فمن ستره الله في الدنيا فهو أهل لأن يتوب ويُحسن عمله.
5- العدل والرحمة الإلهية: فالله يعاقب من يشاء ويغفر لمن يشاء، وهو الحكم العدل.
6- التوبة تكفر الذنوب: فالعقوبة في الدنيا كفارة للذنب إذا تاب العبد.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن بيعة النبي ﷺ كانت على التزام شرائع الإسلام.
- وهو من الأحاديث التي تُظهر رحمة الله بعباده، حيث جعل العقوبات الدنيوية تكفيرًا للذنوب.
- يستفاد منه أيضًا أهمية الوفاء بالعهد مع الله ورسوله.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للوفاء بعهده، وأن يتوب علينا ويسترنا في الدنيا والآخرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (١٨)، ومسلم في الحدود (١٧٠٩) كلاهما من حديث الزهري، عن أبي إدريس عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، عن عبادة بن الصّامت فذكره.
ورواه الحاكم (٢/ ٣١٨)، من حديث سفيان بن حسين الواسطي، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصّامت قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من يبايعني على هذه الآيات، ثم قرأ: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾ حتى ختم الآيات الثلاث. فمن وفى فأجره على اللَّه، ومن انتقص شيئًا أدركه اللَّه بها في الدنيا، كانت عقوبته. ومن أخر إلى الآخرة، كان أمره إلى اللَّه، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له».
وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. إنما اتفقا جميعًا على حديث الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة: «بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا». وقد روى سفيان بن حسين الواسطي كلا الحديثين عن الزهري فلا ينبغي أن ينسب إلى الوهم في أحد الحديثين إذا جمع بينهما» اهـ.
قال الأعظمي: إِلَّا أن سفيان بن حسين الواسطي ضعيف في الزهري كما قال به أهل العلم، فلا يقبل تفرده عن الزهري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 465 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيعة النبي على اجتناب الكبائر

  • 📜 حديث: بيعة النبي على اجتناب الكبائر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بيعة النبي على اجتناب الكبائر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بيعة النبي على اجتناب الكبائر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بيعة النبي على اجتناب الكبائر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب