حديث: هذا سبيل اللَّه وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)﴾

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: «خط لنا رسول اللَّه ﷺ خطا، ثم قال: «هذا سبيل اللَّه«، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: «هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾.

حسن: رواه أحمد (٤١٤٢)، والبزار - كشف الأستار (٢٢١٠)، وصحّحه ابن حبان (٧، ٦)، والحاكم (٢/ ٣١٨) كلهم من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: «خط لنا رسول اللَّه ﷺ خطا، ثم قال: «هذا سبيل اللَّه«، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: «هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام ابن حبان في صحيحه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده.

نص الحديث:


عن عبد اللَّه بن مسعود قال: «خط لنا رسول اللَّه ﷺ خطا، ثم قال: «هذا سبيل اللَّه«، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: «هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾.


1. شرح المفردات:


● خط لنا: رسم أو شق لنا على الأرض أو الرمل.
● سبيل الله: الطريق الموصل إلى الله تعالى، وهو الإسلام وما جاء به النبي ﷺ.
● خطوطا عن يمينه وعن شماله: طرقًا متفرقة عن الجانبين.
● سبل: طرق متعددة (جمع سبيل).
● شيطان: كل داعٍ إلى ضلال أو بدعة أو معصية.
● يدعو إليه: يغوي ويرغب الناس في سلوكه.
● صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا: طريقي الواضح المستقيم الذي لا عوج فيه.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث الشريف، يُجسِّد النبي ﷺ الحقيقة المجردة للهدى والضلال في صورة مرئية محسوسة لتثبت في الأذهان والقلوب. فقد قام ﷺ برسم خط مستقيم واحد في الأرض، وأخبر أن هذا الخط يمثل طريق الله المستقيم، وهو الإسلام القويم، والمنهج الذي ارتضاه الله لعباده، المتمثل في القرآن والسنة بفهم السلف الصالح.
ثم رسم حول هذا الخط المستقيم عدة خطوط متفرقة عن يمينه وشماله، وبيَّن أن هذه الخطوط تمثل السبل الأخرى، وهي كل طريق يخالف طريق الله تعالى، من البدع والضلالات والمناهج المنحرفة والأهواء المختلفة. ثم بين أن على كل طريق من هذه الطرق المنحرفة شيطانًا يدعو إليه، أي أن هناك داعية من دعاة الضلال، من شياطين الإنس أو الجن، يزين هذا الطريق الباطل ويدعو الناس إليه.
ثم قرأ النبي ﷺ الآية الكريمة من سورة الأنعام (153) مصدقًا ومؤكدًا لما جسده بالرسم: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾. فالآية تأمر باتباع الصراط المستقيم (طريق الله) وتنهى عن اتباع السبل المتباينة (الطرق الأخرى) لأن اتباعها يؤدي إلى التفرق والضلال عن سبيل الله.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- وضوح طريق الحق وتميزه: طريق الله واحد واضح مستقيم، لا التباس فيه ولا غموض، وهو ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه.
2- كثرة طرق الضلال وتنوعها: الباطل متعدد وشُعَبُه كثيرة، وكلها تؤدي إلى الهلاك.
3- وجود دعاة للضلال: لكل بدعة أو ضلالة داعية يدعو إليها ويزينها في أعين الناس، وهذا من كيد الشيطان وأعوانه.
4- التحذير من التفرق في الدين: اتباع السبل المتباينة يؤدي حتمًا إلى التفرق والاختلاف، وهو ما حذر الله منه.
5- التجسيد العملي للتعليم: استعمل النبي ﷺ الوسائل التعليمية البصرية لترسيخ المعاني في الأذهان، وهي سنة نبوية في الدعوة والتعليم.
6- التمسك بالكتاب والسنة: طريق النجاة هو التمسك بما جاء في القرآن والسنة، وترك كل ما خالفهما.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بــ "حديث الخطوط"، وهو أصل في ذم البدع والتحذير من أهل الأهواء.
- يستدل به العلماء على ذم الافتراق في الدين والتحذير من الفرق الضالة كالخوارج والمرجئة والقدرية وغيرهم.
- فيه إشارة إلى أن طريق الحق واحد، وأن مخالفته ولو بقصد التقرب إلى الله (كبعض البدع) هو من اتباع سبل الشيطان.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم دينه من أهله الثقات، ويعرض ما يسمعه على الكتاب والسنة، حتى لا يقع في شباك دعاة الضلال.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الصراط المستقيم، ويجنبنا سبل الغواية والضلال، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٤١٤٢)، والبزار - كشف الأستار (٢٢١٠)، وصحّحه ابن حبان (٧، ٦)، والحاكم (٢/ ٣١٨) كلهم من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.
ورواه النسائيّ في التفسير (١١١٧٥)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٣٩)، عن عاصم، عن زر، عن عبد اللَّه بن مسعود به مرفوعًا.
والطريقان محفوظان، عاصم له شيخان: زر وأبو وائل - كلاهما عن ابن مسعود.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 469 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا سبيل اللَّه وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه

  • 📜 حديث: هذا سبيل اللَّه وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا سبيل اللَّه وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا سبيل اللَّه وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا سبيل اللَّه وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب